|
مذكرة الاصلاحيين والمشروع الاسلامى الرشيد جعفر على
|
مذكرة الاصلاحيين والمشروع الاسلامى
الرشيد جعفر على
بعد ربع قرن من الزمان من الادعاء باننا محكوميين بمنهج اسلامى وان بلادنا تنعم بتطبيق قيم السماء على ارضها وان كل عثراتها ما هى الا استهداف للمشروع الاسلامى ، اصبحت المذكرات والدعوات بالتغيير من داخل المنظومة الحاكمة هى الديدن الملازم لكل تحركاتها بالدعوة الى محاربة الفساد المستشرى والرشوة والمحسوبية والمطالبة باعلاء قيم الفضيلة والطهر باعتبارها الهدف والغاية لنشر قيم الاسلام بجانب الدعوة الى الى اطلاق حرية الراى والتعبير الغائبة عن المشهد السياسى واعلاء قيم العدل والشورى والمساوة واحترام الاخرالمنتفية من الوجود بعد فترة طويلة من الحكم وهى من اسس الدولة الاسلامية واحد اوجب واجباتها ووجودها على الارض وليس بالشعارات والهتافات الجوفاء التى لا تسمن ولا تغنى من جوع فالتجربة الماثلة اخذت حصتها تماما للحكم عليها سلبا او ايجابا وقد بدا الان ايضاح حقيقتها من داخل تنظيمها وقياداتها .
ومن اوضح غياب تلك المبادى الاسلامية وعدم الاكتراث الى تطبيقها انقسام التنظيم الحاكم الى عدة تيارات شعبيون وسائحون وانقلابيون واصلاحيون ومتمردين ومتفرجين مما يوكد غياب المنهج او المشروع الاسلامى الذى اوجب واجباته الاعتصام بحبل الله المتين وليس الانقسام والتفرق فالتعنت فى عدم الاصلاح وعدم الرغبة فى تطبيق تلك المبادى جعل الدعوات بالتصحيح تصل الى منطقة المواجهة وانقسام جديد داخل المنظومة الحاكمة التى اصبحت تدار وتسير عبر التدابير الامنية فى مواجهة خصومها حتى داخل منظومتها الواحدة بالتهديد بالمحاسبة والفصل مما اوصل البلاد الى احتقان سياسى مازووم معقد جعل اهم مطالب الداعيين الى التغيير بالحزب الحاكم الوصول الى وفاق مع المنظومات السياسية الاخرى وجعل التداول السلمى للسلطة عبر اليات محايدة ونزيهة هى الاصل فى الوصول الى الاستقرار وحل كل مشاكلنا المتعددة بعد وصول البلاد الى نفق مظلم حسب تعبيرهم .
فالمذكرة الاخيرة الموقعة من اكبر قيادات ورموز التيار الاسلامى الحاكم توضح بجلاء فشل المشروع الاسلامى وعدم وجوده على ارض الواقع وانه اصبح فشوش وفشنك عبر المسيرة الطويلة التى قدمت وانتفت منها كل مظاهرة واحكامة التى لا تحتاج الى بيان بانتفاء اهم مظاهر الدولة الاسلامية حسب دعواهم الى تطبيق تلك المبادى لغيابها عن مسيرة الحكم ولفقدهم الامل فى تطبيقها باستعدادهم الى الفصل من الحزب الحاكم .
فقد اوضح خروج المذكرة الاخيرة للعلن ان الشورى داخل التنظيم الحاكم مغيبة فليس هنالك اوعية تنظمية حقيقية لتبادل الرأى واتخاذ القرارات المهمة فالدولة تحت قيادة اشخاص يعدون على اصابع اليد الواحدة والاخرون ما هم الا فريجة وهتيفة وكورال يردد ما ينظر ويخطط من قبل النافذين
فالمشروع الاسلامى او الحضارى لا وجود حتى داخل اورقه واذهان اهل السلطه اصبح نسيا منسيا يلجى له عند الملمات الضيقه عندما تشعر السلطه بانها فى حالة مهدد خارجى او داخلى فتعلن الجهاد باسم الاسلام لحماية الدين الحنيف المهدد من قبل العلمانيون ودول الكفر بالخارج, فبذلك تم تحويل اى صراع سياسى الى صراع دينى مما يعرض الدين الى الابتذال والاستغلال
|
|
|
|
|
|