|
مدارس لا عرائس ..!! بقلم الطاهر ساتي
|
02:05 PM Oct, 13 2015 سودانيز اون لاين الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
:: بصحف البارحة، في زخم أخبار الحوار الوطني، أوقفني إعلاناً - صادر عن مكتب السيدة حرم رئيس الجمهورية - يُعلن عن تبني ورعاية حملة لمكافحة ظاهرة إجتماعية ( سالبة وخطيرة )..زواج الطفلات، أو القاصرات، من أقدم التقاليد والعادات الإجتماعية السالبة والراسخة بأرياف السودان.. ورغم إنتشار التعليم ووسائل الوعي، لاتزال نسبة زواج القاصرات في بلادنا (كما هي)، إن لم تزد .. والحملة المرتقبة تستهدف مكافحة هذه الظاهرة وعكس مخاطرها الصحية والإجتماعية، ونأمل أن تنجح ..!! :: وبجانب القانون، هناك وسائل تكافح بها المجتمعات زواج القاصرات..وعلى سبيل المثال، أمريكياً، بولاية تكساس، يتجول بسيارة قديمة مصطحباً طفلته ذات الخمسة عشرة ربيعاً..ساقهما القدر إلى محطة وقود يعمل فيها أحد الألمان..العامل لم يكن مهذباً، إذ تحرش بالطفلة وخاطب والدها : (زوجها لي مقابل بعض المال، فالألمان - كما تعلم - يحبونها صغيرة)..فرد عليه الكاوبوي بالرصاص وأراده قتيلاً..ثم واصل مخرج الفيلم بخلق معارك طاحنة بين الأب والألمان في أمريكا، ثم نقل المعارك إلى ألمانيا..وكالعهد بهم في أفلامهم، انهى المخرج الأمريكي الفيلم بخروج الكاوبوي من ألمانيا منتصراً بواسطة فرق المارينز ..!! :: كل معارك الفيلم، في البلدين، فقط لأن عاملاً بمحطة الوقود إشتهى في لحظة طيش : ( الألمان يحبونها صغيرة)..وهناك وسائل - غير هذا الدراما- لترسيخ ثقافة مكافحة زواج القاصرات في المجتمعات ..وما كان ذاك العمل إلا محض رسالة لتوعية مجتمعاتهم وتحريضها لمكافحة ظاهرة زواج القاصرات، مهما كانت الأسباب ومهما بلغت الخسائر في أوساط غير القاصرين والقاصرين، أو كما عكستها مجازر الفيلم .. أرياف السودان الغارقة في زواج القاصرات بحاجة إلى دراما وغناء و وندوات وإعلام يرتقي بالوعي العام ..!! :: وآخر تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان كان مخيفاً.. يقول التقرير : (أكثر من 14 مليون فتاة، تحت سن الثامنة عشر، سيتزوجن سنوياً خلال العقد المقبل، وقد يرتفع العدد إلى 14 مليون فتاة ما بين العام 2021 والعام 2030، ومع زيادة زيجات القاصرات ستزداد نسبة الوفيات بين الفتيات).. وبعد تلك المعلومة، يحذر الصندوق بالنص : ( زواج القاصرات - وفق المواثيق والعهود الدولية - إنتهاك للحقوق الأساسية للإنسان).. ولذلك، لم يكن مدهشا إعلان (185 دولة)، بأن سن (18 سنة) هو السن القانوني للزواج، ومادون ذلك يعاقب ولي الأمر بالقانون.. !! :: ولكن، هناك دول بالعالم الثالث - والأخير طبعاً - لاتزال تنتهك حقوق الطفلات بتحويلهن من المدارس إلى عالم العرائس، و تترك لمجتمعاتها حرية بتحديد سن الزواج فتياتها حسب أهواء أولياء أمورهن، حتى ولو كانت الفتاة دون ال (15 سنة)، ناهيك عن السن القانوني (18 سنة)..وللأسف، السودان من هذه الدول العاجزة عن حماية الطفولة والبراءة ..ولاتزال ندوة ناقشت هذه القضية - قبل عام تقريبا - في الخاطر، وقال فيها الأمين العام لهيئة علماء السودان بالنص : ( الإسلام لايمنع زواج الصغيرة، وأنه مباح)، وضجت الصحف بالتصريح غير المسؤول ..!! ::وعليه، فالأخطر - في قضية زواج القاصرات - هو إستغلال الدين وتوظيفه لصالح هذه الجريمة ذات المخاطر..ولايزال البعض يردد - كالببغاء بلا وعي - مزاعم زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي بنت التاسعة رغم أنف الروايات التي نفت هذا العمر.. فالإسلام ليس بدين ضرر ولاضرار، بل يأمرنا باستخدام العقل في إدارة أمور دنيانا، وليس من العقل أن يبيح دين الله الحنيف إغتصاب القاصرات تحت مسمى (زواج الصغيرات).. فلتبدأ الحملة المرتقبة بتوعية هذه العقول ..!!
أحدث المقالات
- حقيقية الجنجويد "قوات الدعم السريع " (2) بقلم فيصل عبد الرحمن السُحـــــــينى 10-13-15, 05:56 AM, فيصل عبد الرحمن السُحـيني
- إيران الغد کما تريده مريم رجوي بقلم هناء العطار 10-13-15, 05:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- ألف.. باء.. تاء.. ثاء.. حوار!!!! بقلم الحاج خليفة جودة 10-13-15, 05:46 AM, الحاج خليفة جودة
- التمثيـل الثقافي فـي الاعـلام السـوداني!! محاوله للقـراءة بقلم أحمد حسن كرار 10-13-15, 05:42 AM, أحمد حسن كرار
- رحم الله حمدناالله عبدالقادر: الفارس الذى ترجل!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-13-15, 05:31 AM, حيدر احمد خيرالله
- الحوار والمعالجة الإسعافية للسودان بقلم نورالدين مدني 10-13-15, 05:27 AM, نور الدين مدني
- المجتمع الدولي والأزمة السورية: دروس وعبر بقلم أحمد حسين آدم 10-13-15, 01:04 AM, أحمد حسين آدم
- تغيير السودان المتاريس والفرص القادمة(2) الحركة الاسلامية الجذور، غياب الرؤية والمألات بقلم فيصل سع 10-13-15, 00:16 AM, فيصل سعد
- إيلا ومحلية المحيريبا بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 10-13-15, 00:14 AM, سيد عبد القادر قنات
- هذا الجيل الفلسطيني الغاضب بقلم سري القدوة 10-13-15, 00:12 AM, سري القدوة
|
|
|
|
|
|