تحدثت جريدة ( الراكوبة الاليكترونية) عن مخطط تآمري جديد تم تجهيزه في ( مركز) جهاز الأمن لتشويه الحراك الطلابي الثوري بغرض فصل الشارع السوداني عن ثورة الطلاب، و هم طليعة الشعب السوداني في كل زمان؛
تلك مؤامرة خطيرة يتوجب كشفها للشارع العام بجميع وسائل الاعلام و يتوجب تكرارها مرات ومرات و بدون توقف.. حتى لا تنجح دعايات إعلام النظام في غسل أدمغة الشعب و إلباس الثوار ثياب القتلة المخربين.. مع أن الشارع يتحدث حالياً عن أن مليشيات منظمة من طلاب الجامعات المنتسبين للمؤتمر الوطني يقتلون زملاءهم المتظاهرين غدراً.. و أن طلاب آخرين ( أمنيين) من نفس التنظيم يتولون إرشاد الأمن إلى رؤوس ( الهوس)، فيتولى رجال الأمن تصويب بنادقه، عالية الدقة، إلى صدور الطلبة الأكثر نشاطاً فيردونهم قتلى مع سبق الاصرار و الترصد..
و علينا ألا ننسى الأوامر التي أصدرها النائب الأول السابق/ علي عثمان محمد طه إلى الجنود بالضرب ( في المليان) بغرض القتل! Shoot to Kill إبان منع إرسال المواد التموينية إلى الجنوب.. و صار الضرب بالرصاص الحي، و في المليان، بدلاً عن الضرب ب( البمبان) هو التعويذة المعلقة على زناد بنادق حرس نظام الانقاذ الآيل للسقوط..
و لكي لا ننسى، أعود بكم إلى مقال نشرتُه في بعض الصحف الاليكترونية بتاريخ 29/11/2015 تحت عنوان:- ( التخريب أبطل مفعول ثورة سبتمبر 2013.. و لكن؟!) قلت فيه:-
خرج المتظاهرون ذاك اليوم من أيام سبتمبر 2013 من كل فجٍّ.. و هم يهتفون ضد فساد النظام المقنن بالتمكين.. و توجهوا إلى ( أوكار) المؤتمر الوطني في الأحياء يدُّكونها دكاً.. و يحرقون ما بها من أوراق تثبت تزوير مستقبل الحياة في السودان.. كانوا يهدفون من وراء الحريق تنظيف أحيائهم من الدنس و الرجس المستوطن و المؤامرات التي تحاك ضد الشعب في تلك ( الأوكار) التي منها تُرفع المؤامرات إلى مركز الفساد في شارع المطار..
ثورة سبتمبر كانت ستكون ثورة نوعية من الثورات التي يتفرد بها السودانيون دون غيرهم.. و لكنها فشلت..! سيارات مجهولة الهوية- بلا لوحات معدنية - تتحرك بسرعة الضوء.. تطوي الشوارع طياً داخل الأحياء في كل مدن العاصمة و ضواحيها.. لا اكتراث بالمشاة عندها.. تدهس المارة.. و مِنها ينطلق الرصاص يحصد الشباب الثائر في كل مكان.. و رجال مهنتهم التخريب يتولون أمر اشعال النيران في المباني و المحال التجارية.. إطارات سيارات تالفة يحرقها الشباب هنا و هناك على الشوارع للحيلولة دونهم و السفاحين و سيارات ( ثاتشر) المرعبة التي تطارده الثوار كما تطارد خيول اليانكي الهنودَ الحمر المهزومين في الغرب الأمريكي المتوحش..
إن نظام الانقاذ نظام متآمر، وُلد في الكذب بالكذب.. و صار الكذب ملازماً له.. و الغدر و الخداع شيمته و لَّي عنق الحقيقة ديدنه..
و قصة حرق المتظاهرين لبصات الوالي في سبتمبر حلقة متسلسلة من حلقات الكذب المتأسلم.....! و قد كتب الأستاذ/ محمد وداعة مقالاً بجريدة التيار بتاريخ 26/11/2015 مفاده أن السيد المدير العام لشركة مواصلات الخرطوم المهندس سليمان صديق أفاد أن في قطاع المواصلات العامة صراع مصالح كبير جداً ، و أن كثيراً من العاملين في مواصلات القطاع الخاص قد أحسوا بأن وصول البصات المسماة بصات الوالي إلى البلاد يهدد مصالحهم، و أن البصات تلك قد تسحب السوق منهم..
يقول محمد وداعة أن المدير العام أشار إلى وجود صراع بين قطاع المواصلات العامة و بين أخرين منافسين له في الشارع و كان جزءً من التحقيق الذي أجري في سبتمبر أكد أن البصات التي احرقت لم يحرقها المحتجون في الشارع ، بل تم حرقها بطريقة مقصودة من جهات منافسة لا يعجبها عمل الشركة.. أما السيد والي الخرطوم السابق الدكتور عبد الرحمن الخضر فكان قد أعلن في 29 سبتمبر 2013م أن عدد بصات ولاية الخرطوم التي تضررت يبلغ 105 بصاً.. و ذكر الوالي في بيان له أمام مجلس تشريعي الولاية في نوفمبر 2014م، أن القيمة المالية للخسائر في البصات و الممتلكات الأخرى بلغ ( 137 ) مليون جنيه ( بالجديد ) أي حوالي ( 23 مليار دولار!) بسعر البنوك وقتها..
نجح النظام القاتل في استثمار جريمته لمصلحته بشكل مذهل: روَّع و قتل المتظاهرين السلميين و أشاع الرعب في نفوس المواطنين الأمنين من جرائم لم يرتكبها المتظاهرون.. و هنا تفوق النظام على نفسه في الكذب و لي الحقائق.. بعد أن تفوق على نفسه في قتل الأبرياء بدم بارد..
و انتشرت أنباء، بين المتظاهرون، عن جماعات دخلت العاصمة تقتل و تنهب و تخرب.. و تحدث شهود عيان عن رجال متوحشين متوجسين من كل من يرون في الشارع العام.. و عن بعض ( الشماشة) الذين أطلقتهم الحكومة كالكلاب الضالة في الشوارع ليقوموا بالتخريب من داخل المظاهرات.. و رصدت وسائل الاعلام مشاهد التخريب.. و ركزت القنوات تركيزاً شديداً على بصات الوالي المحترقة و تلك التي طالها التخريب جزئياً.. كانت تلك المشاهد شديدة الوقع على المواطنين.. فتراجعوا عن الشوارع معتكفين في بيوتهم.. مقهورين و مضطرين لقبول حكومة الفاسدين بدلاً عن السعي بأرجلهم- كما خُيّل لهم- إلى محارق الفوضى العامة في البلد المنكوب في الحالتين..
لقد نجح النظام في إبطال ثورة سبتمبر 2013 بتدبير التخريب الممنهج.. و امتاز في حياكة الدسائس و المؤامرات التي أنقذته من ( المقصلة)!..
لكن المتأسلمين الانقاذيين يرون أن الله حاميهم لأنهم ( رساليون).. و ها نحن نسمع النائب الأول السابق/ الحاج آدم يقول في لقاء جماهيري بالحارة 12 بأم بدة :- ، هذه الحكومة لن تسقط، لأنها محمية من الله و القوات النظامية!"
فليعلم النائب الأول السابق/الحاج آدم، و كل من يعتقد أن النظام سوف يبقى إلى يوم الدين.. فليعلموا أن الثورة القادمة سوف تكون وبالاً عليهم و لن ينفعهم التهديد بقطع السنة الناس التي تُمد على النظام و لا الترهيب بكسر الأصابع التي تشير إلى مخازيه.. و لا مجال لفشل الثورة القادمة بالمؤامرات التخريبية.. لا مجال، فقد انكشف سحركم..!
إنتهى المقال المنشور في 29/11/2015.. و أكاد أشم رائحة ثورة باتعة قادمة.. و النظام قَلِق جداً منها.. و جاء في الأنباء أن أمن النظام تهجم على وِرش صيانة السيارات لجمع إطارات السيارات التالفة حتى لا يستخدمها الشباب الثائر للحيلولة دون وصول سيارات ( ثاتشر) المدججة بالجنجويد و الأسلحة إلى مسيراتهم السلمية..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة