|
مذبحة الضعين الشهيرة تكشف حقيقة الجنجويد ضد الإنسانية
|
القتل الجماعي والابادة الجماعية والتطهير العرقي كل هذه الكلمات الدامية مرتبطة باسم الجنجويد منذ زمن بعيد، والان أحفاد جنجويد مذبحة الضعين الشهيرة يكررون ذلك تلك المذابح في ابناء دارفور ذات الاصول الافريقية.
ولربط الاحداث للقارئ لابد من ان اسرد خلفية تاريخية بسيطة لمذبحة الضعين الشهيرة التي تمثل ابشع مجزرة بشرية في تاريخ الانسانية ويعتبر اسواء كارثة انسانية في تاريخ السودان منذ الاستقلال.
أولا ان مدينة الضعين هي مدينة تقع في ولاية جنوب دارفور في غرب السودان ويعتبر سكانها ذات اغلبية عربية، وتمثل مدينة الضعين عاصمة القبائل العربية في دارفور، مع ذلك يسكنها بعض السكان ذات الاصول الافريقية مثل الزغاوة الفلاتة الفور والمساليت وغيرهم.
ان احداث مذبحة الضعين الشهيرة كانت في فترة حكومة الاحزاب في عام 1987م. في تلكم الليلة المشؤومة يوم الخميس 17 سبتمبر 1987م، اجتمعت القيادات العربية تحت اسم التجمع العربي او الفرسان العربية او الجنجويد (المسمى الحالي) بتدبير المكييدة وتخطيط المجزة ضد القبائل الجنوبية ( الدينكا والشلك وغيرهم) الذين يسكنون مدينة الضعين بحي يسمى حي البروش في شرق المدينة. وقام قيادات الجنجويد بجمع الفرسان العرب من منطقة الضعين والمناطق المجاورة لها في الولاية، وجمعوا كل ما يمتلكون من عتاد وسلاح تحت مسمع ومرا الحكومة لابادة ذالكم الشعب الاعزل من الجنوبيين.
وفي مساء الليلة المشئومة هجم فرسان العرب حي البروش بقوة 4000 فارس والناس نيام. واشعلوا النيران في كل بيوت الحي، واستعدوا لقتل الهاربين من لهيب النيران ومن يسلم من الحريق لا ينجو من سيوف الجنجويد، وبدأت الة الجنجويد في القتل العشوائي للاطفال والنساء والعجزة والشيوخ وفي ذالكم الموقع قتلت الة الجنجويد اكثر من 1700 وذاق ابناء الجنوبيين ابشع انواع القتل بالحريق والسيوف والحراب والسكاكين ذبحا حتى الموت. والذين نجوا من تلك المجزرة هربوا الى مركز شرطة السكة حديد بمدينة الضعين واستطاع رجال الشرطة تركيب الهاربين في عربات القطار واغلق عليهم بالاغفال الحديدية لحمايتهم من الة الجنجويد وتهريبهم الى مدينة نيالا عاصمة الولاية. ولكن قدر ومكيدة الجنجويد كان الاقوى وحاصروا القطار واشعلوا النيران في جميع عربات القطار وتم حرق اكثر من 4000 من ابناء الجنوبيين داخل عربات القطار وتفحمت جلودهم واجسامهم مع اخشاب وحديد عربات القطار. وكان ذلك المنظر مأساوي جدا وكارثة انسانية لم يحدث لها مثيل في تاريخ البشرية وبعد مرور ثلاث ايام من هذه الحادثة قامت مجموعات الجنجويد بحفر المقابر الجماعية في منطقة السكة حديد وتم دفنهم فيها، وليس ذلك لشعورهم لكرامة الانسان ولكن خوفا من مسألتهم من منظمات حقوق الانسان ومحاكمتهم وهذه هي القصة الكاملة للمأساة الانسانية. كل تلك الاحداث الدامية والمجازر الجماعية كانت عمليات تطهير عرقي منظمة من القبائل العربية ضد العناصر الزنجية في دارفور وبل في السودان، واليوم يكرر الجنجويد نفس المجازر والابادة ولكن الان اختلفت الضحية و طريقة الابادة، واصبح الضحية ابناء دارفور ذات الاصول الزنجية، مثل الفور والمساليت والزغاوة وغيرهم وعمليات القتل والابادة الجماعية اصبحت اكثر تنظيما واوسع انتشار واصبح الداعم الاساسي لعمليات الجنجويد هي حكومة الجبهة الاسلامية بدلا من حكومة حزب الامة انذاك.
والذين حرقوا وقتلوا في مدينة الضعين ليس لاسباب المراعي او المزارع ولكن كانت لسبب هو كراهية العنصر العربي للعنصر الأفريقي وفرض السيطرة عليهم، منذ اكثر من ثلاث عقود من الزمان اطلق عرب دارفور الشعارات الاكثر عنصرية على القبائل الافريقية (كالزرقة والانباوي (العبد)وابن الخادمة) كان ذلك تفسيرا واضحا بالتعالي والعنصرية والكراهية وعدم الاعتراف بالطرف الاخر ورفض التعايش معه.
وللجنجويد او العنصر العربي في دارفور اطماع للسيطرة على منطقة دارفور وشرق بحيرة تشاد، وكان ذلك واضحا عندما حرقوا اكثر من 3000 قرية وقتلوا اكثر من 50000 من المساكين العزل وهجروا اكثر من مليون شخص الى خارج السودان.
في الختام اوجه الرسالة الى ابناء الفور والزغاوة والمساليت والميدوب وغيرهم من العناصر ذات الاصول الزنجية فان المعادلة اصبحت واضحة، فان مواجهة الجنجويد اصبح امرا واقيعا لا مفرة منه و يجب ان تتسلمو بها، لا ن قضية مواجهة الجنجويد اصبحت قضية وجود او لا وجود والا كل من تخاذل او ابى المواجهة خوفا او تهاونا سوف يدفع الثمن غالي جدا سواء كانت ارضه او عرضه او حياته. وايضا كل من اراد التخاذل، يجب ان يتذكر مذبحة الضعين الشهيرة.
وفي السطور الاخيرة اوجه نداء الى كل ضمير انساني في العالم والى الدول التي ترعى حقوق الانسان والى الامم المتحدة والى منظمات حقوق الانسان والى القائد جون قرنق المناضل والى ابناء جنوب السودان، لماذا صمت العالم في قضية مذبحة الضعين الشهيرة دون محاكمة الضالعين فيها. وبالرغم من وجود ادلة دامغة عن احداث مذابح الضعين ومن قام بتلك المذابح البشعة . يجب على الضمير العالمي ان يصحى ويقدم الضالعين في تلكم المذابح للمحاكمة العادلة تحت مسمع ومرأى العالم حتى لا يتكرر مثل تلك المذابح ضد البشرية والانسانية، ويجب للعالم ان يضع حدا لالة الجنجويد المدعومة من حكومة السودان وان يقدم الضالعين في الابادة الجماعية من مذبحة الضعين حتى احداث دارفور الاخيرة الى العدالة.
عزالدين ود الخليفة الرياض
|
|
|
|
|
|