|
|
 مرضي الولايات/حسن محمد صالح
|
يبدو أن المسئولين في الحكومة والمؤتمر الوطني بعد إنفصال الجنوب لم
يجدوا مرضي يمنعونهم حقن البنسلين إلا مرضي الولايات ولا أدري هل كان
الدكتور مأمون حميده وزير الصحة بولاية الخرطوم يقصد مرضي الولايات أم
الولايات المريضة عندما أطلق تصريحه المقتضب والذي قال فيه لابد من وجود
آلية لتحويل مرضي الولايات للمستشفيات بالخرطوم هل الآلية هي قمسيون طبي
للولايات يحول المريض من مدني للخرطوم أم الآلية هي مجلس الأمن والدفاع
بدارفور ليحول المرضي الجرحي من الفاشر إلي العاصمة الوطنية . وما
يحيرني حقا لماذا لا يأتي النازحون من دارفور إلي العاصمة فهل الجنوب
أقرب أم الطرق ما بين الشمال والجنوب أسهل منها ما بين دارفور والخرطوم .
عندما تذهب إلي مصر تستطيع أن تدخل أي مستشفي تجده أماك وتجد أخصائي لا
يضرب معك موعدا في عيادته الخاصة ولا يعطيك حتي رقم هاتفه ولا أحد يسألك
من جنسيتك أو من أين أتيت وفي الغالب تتلقي كثير من الخدمات العلاجية
بالمجان ما عدا الدواء وإذا ذهبت لمركز طبي خاص تدفع أموالك ويقدم لك
المركز العلاج علي قدر فلوسك .
لقد طفح الكيل يا وزير الصحة ولاية الخرطوم عندما نسمع الحديث عن مرضي
الولايات وهولاء المرضي يأتون إلي عاصمة البلاد التي يجب أن تتوفر فيها
مستشفيات إتحادية مثل مستشفي الخرطوم ومستشفي أم درمان الخرطوم بحري
تتولي وزارة الصحة الإتحادية إدارة هذه المستشفيات وليست وزارة الصحة
بالولاية أعرف أن هذا الكلام قد مضي عليه الزمن ولكن هذا من إهمال
الولايات ومجلس تنسيق الحكم الإتحادي وبرلمان الولايات هذه الجهات عليها
أن تحرص كل الحرص علي بقاء المشافي القومية لكي تؤدي واجبها نحو المواطن
السوداني الذي يخرج من ولايته بحثا عن العلاج في عاصمة بلاده عزيزا
مكرما ولا يواجه التهميش والدونية التي تجعل مواطن الخرطوم كأنه مواطن من
الدرجة الأولي وبقية المواطنين في دارفور وكرفان والنيل الأبيض والأزرق
والجزيرة وشرق السودان مواطنين من الدرجات الأولي والثانية والعاشرة في
سلم التراتيب الذي يضعها وزير صحة ولاية الخرطوم مأمون حميده .
ووكما هو معلوم ومعروف ومفهوم كثير من الولايات تفتقر للخدمات الطبية
سواءا في المستشفيات أو الشفخانات أو الأطباء والأدوية التي يتناولها
المريض .....وبعض الولايات من السهل علي المريض أن يأتي مباشرة للخرطوم
ولا يذهب لعاصمة الولاية لبعدها عنه ولصعوبة المواصلات التي تربط بين
مناطق الولاية وعاصمتها سوا في الأبيض أو مدني أو دنقلا أو عطبرة وغيرها
والسبب أن الحكم الإتحادي القائم الآن في السودان هو تقسيم للولايات علي
أسس سياسية وقبلية ولم يكن هذا التقسيم علي أساس الأنصبة في الصحة
والتعليم وبقية الخدمات ولهذا السبب سوف تأتي الولايات وحتي الولاة
للعلاج بالخرطوم ومن غير تحويل لأن مرحلة التحويل هذه مرحلة متقدمة اللهم
إلا إذا كان في مقام وزير الصحة مأمون حميده الذي ولد وفي فمه معلقة من
ذهب ولا يعرف أن المريض حتي في مستشفي سوبا الجامعي الذي تشرف عليه
جامعة الخرطوم الخرطوم يتم إحضاره للمستشفي علي الكارو التي تجرها
الحمير وليست الخيول .
الحديث عن مرضي الولايات لا معني له حتي لو كانت هذه الولايات مكتفية من
كافة الخدمات الطبية ولا ينقصها إلا القليل الذي يستدعي حضور مرضاها
للعاصمة القومية ناهيك عن الظروف التي تواجه الولايات من حرب في دارفور
وجنوب كرفان والنيل الأزرق وبطالة حتي في مشروع الجزيرة العملاق والسبب
البسيط لإستنكار مقولة مرضي الولايات ومغزاها وأثرها علي المدي البعيد هو
أن المشفي عنما يقام يجب أن تكون له القابلية لإستقبال المرضي من كل
أنحاء العالموكل أنواع الحالات المرضية في وقت واحد في حالات الأوبئة
والكوارث الطبيعية والحروب . وإذا كان المريض يجد الفائدة من المستشفي
وهي العلاج فإن المستشفي بدوره يستفيد من المرضي ومرافقيهم فوائد بلا حصر
. والأمر المهم جدا هو الحديث عن خصوصية الخرطوم لكونها ولاية من
الولايات والكثيرة المتناسلة وليست بإعتبارها عاصمة البلاد محل الرئيس
بنوم والطيار بتحوم وإذا لم ننتبه لمثل هذه المقولات الخطيرة فسوف نري
كثير من التهميش في بلادنا وربما أصدر أحدهم قرارا بعدم دفن موتي
الولايات في مقابر الخرطوم .
|
|
 
|
|
|
|
حسن محمد صالح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست