محمد وقيع الله ... كاتب آخر للإيجار في بلاط ملك الرمال!! (1)/شوقي إبراهيم عثمان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 03:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2013, 03:27 PM

شوقى عثمان ابراهيم
<aشوقى عثمان ابراهيم
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 7

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد وقيع الله ... كاتب آخر للإيجار في بلاط ملك الرمال!! (1)/شوقي إبراهيم عثمان

    محمد وقيع الله ... كاتب آخر للإيجار في بلاط ملك الرمال!! (1)

    عليك أولا أن ترى فيلم ملك الرمال لكي تمحي أميتك السياسية والدينية. إنه الفيلم الذي دفِع آل سعود من أجل توقيفه قضائيا بضعة ملايين إسترليني وفشل أصحاب الشأن أمام القضاء البريطاني. إنه الفيلم الذي ترجى فيه طلال بن عبد العزيز بشار الأسد بعدم عرضه في سوريا!! وعُرِض!! إنه وثيقة تاريخ آل سعود المصورة، هذا التاريخ الأسود في جبين الإسلام وجبين الإنسانية. لقد آن الآن لكشف الغطاء عن هذا التاريخ المسكوت عنه لثماني عقود ونيف. أقله أصولهم اليهودية!! سكت "الجميع" عن تاريخ آل سعود بفضل الريال السعودي.

    وبفضل الريال السعودي تم تزوير تاريخ آل سعود بيد أقلام آثمة أمثال قلم التميمي، ومحمد حامد الفقي، وحسن البنا، وحافظ وهبة، ومحمد رشيد رضا في مطلع القرن الماضي. وبفضل الريال السعودي أصبح لبنان ومطابعه ودور نشره "رهينة خاصة" في يد آل سعود. هم من حدد لك إقليميا في القرن الماضي ماذا يُطبع وماذا لا يُطبع، وهكذا فرشوا الطريق لكتب وعقيدة الشيخ التكفيري الدموي الحشوي ابن تيمية!!

    كل الدماء المسفوكة التي تراها في العالم الآن ترجع إلى أفكار وعقيدة بن تيمية. وما محمد بن عبد الوهاب سوى إعرابي بدوي جاهل يتطهر ببوله شقشق بهلوسات وخرافات بن تيمية، دعمته بريطانيا لتجذير ظاهرة التكفير التي مثلها الشاب بن عبد الوهاب وقتها حتى يقع سيف المسلم على المسلم.

    وقيع الله!! هكذا أسمه!! ولا تعرف ماذا يعني وقيع الله من الإعراب في اللغة العربية!! هل يحتاج الأمر إلى شطة فيكتمل الطبيخ – "حزب البامية" السعودي!؟ وبصراحة هنالك في السودان أشياء غريبة تحدث ولا تجد من يقف في وجهها متصديا، ونعني بها الكتابة بالأجر. ومحمد وقيع الله أحدهم..!!

    تخرج وقيع الله من جامعة أمدرمان الإسلامية التي تعتبر "كارثة" سودانية بحق، ودرس الماجستير والدكتوراه بجامعة الميسيسيبي بالولايات المتحدة الأمريكية على نفقة المملكة السعودية، ثم أجازه المجرم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية سابقا -الذي أرتحل فجأة- بجائزته التي تسمى "جائزة نايف بن عبد العزيز"!! وأصبح وقيع الله بعد أن أنتجه آل سعود "داعية إسلامي" لذا فهو يقبض راتبا شهريا من سفارة المملكة العربية السعودية بالخرطوم مثله مثل عصام أحمد البشير خريج المملكة!! المملكة الآن في "رباط أمني" وثيق مع دولة الكيان الصهيوني!!
    إذن فوقيع الله موظف يكتب في خط دولة أجنبية يتلقى منها راتبا شهريا كداعية إسلامي، فماذا تتوقعون أن يكتب الموظف؟ سوى أن يأمر أصحاب المال فيكتب وقيع الله!! مشكلة السودان هي فيمن يكتب بالأجرة وليس عبر القناعة الفكرية والضمير. هذه الظاهرة ليست في السودان وحده، بل في سائر الدول العربية، وتشكل "جيشا" من حملة الأقلام التي صنعها آل سعود. لذا برزت للوجود أهمية قيام حزب جديد على يد الدكتور غازي ورفاقه لبلورة حزب لا يتاجر بالدين، لا يبيع ضميره،. حزب يُخضِع كل شيء للمراجعة الفكرية بحرية وديمقراطية، ويوحد السودانيين على أسس وطنية واضحة.

    ويدخل ضمن "الوطني" رؤيتنا السودانية للدين عبر البحوث الحقيقية وليست البحوث الجزافية. لذا من الأهمية بمكان أن يقع العبء على عاتق الشعب السوداني لكي يفسر الظاهرة الدينية، ولا يتركها لأفراد مأجورين يصدرون لنا الخرافات السعودية!!

    لقد نهش وقيع الله بأنيابه المسعورة أولا الجمهوريين لصالح الخط السلفي الوهابي، وحدهم يدافعون عن أنفسهم وع فكرهم ولا يحتاجون إلى دفاعي!!

    ثم استدار الموظف بحثا عن فريسة أخرى فأضطر أن يلبس ثياب الواعظين لكي ينصح الدكتور غازي .. ألا يعمل حزبا. كتب وقيع الله في ذلك مقالة تضحك الثكلى!! لم يفهم المسكين أن كلمة "حزب" تكررت في القرآن الكريم عشرين مرة!! فالحزب ليس اختراع غربي أوروبي كما يعتقد رجل السعودية الحائز على جائزة نايف بن عبد العزيز.

    أن يعمل الدكتور الطيب زين العابدين حزبا أو لا يعمل، فما دخل وقيع الله؟ لم حشر وقيع الله نفسه؟

    تُفسِّر حشرية وقيع الله المتكلفة والمتهافتة في سياق واحد مع الوظيفة التي يشغلها. نعم، الإسلام السياسي فشل، وليس في استطاعة الدكتور الطيب زين العابدين وحده وضع الدين على جادة الطريق الصحيح الذي انحرفت بوصلته بفضل أموال النفط السعودية، فهي إذن مهمة كل المفكرين النجباء المخلصين والشعب السوداني!! إذا رغب الشعب السوداني في شعارات الشريعة الجوفاء كان بها، وإن لم يقبل كان بها!! هي إرادة الشعب، ولكن بلا تزوير وبلا دغمسة مثل دغمسة حسن الترابي الذي يحكم السودان منذ يونيو 1989م. لذا لا نرى في كلام الدكتور الطيب زين العابدين أية خروج عن المبدئية السياسية!! بل من خرج على المبدئية السياسية والأخلاقية الذي يقبض من آل السعود لكي يعظم لهم عميلهم محمد رشيد رضا، ثم يوقر لهم شيخهم (شيخ التكفير) محمد بن عبد الوهاب الذي يصفه محمد وقيع الله "محاورا".. ما أكذب وقيع الله!! مقالة تقرأها فتتقيأ من نفاقها دما. لقد ذبحنا وقيع الله ذبحا.

    ثم تأتي الكارثة كمفاجأة في قلب مقاله المنافق عن بن عبد الوهاب "المحاور" يخبئها لنا وقيع الله حين يحيل الحشوي "بن تيمية" إلى شخص "ديمقراطي"!! يحيله إلى رجل حوار!! وكأننا لا نعرف أن بن تيمية رجل كذاب أضله الله وأضل به كثيرا من الخلق، وابن تيمية "المحاور" رجل فاحش بذئ اللسان حتى وصف تلميذه الذهبي لسان بن تيمية بأنه آخى سيف الحجاج (أي أن لسان بن تيمية وسيف الحجاج شقيقان)!! ولم ينفد من لسانه البذيء والفاحش حتى نبينا العظيم، قال بن تيمية في نبينا: ما محمد إلا قفة من عظام. ومع ذلك يسميه نعاثل آل سعود بشيخ الإسلام!! وأترك قول معاصره العلامة تقي الدين السبكي في بن تيمية ذي اللوثة، حين قال فيه: علمه أكبر من عقله!! فأبن تيمية يخوض في علم التوحيد بعقل نملة (مع الاعتذار للنمل ولا نقصد النوع بل الحجم)، وبجرأة فيل، وبسيف الخوارج التكفيري المسموم - يعتقد ابن تيمية أن الله تعالى له حد، ويجلس ويقعد ويضحك وله فم وأسنان ورجلان الخ، تعالى الله عما يصف ابن تيمية وأشباهه من الخوارج الحشوية القدامى والمعاصرين!!

    ثم لماذا يا هذا لا يؤسس الدكتور غازي ورفاقه حزبا؟ شيء غريب والله!! لماذا الاستنكار؟ لمن يكتب وقيع الله حقا؟ للسفارة السعودية؟ ولماذا يضيق وقيع الله بأي شخص كأن يفكر –مثل الدكتور غازي- في تصحيح الدين؟ هل المطلوب أن نكون سعوديين متسلفنين مثل وقيع الله؟ كائنا من كان، من يمدح عميل آل سعود محمد رشيد رضا، ويمدح بن عبد الوهاب وابن تيمية معا في مقالة واحدة فهو على دين آل سعود!! وقيع الله على دين آل سعود، ملوك الرمال.

    ولكي يتلقى الرضا والقبول من قبل من يدفع له، كتب وقيع الله مقالة متهافتة ضد فكرة قيام حزب سياسي على يد الدكتور غازي ورفاقه. وأخذ يطنطن أن فكرة "الحزب" فكرة غربية!! ولا يدري المسكين أن كلمة "حزب" هي لفظة اصطلاحية قرآنية بتمام مدلولها العصري الحديث. سيان أن ينشئ الدكتور غازي حزبا أو حركة، يقول هشام بن الحكم (تـ 179هـ): "أول شغب الرجل تعلقه بالألفاظ"، وينطبق القول على وقيع الله!! فالذي لم يفهمه وقيع الله أن لب القضية ليست في المسميات اللفظية (كشغبهم: الشريعة الآن!!)، بل القضية في كيفية توحيد السودانيين، وتفعيل الإرادة الشعبية، وإنقاذ الجغرافيا، وفصل السلطات الثلاثة، وتحرير الصحف والسودانيين، وتبلور فكر ورؤية وحراك مدني وطني عملي لإصلاح شأن السودان والسودانيين.

    يكتب الدكتور غازي صلاح الدين في إحدى مقالاته: "يجب تحرير أنفسنا قبل تحرير الحركة الإسلامية"، هذا كلام طيب وصحيح!! وينطبق هذا الكلام على كافة السودانيين، من كل فئة ولون فكري سياسي، فالتحرير المقصود هو تحرير العقل من ربكة الإيديولوجيات (يسارية أو إسلامية) وبشكل خاص من الأطر السياسية المرسومة سبقيا في إطار إقليم الشرق الأوسط، أو على المستوى الدولي. ويأتي في قمة قائمة التحرير مراجعة الإسلام السياسي الذي أنهار على الصخرتين السورية والمصرية وتكشفت للعالم طبيعة دور "المخابرات" في رسم السياسات والأفكار والمصطلحات. وفي هذه الفترة بالذات تتركز الأنظار حول تاريخ آل سعود والدور البريطاني في تصعيد السلفية الوهابية التكفيرية الدموية، وعلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

    يجب على السودانيين أن يكتبوا كتابهم بأنفسهم، ولا يكونوا إمعة مستلفين أو مأجورين بعلمهم أو غير علمهم، لذا بعد تحرير أنفسنا علينا بتحرير السودان من الروابط الإقليمية والدولية التي تضر بالاستقلال الوطني للسودان. وما الصورة المرفقة التي خبأها آل سعود ثمان عقود إلا تأكيدا لما نقول، فمن كان يتخيل من المخلصين لهذا التنظيم الذي يدار بالأسلوب الماسوني أن يُقَبِّل حسن البنا يد عبد العزيز آل سعود منحنيا لتجسيد معنى الطاعة والولاء لهذا الرجل الذي صنعته بريطانيا وتديره الولايات المتحدة بدءا من 1945م؟

    يقول الناصح وقيع الله للدكتور غازي صلاح الدين: (والذي يحدونا إلى تقديم نصح من هذا النوع هو شعورنا بالمسؤولية لقاء ما نعلم من فقه الحزب السياسي وبؤس صيغته عندما تنتحل وتستغل أسوأ استغلال في غير بلاد الحضارة والثقافة السياسية التي أنجبته. لقد نشأت صيغة الحزب السياسي نشأة طبيعية تلقائية في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية ونجح تفعيلها وتطبيقها نجاحات كبيرة وإن كانت متفاوتة في قيمتها وعظمها هناك. وقد فشل استيراد هذه الصيغة وتم تشويهها والإساءة إليها عندما انتقلت إلى المعسكر الشرقي الذي انهارت أكثر أركانه في الزمن القليل الفارط).

    الملاحظ في هذه النصيحة البائسة أن وقيع الله يضرب وترا على وزن تسفيه لفظة حزب والأحزاب عموما!! بل بالدقة قصد تسفيه الحزب السياسي!! ولكن أغرب ما قاله أن الحزب والأحزاب والتحزب والحزبية هي من إنجاب بلاد الحضارة والثقافة ويقصد الدول الغربية!! ورغم اعترافه بنجاحها في موطنها، قلل وقيع الله من قيمتها و"عظمها" (لم نعرف ماذا يقصد)، وأجزم المتسعود بفشلها حين تم استيرادها إلى العالم الشرقي، وأستثنى دولة الهند.

    عندما تكمل مقالته للآخر لا تفهم ما هو المطلوب من الدكتور غازي – كله كلام خارم بارم!! هل مطلوب من الدكتور غازي أن يعتزل السياسة، ويصمت؟ وأن يراها كما يراها وقيع الله الذي يمدح بن عبد الوهاب وبن تيمية ورشيد رضا (ضربا من السباق طلبا للغنيمة، والنكد، وضياع العمر والأجر)؟ ضياع أي أجر؟ هل يقصد أجر آل سعود؟

    نصيحة وقيع الله نصيحة "مضروبة" لا تخدعنا، ومردودة عليه نصيحته، ولا نجد عزاء في قول "الفيلسوف الكبير" أبي حامد الغزالي، الذي هرب بجلده من بغداد إلى الخلاء (وإن كان المشكل دائما ليس في بذل هذا الضرب من النصح، وإنما في قَبوله) هذه عبارة سقيمة لوقيع الله. لأن غاية الناصح أن يعمل المنصوح له بنصيحة الناصح!! هذه هي طبيعة النصيحة في آليتها. فهل يعمل مثل الدكتور غازي بنصيحة شخص مثل محمد وقيع الله؟ عندما تعلم أن الناصح لا شيء سوى أن تعمل مثله!! والنصيحة لا شيء سوى أن تقبل برأي غيرك وكأن هذا الغير يمتلك الصواب بامتلاكه ناصية الحقيقة وجوهر الحكمة – راجع النظام التأسيسي لحركة الإصلاح الآن. أما وقعات وقيع الله، فمنها قوله، أن جعفر محمد علي بخيت فيلسوف سوداني كبير!! بربك متى كان؟

    ما لم يفهمه وقيع الله إنه ذات، ودكتور غازي ذات أخرى!! ولا أعتقد أن يزري الدهر بالدكتور غازي ويخفضه كأن يضع رأسه برأس محمد وقيع الله!!

    ما هو تاريخ محمد وقيع الله الشخصي؟ من يقرأ له يلاحظ أنه سياسي من الطراز الأول، ماجستيره ودكتوراه في العلاقات الدولية، ولكنه يعمل بدهاء ومكر في خط السياسة والمذهبية الوهابية. وبالرغم من إنه يلون مقالاته بالحداثة، لكنها واضحة إنه يأكل من كلأ آل سعود. وبالرغم من تمحكه بكلمة العلمية، والتشبث بأهدابها لكنه أبعد من العلمية، حين لم يكلف نفسه دراسة ماذا تعني كلمة حزب (وأترك فضيحة نفاقه في مدح بن عبد الوهاب وبن تيمية ورشيد رضا). ثقافة وقيع الله لا تتعدى ثقافة الصحف والمجلات الخليجية، وبالرغم من ذلك يبيع بضاعته لآل سعود. ما أرخص البائع والشاري!!

    وقيع الله يمدح الدكتور غازي في مقالته بأسلوب مزدوج ويضع له السم في قالب نصيحة في ثنايا الكلام، وهي لعبة سياسية غبية، بل ساذجة ولكنها لعبة خبيثة، ولا تنطلي إلا على البسطاء من الناس. قصد وقيع الله بهذه الازدواجية أن يشوش على عقول القراء، وأن يناوئ الحزب الجديد، لأنه يعلم أن حزب جديد سيقوم. كما سنبين ذلك.

    أول وقعاته العوراء على دين آل سعود قوله أن الحزب من (منتجات الحداثة الأوروبية!!).

    أين سمعت بهذه النغمة وهذا الإيقاع؟ تجده في الخط السلفي الوهابي وثقافة دول الخليج عموما. فدول الخليج عموما ليست تحرم فقط، بل تكفر أيضا الحزبية وملحقاتها من انتخاب شعبي، وبرلمان الخ. والسبب واضح. بدون أن يبذل المرء جهدا فكريا وفلسفيا أو فقها شرعيا بلا طائل.. نقول، يعزى سبب "التكفير بالحزبية" من قبل الأسر الحاكمة في دول الخليج إلى أنها لا تقبل أن يمارس مواطن الجزيرة العربية إرادته عبر وريقة في صندوق لكي يحرم هذه الأسر من التحكم في ريع البترول!! على هذه المقولة السياسية التحليلية البسيطة وما يترتب عليها من آثار قام فقه ديني سياسي متكامل لم ينزل الله به من سلطان.

    هل صحيح "الأحزاب" من منتجات الحداثة الأوروبية؟

    الجواب كلا..!! هذه إحدى المقولات والمغالطات التي تروج لها صحف الخليج ويلوكها مثقفو الإيجار، وصاحبنا محمد وقيع الله كما قلنا سابقا لا تتعدى ثقافته ثقافة صحف ومجلات الخليج!!

    لنرى ماذا تقول المعاجم العربية وماذا يقول القران في لفظة حزب، وتحزب، فأحزاب.

    ماذا يقول المعجم (المعجم الوسيط):
    الحِزْب - حِزْب:
    الحِزْب: الأَرض الغليظةُ الشديدة.
    والحِزْب الجماعةُ فيها قوةٌ وصَلابةٌ.
    والحِزْب كلُّ قوم تشاكلتْ (تقاربت) أَهواؤهم وأَعْمالهم.
    وفي التنزيل العزيز: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) المؤمنون آية 53,
    وحِزْب الرَّجل: أَعوانه .
    وفي التنزيل العزيز: (أؤلئِكَ حِزْبُ اللهِ) المجادلة آية 22.
    والحِزْب النصيب.
    والحِزْب ما يعتاده المرءُ من صَلاةٍ وقراءةٍ ودُعاء. والجمع: أحْزابٌ.

    عكس لفظة حزب، نجد كلمة "الأحزاب" المعرفة بالألف واللام قد أصبحت مصطلحا قرآنيا ذا دلالة سلبية لأقوام بعينهم، وكما يقول معجم (المعجم الوسيط) في كلمة (حزب): (الحِزْبُ جَماعةُ الناسِ والجمع أَحْزابٌ والأَحْزابُ جُنودُ الكُفَّار تأَلَّبوا وتظاهروا على حِزبْ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وهم قريش وغطفان وبنو قريظة).

    إذن اللغة العربية و(العربية القرآنية) تحتوي على لفظة "حزب" بهذه المعاني التي أشرنا لها أعلاه وتدل على جمع من الناس تقاربت أهواؤهم وأعمالهم، فكان هنالك "حزب الشيطان"، و"حزب الله"، وبشكل خاص أصبحت صيغة الجمع المعرفة "الأحزاب" مصطلحا قرآنيا للذين يناوءون الأنبياء. وليس معنى ذلك أن نشيطن أي حزب – أو ننظر بالسلب لظاهرة الحزب والأحزاب في العصر الحديث.

    ويهمنا في لفظة "حزب" لغويا وتاريخيا المعنى (كلُّ قوم تشاكلتْ –تقاربت- أَهواؤهم وأَعْمالهم) سلبا أو إيجابا. فإذن ظاهرة الحزبية هي ظاهرة قديمة بقدم الإنسان نفسه، فلماذا يروج محمد وقيع الله ومن لف لفه من الخط الخليجي أن الحزبية من منتجات الحداثة الأوروبية؟ أليست هذه ثقافة صحف ومجلات تصنعها الإمبراطورية الإعلامية الخليجية؟ عكس دول الخليج، هنالك أحزاب في إيران. تمعن المفارقة!!

    ودعونا نرى كلمة حزب ومشتقاتها في القرآن الكريم، إّذ أتت كلمة حزب سبع مرات، (1) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون، المائدة، 5، (2) فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون، المؤمنون، 53، (3) كل حزب بما لديهم فرحون، الروم، 32، (4) استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان، المجادلة، 19، (5) ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، المجادلة، 19، (6) رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله، المجادلة، 22، (7) ألا إن حزب الله هم المفلحون، المجادلة.

    ثم أتت لفظة "حزبه" يتيمة، إنما يدعوا حزبه ليكونوا أصحاب السعير، فاطر، 6. وأتت لفظة الحزبين أيضا يتيمة، ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا، الكهف، 12.

    بينما أتت لفظة "الأحزاب" بالسلب أحد عشر مرة:

    1) ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده، هود، 17
    2) ومن الأحزاب من ينكر بعضه، الرعد، 36
    3) فأختلف الأحزاب من بينهم، مريم، 37.
    4) يحسبون الأحزاب لم يذهبوا، الأحزاب، 20.
    5) وإن يأتي الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب، الأحزاب، 20.
    6) ولما رأى المؤمنون الأحزاب قال هذا ما وعدنا الله ورسوله، الأحزاب، 22.
    7) جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب، ص، 11.
    8) وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب، ص، 13.
    9) كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم، غافر، 5.
    10) وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب، غافر، 30.
    11) فأختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم، الزخرف، 65.

    يصبح المجموع 20 مرة ذكرت فيها لفظة حزب في القرآن الكريم!! لماذا إذن الإصرار على أن كلمة حزب أو أحزاب هي من منتجات الغرب الأوروبي، أو لماذا تم شيطنتها في وقتنا المعاصر؟ لا تفسير سوى الذي قدمناه سابقا، فدول الخليج هي التي تقرر لنا، فعلى سبيل المثال لا الحصر تخترع لنا مصطلح "علماني"، وتشطب لنا مصطلح "حزب" أو "أحزاب". مع التنبيه للقارئ الكريم، أن لفظة حزب لغةً أو قرآنيا، مليئة بالمضمون السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فهي ليست فارغة من المحتوي!! فالذين عارضوا الأنبياء هم الأثرياء، الذين حرصوا على ثرواتهم، ويتحكمون سياسيا في قومهم واجتماعيا يرفضون مساواتهم بالعبيد وبالضعفاء!! ويمكننا إذن ملاحظة نوعين من الأحزاب في السياق القرآني حزب الله وحزب الشيطان، حزب ينحاز للخير والآخر للشر أي ضد تقدم الإنسانية.

    وبالمقابل، كان هنالك قديما حزبان، حزب النبي صلى الله عليه وآله وحزب قريش وحلفائهم غطفان وبني قريظة كما قال المعجم الوسيط. وبإسقاط التاريخ القديم على واقعنا المعاصر، يجب إذن عدم التسليم طواعية لكل حزب أو جهة ترفع لافتة إسلامية على إنها حزب "النبي" أو "حزب الله". وهذه النقطة تحتاج منا لمقالات وبحوث حقيقية على مستوى المراكز والجامعات (مع الأسف باعت نفسها لدولة آل سعود)، ولكن في هذه العجالة نشير إلى بعض الملاحظات من كتاب قيم جدير بالدراسة، يسمى "المدرسة القرآنية" للشهيد محمد باقر الصدر وقد أعدمه المجرم صدام حسين عام 1980م رميا بالرصاص!!

    يعتبر الشهيد محمد باقر الصدر هو مؤسس التفسير التوحيدي للقرآن الكريم وقد نسبه الدكتور حسن الترابي إلى نفسه دون الإٌشارة إلى الشهيد الصدر. وسنواصل.

    شوقي إبراهيم عثمان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de