|
مستشار سودانى يفوز بجائزة أفضل بحث قانونى
|
بعيداً عن الواقع السياسى المؤلم والوضع المعيشى والأقتصادى الأشد إيلاماً، يبقى موضوع مخرجات التعليم العام والعالي وعلاقته بقضايا التنميه البشريه ومتطلبات اسواق العمل المحليه والعالميه من اهم الموضوعات التي تؤرق وجدان اللذين يتابعون التدهور المريع الذي حاق بجميع الاوضاع في الوطن الحبيب. بالامس القريب كان السودان في صدارة الدول العربية والافريقيه من حيث مستويات الخدمة المدنيه وجودة التعليم العام والعالي لدرجة ان المنظمات الدوليه كانت توظف السودانين بلا منافسه تذكر بل وان جامعات عريقه مثل اكسفورد وكامبريدج تقبل خريجي جامعة الخرطوم مباشرة من دون شرط امتحان الدخول. بدأ مشوار التدهور في اوائل سبعينات القرن وتحديدا بكارثه مايعرف بالثورة التعليميه التي دشنها الدكتور محي الدين صابر وزير التربيه والتعليم انذاك والتي أدت لهجرة معظم الكوادر المتمرسة الى دول الخليج فإنقطع التواصل المعرفي والخبراتي بين الاجيال لياتي الانقاذ من بعد ويعصف بماتبقى من ذكريات على مذبحة الصالح العالم. رغم ذلك فقط حافظ السودانيون على سمعتهم المهنيه والأكاديمية خاصة أولئك الذين تمكنوا من الهجره للخارج سواء لدول الخليج أو الغرب, إذ حقق عدد كبير منهم نجاحات باهره في مجالات الطب والقانون والهندسه والمحاسبة والصحافه والإعلام والتدريس الجامعي الخ وما من يوم يمر إلا ونسمع بسوداني تفوق على أقرانه أكاديمياً أو مهنياً فضلا عن السمعة الطيبة التي يتمتع بها هذه الكوادر في أوساط الجاليات. المستشار عبدالرحمن حسين دوسة نموذج من اولئك الذين حققوا إنجازا أكاديمياً مرموقا, إذ نال درجه الزمالة وجائزه أفضل بحث قانوني من الجمعية الدولية لمدراء العقود والذي يعرف اختصاراً بال IACCM ومقرها ماليزيا, وكان عنوان البحث: Warranties and Indemnities in Onshore Drilling Contracts يجدر بالذكر أن للمذكور خبرة أكثر من ربع قرن فى مجال النفط والغاز وقد سبق له العمل بأرامكو السعودية وأدنوك الاماراتيه ويعمل حالياً بشركة قطر للبترول حيث كلف مؤخراً –وتحديداً فى ابريل الماضي - برئاسه فريق عمل مختص بتدقيق ومراجعة العقود على رأس خبراء من كندا واستراليا وجنوب افريقيا واسكتلندا مختص بتدقيق ومراجعة العقود.
حينما سألناه، لمن يدين بهذا الإنجاز؟ أجاب بلا تردد للشعب السوداني العظيم الذي دفع بسخاء على تعليم جيلنا وعلى أولئك المعلمين الذين كانو رسلا بمعنى الكلمة إذ علمونا بإخلاص وتفان ونكران ذات وفى مقدمتهم أساتذتي بجامعة الخرطوم وأخص بالذكر البروفسور محمد الفاتح حامد, البروفسور محمد ابراهيم الطاهر, الدكتور سلمان محمد أحمد, البروفسور أكولدا مانتير, البروفسور الضرير, مولانا زكي عبدالرحمن، والشكر موصول أيضا لمولانا مجذوب علي حسيب, مولانا دفع الله الرضي, مولانا صلاح شبيكه رحمهم الله جميعاً وقد تتلمذت وتدربت وأخذت منهم الكثير. وعن الأوضاع فى السودان أضاف بأن أكثر مايزعجه حالياً هو إنتشار الجهوية والقبليه والإثنية والمناطقية في كافة مفاصل حياة الوطن وأخشى أن يرثنا جيل حاقدٌ لبعضه ومُدمِر لذاته. بشأن تمنياته, قال: آمل أن يواصل الأخوة وأبناء الوطن بالداخل وبلاد المهجر مواجهة التحديات وتحقيق النجاحات فالسودانى بطبعه يمتاز بالذكاء ولديه رغبة جامحة للتعلم وتحقيق النجاحات متى ما وجد البيئه المناسبة. نتقدم بالتهنئه للمستشار عبدالرحمن دوسة وكل سوداني يتألق أو يتفوق ونتمنى للجميع المزيد من النجاحات.
المهندس/ علي بابكر الحسين الظهران- السعوديه
|
|
|
|
|
|