|
مذكرة الإصلاحيين ، نقطة انطلاق للصراع السياسي والانفجار المرتقب داخل المؤتمر الوطني وسقوط النظام/خ
|
مذكرة الإصلاحيين ، نقطة انطلاق للصراع السياسي والانفجار المرتقب داخل المؤتمر الوطني وسقوط النظام . خالد حسن سملتود [email protected] مذكرة الاصلاحيين التى تقدم بها قادة حزب المؤتمر الوطنى ، جناح الاصلاحيين بقيادة الدكتور غازى صلاح الدين التى طالبت بخطوات اصلاحية للاقتصاد السودانى ، هذه المذكرة هى نقطة الانطلاق للصراع السياسى والسلطوى داخل اروقة حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ، وليس الامر عند هذا الحد فحسب ، بل المذكرة ستكون السبب الرئيسى فى سقوط نظام الحزب الحاكم بنسبة 80 % لان المؤتمر الوطنى حينما اتى الى السلطة فى انقلاب دموى كان حزبا واحدا يضم تيارات كوزية ولكن حدثت انشقاقات وقرارات طرد وهلم جرا حتى اصبح الحزب ناقصا ويصارع تيارات اسلامية معارضة بالداخل مثل حزب المؤتمر الشعبى المعارض بقيادة الدكتور حسن عبد الله الترابى الاب الروحى لحزب الجبهة الاسلامية القومية كان رئيسا لمجلس الشورى والبرلمان ابان مجىء الانقاذيين الى الحكم فى التسعينيات ولكن سرعان ما اصدر الرئيس البشير قرار طارئا قضى بفصل الترابى وابعاده من الحزب والحكم وقام الترابى بانشاء حزب خاص به مناوىء لحزب البشير يسمى بحزب المؤتمر الشعبى Popular Congress Party ، واخيرا تجزا الحزب الحاكم ايديلوجيا وسياسيا وفكريا حتى اصبح هناك من يسمون بالإصلاحيين امثال الدكتور غازى صلاح الدين العتبانى وبعض القيادات العسكرية معه فى الحزب المنشقين عن حزب البشير مما احدث ربكة وصدمة كبيرة للنظام الحاكم وبذلك يصبح حزب الإصلاحيين بالمؤتمر الوطنى حركة اصلاحية منشقة تتباين فى الرؤى والبرامج مع المؤتمر الوطنى الحاكم . وفى الآونة الأخيرة شهد المؤتمر الحاكم انشقاقات وانسلاخ من صفوفه لصالح الإصلاحيين ، وكانت صحيفة المجهر السودانية عدد 6 نوفمبر 2013 قد اوردت خبرا مفاده ان الانشقاقات مستمرة لصالح الاصلاحيين وجاء فى حيثيات الخبر الاتى : (كشفت مصادر موثوقة لـ (المجهر) عن انضمام أعداد كبيرة من قيادات وأعضاء وقواعد حزبية مؤثرة بالمؤتمر الوطني لمجموعة الإصلاحيين برئاسة د."غازي صلاح الدين". وقالت إن أعدادهم في ازدياد. وأفصحت المصادر عن انسلاخ مجموعة كبيرة من عضوية الوطني في الدائرة الجغرافية التي يمثلها د."غازي" ببحري وإعلانها الانضمام للإصلاحيين، وأفصحت المصادر أمس عن تمسك مجموعة "غازي" بالخروج عن المؤتمر الوطني وتكوين حزب جديد، ورفضهم التفاوض مع اللجنة الخماسية التي شكلها الوطني لإعادتهم إلى أحضان الحزب . فيما أكدت ذات المصادر أن خطوة الإصلاحيين بانشقاقهم عن الوطني، أحدثت ربكة داخل أجهزة الحزب الداخلية، بينما تباينت آراء عضويته مابين مقلل من الخطوة ومتخوف من تداعياتها خاصة في الوقت الراهن) . الجدير بالذكر ان نهاية الإنقاذيين فى سدة الحكم باتت وشيكة وان ايامهم اصبحت معدودة ويجب ان الفت فى هذا المقال الانتباه بان نهاية النظام الحاكم فى الخرطوم ( نظام المؤتمر الوطنى ) سوف تكون بسيناريوهين فقط لا ثالث لهما ، اولا ; الإنتفاضة الشعبية العارمة Massive Uprising ، بمعنى ثورة جياع على غرار الانتفاضة ضد حكم عبود عام 1964 او الانتفاضة الشعبية ضد النميرى عام 1985 حسب تصورات الدكتور حسب الترابى . وفى هذه الحالة يكون التغيير فى السودان سريعا بمعنى انه فى حالة قيام انتفاضة شعبية ضد الحكم لا يستمر الحكم اكثر من ايام معدودة او 20 يوما حسب عدد المنتفضين فى المدن والارياف مثل الإنتفاضة والمظاهرات التى اندلعت فى شهر سبتمبر الماضى الاتى استخدم فيها مرتزقة النظام وبلطجيته الرصاص فى قنص المتظاهرين بطريقة الرئيس السورى المجرم بشار الاسد . ثانيا ; الصراع السياسى والانشقاق والصدع والانهيار داخل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بمعنى ان يحدث صراعا سياسيا وتفكك وانحلال الحزب والتشظى الى فصائل ومجموعات مناوئة للحزب الام Internal rift , fragmentation and deterioration of NCP الذى يقوده المطلوب البشير .وهذا الصراع حاصل الان منذ تولى المؤتمر الوطنى سدة الحكم فى العام 1989 من ثم انشقاق حسن الترابى واليوم حزب المؤتمر الوطنى جناح الاصلاحيين ! وسيستمر هذا الانشقاق مستقبلا حتى يحدث انفجار داخلى يسقط الحزب الحاكم وتحدث البلبلة والصراعات الحزبية والطائفية وربما تفضي الى اغتيالات سياسية وتبادل اتهامات وخلافه ، فى هذا السيناريو قد تطول عملية سقوط النظام لعدة اسباب لان الصراع السياسى فى اى حزب يحدث ببطء وعل مراحل معينة ربما يستغرق عامين او ثلاثة او شهور او اعوام حتى يصل هذا الصراع الى مرحلة الانفجار الداخلى كما نسميه او Implosion وهو نهاية الحزب الحاكم او السلطة الحاكمة او النظام الحاكم . وكانت مجموعة الازمات الدولية او مجموعة الازمة الدولية العاملة فى مجال فض النزاعات والازمات ، مركز ابحاث مقره فى بروكسل ، قد نشرت تقريرا مفصلا يحذر من حدوث هذا الانفجار الذاتى داخل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ، كما حذر منه المبعوث الامريكى الاسبق للسودان اندرو ناتسيوس من ان المخطط الانقلابى فى الخرطوم قد يسفر عن صراع سياسى داخل الحزب حول اختيار من يخلف البشير فى سدة الحكم The coup plot may reflect a power struggle within the ruling National Congress Party over Bashir's successor حذرت مجموعة الأزمات الدولية فى تقرير صدر عام 2012 من حدوث صراع خطير فى السلطة حيث ذكر التقرير ان النظام فى الخرطوم فى أزمة بسبب وجود العديد من التحديات الكامنة التى تهدد وجود الحزب فى سدة الحكم واستقرار السودان ، مشيرا الى ان الاقتصاد ينهار كما ان أعضاء المؤتمر الوطني لا يبدون ارتياحهم مع القيادة بسبب سياسات الحزب الحاكم واستشراء الفساد الشامل ، ووجود فصائل منشقة داخل الحزب الحاكم وشدد التقرير ان الحركة الإسلامية تسابق الخطى لطرح بديل مقبول لحكومة المؤتمر الوطني The regime in Khartoum is in crisis, faced with multiple challenges that, combined, profoundly threaten its existence and Sudan’s stability. The economy is in a freefall that any oil deal with South Sudan will only slow, not arrest. NCP members are deeply unhappy with the leadership, its policies and massive corruption. Feuding factions within the ruling party and the Islamic movement are jockeying to present an acceptable alternative to the NCP government. . ولا ننسى الصراع المشهور الذى وقع بين نافع على نافع وصلاح قوش والتراشق الذى حدث بينهما والذى انتهى بفصل قوش من رئاسة جهاز الامن واستبداله بالفريق محمد عطا المولى . في أحدى أشهر وثائق (ويكيليكس) نقف على ما نقلته الوثيقة عن ألور وعلي عثمان وصلاح قوش. والتي جاء في نصها الآتي: "... اجتماع قوش مع الور الذي استمر ساعتين في 12 نوفمبر كان مذهلاً لحد كبير عن سابقه، وقد بدى قوش مستغرقاً في فرضية تآمر المصريون من داخل الجيش السوداني لإزاحة البشير. وقال كلينا يعلم أن أمرالقبض قادم وأي شيء سيحدث هنا في أي وقت، واستشهد الور بأن قوش قال " هل نترك بلداً كاملاً يدمر بسبب شخص واحد" فساله الور من تعني؟ فقال له قوش الرئيس، فقال له الور الأفضل أن تخلع سترتك ربما يكون فيها جهاز تنصت. وفي اللقاء حث قوش الور أن تكون الحركة الشعبية أكثر قرباً من علي عثمان محمد طه قائلاً " علي عثمان إنسان جديد إنه رجل دولة" واقترح على الور أن يقضي أوقات أطول في معية علي عثمان قائلاً له إن علي معجب بك، وليس مرتاحاً من سلفاكير الذي يلزم الصمت عندما يكون غاضباً. وذكر قوش لألور أن الحركة الشعبية وجهاز الأمن الوطني لا يحبان الجيش،ولكن الور الحذر رفض ذلك وقال لقوش نحن في الحركة الشعبية محايدون لقد عقدنا إتفاقية مع حزب وليس مع فرد. والمح قوش بصورة غامضة قائلا" بعض جماعتنا جبناء إنهم لايريدون اتخاذ إجراء شجاع" وأشار قائلاً " إذا حدث شيء فان الجاز ونافع لن يكونا عواملاً بل تابعين، ويقصد بذلك أنهما سيتبعان علي عثمان" انتهي الاقتباس عن وثيقة ويكيليكس. من خلال الحوار بين قوش وألور يتضح أن وراثة موقع الرئيس هي الدافع والمحرك لكل الصراعات داخل الحكومة وحزبها، ونلمس ذلك في اعتبار أن أمر القبض الصادر عن محكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس ستكون له عواقب تفتح كل الآفاق لحوادث قادمة، كما جاء على لسان صلاح قوش، وليس وراء ذلك تصريحات الرئيس بأنه لن يترشح لدورة قادمة!؟ فتاريخ الصراع يعود بالاساس إلى مذكرة محكمة الجنايات الدولية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى حدد صلاح قوش موقفه ومن معه بأنهم لا يحبون الجيش، ونلاحظ هنا تحفظ ألور الذي بادر بتحديد أنهم وقعوا اتفاق مع حزب وليس فرد. وبالاضافة لموقفه من الجيش، وكما بدأ واضحاً من حديث قوش أن نافع و الجاز ليسوا طرفاً معهم ولكنهم سيكونوا تابعين (اذا حدث شئ) لعلي عثمان.
هذا في تقديرنا تحديد قاطع لموقف في غاية الوضوح (ضد الجيش)، والذين يتخذون هذا الموقف بحسب هذه الوثيقة هم على عثمان وصلاح قوش وربما آخرين. ولكن هل هناك موقف آخر بذات درجة الوضوح ضد هذا الاتجاه أو التيار؟.
|
|
|
|
|
|