محمد علي كلاي و الإمبراطورية الأمريكيّة بقلم أتيم قرنق *

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 00:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2016, 02:16 PM

أتيم قرنق
<aأتيم قرنق
تاريخ التسجيل: 06-10-2016
مجموع المشاركات: 16

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد علي كلاي و الإمبراطورية الأمريكيّة بقلم أتيم قرنق *

    01:16 PM June, 10 2016

    سودانيز اون لاين
    أتيم قرنق-جنوب السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    رحل بطلُ العالم للملاكمة محمد علي كلاي، عن هذه الدنيا الفانية، يوم الجمعة الماضية عن عمر ناهض أربعة و سبعين عاماً. لم يكُن محمد علي كلاي ظاهرةً رياضيةً متميزةً و حسب بل كان داعياً و مناضلاً جسوراً للحقوق المدنيّة لجماعات السود و الأقليات في الولايات المتحدة الامريكية. وُلد مُحّمد علي في زمانٍ و مكانٍ جديران به و إلا لما حقق ما حققه و أنجز ما أنجره و لما عُرف علي المستوي العالمي و لما صار مواطناً عالمياً.

    الولاياتُ المتحدة الامريكية هي إمبراطوريةُ هذا الزمان ولا تنازعها اي دولة اخري علي زعامة العالم بُعيد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، و تمتنتْ قوتُها و جبروتُهابعد تفكيكِها و تبديدِها للإتحاد السوفيتي. و الإمبراطورية الامريكية مثلها مثل أية إمبراطورية آخري شهدها التأريخُ، تمتلك الكم الهائل من آليات و أدوات القهر و الكبت لمن يخرج عن هيمنتِها و طاعتِها، دولٌ أو جماعاتٌ او أفرادٌ فعقابها لا تتأخر. الولايات المتحدة عند ولادة محمد علي كلاي و حتي مماته، هي إمبراطورية التناقضات فهي تشجع كل من يمتلك قدرات مميزة في أي مجال من مجالات الحياة، و تسحق في صمت و هدء السود و تهمل الأقليات أو بمعني آخر فهي تعششُ فيها العنصرية و التفرقة و تتظاهر الإمبراطورية بعدمِ معرفتِها أو مساندتها لمثل تلك الممارسات طالما تتعارض مع مبادئ الدستور الأمريكي!

    نعم، رغم كل هذه النواقص و التناقضات في الحياة الأمريكية إلا أنها أرضٌ خصبةٌ و مهيأة لأصحابِ القُدُرات العاليّة و المتميزة، و دورُ المجتمع المدني و تأثير الرأي العامِ قوىٌّ و فعالٌ، و لذا أعتقد أن يكون محمد علي كلاي قد وُلد أمريكياً و ينشط و يناضل في الفترة التي عاش فيها كان موفقاً! موفقاً لأن التحولات الإجتماعية في الولايات المتحدة و العالم عقب الحرب العالمية الثانية كانت تحتاج لشخصيات يمتلكون الرؤية و الإرادة و والعزيمة و الإصرار. كانت قضية الحقوق المدنية للأمريكيين السود هي القضية الأولي في الولايات المتحدة و أفرزتْ قادةٌ يتصفون بالصفات التي ذكرتُها. و الفترة هذة كانت عهد التحرر الوطني و التخلص من براثن الإستعمار في أفريقيا و آسيا.

    الزمان كان مناسباً أن يعيش خلاله هذا الرجل الأسطورة! فعلاوة علي قضية الحقوق المدنية للأمريكيين السود، فإن الولايات المتحدة كانتْ متورطةً في حربٍ ظالمةٍ ضد شعبٍ حرٍ يمتلكُ إرادةً فولاذيةً لا تلين و لا تقهر، و أمريكا تريد سحقه و تدمير بلاده بإستخدام كل ما تمتلكها من آلة الحرب التقليدية و تبعث و تزج بالشباب الأمريكي في تلك الحرب بمن فيهم السود الذين كانوا لا يتمتعون بكل الحقوق المدنية المنصوصة عليها في الدستور الأمريكي. و كانت الرأي العام الأمريكي يتبلور ضد تلك الحرب و حركة الحقوق المدنية في قمة توهجها، في مثل تلك الاوضاع إستوظف محمد علي كلاي شهرته و قدراته من أجل هذه القضايا ونجح لأنه كان صاحب قضية عادلة ويمتلك عزيمة و إرادة قوية و إشتهر لأنه كان أمريكياً.

    تمكن محمد علي كلاي أن يستوظّف شهرته في رياضة الملاكمة و نجح في أستخدم المبادئ الهادئة للدستور الامريكي بحنكة و دراية عميقة لكسب الرأي العام الأمريكي. و أحتجاجاً علي الظلم الذي كان يمارسه الأمريكيون البيض ضد السود و هم شركاء في الديانة المسيحية، أعلن إعتناقه للدين الإسلامى و التخلي عن المسيحية، و في أمريكا تغيير أو تبديل الدين من ضمن الحريات الشخصية و الفردية، و رفض التجنيد و الذهاب إلي الفيتنام حيث كانت الطائراتُ الأمريكية و القواتُ الأمريكية تقتل الفيتناميين بألاف في بلادهم لأنهم يرفضون الخضوع و يتمسكون بالحرية. رغم كل هذه لم يتنكر الولايات المتحدة لمحمد علي كلاي لأنه كان يمتلك قدرات هائلة في رياضة الملاكمة بل جعل من الملاكمة احدي المناشط التي إستقطبت ملايين المشاهدين علي نطاق العالم. الولايات المتحدة الآن تعتبره من عظمائها وحقًّا هو عظيمٌ.

    تخيل معي مصير محمد علي كلاي، لو كان وُلد مسلماً مصريّاً صعيديّاً من أسوان او مسلماً سودانيّاً غربيّاً من دارفور او جبال النوبة في نفس الفترة الزمنية التي عاش فيها (1942-2016)! لو أن محمد علي كلاي هذا، أعتبر معاملة النوبيين في مصر آنذاك وحالياً غير منصفة وتصل لحد التفرقة العنصرية و أحتج علي تلك المعاملة و رفض ترحيل أهله النوبين من مناطقهم التأريخية نتيجة لبناء السدّ العالي، ولو أنه استنكر إشتراك الجيش المصري في حرب اليمن وأعتبرها حرباً ظالمة و غير أخلاقية، و رفض التجنيد و الذهاب إلي اليمن، و قام بتبديل دينه من الإسلام إلي المسيحية! يا تري ماذا كان مصيره؟ هل كنّا تعرّفنا علي قدراته هذه و هل كنّا قد سمعنا عنه أصلاً؟ أ

    و كَيْف لو كان مسلماً سودانياً غربياً و أحتج علي الفوارق و المعاملة الغير مقبولة لأهل الغرب في دارفور و جبال النوبة من قبل أعراب الخرطوم و قام بتغيير دينه الإسلامي، الذي ورثه عن أب و جدّ، بالمسيحية، و رفض الاشتراك في حرب جنوب السودان علي أساس أنها حربُ إبادة غير إنسانية و عبثية فُرِضتْ ضد إرادة شعبِ جنوب السودان و تتنافي و مبادئ ديانته الجديدة! مما لا شكّ فيه هو ان عُمُر محمد علي كلاي لما بلغ الأربعة و سبعين عاماً لانه لو كان مصريّاً او سودانيّاً لمات مشنوقاً بحجة الإرتداد عن دين الله والخروج من الملة و خائن و جبان يتهرب من حربٍ مُقدسةٍ و جهاد مشروع فقهاً ضد أعداء الدين والوطن.

    لك الرحمة يا محمد علي كلاي.. وُلدتَ في أرضٍ تحترم إختيار الفرد لديانته متي شاء و يرفض الفردُ الإشتراك في أية حربٍ لا يؤمن بأهدافِها و دوافعهِا و لا يُشنق أو يُعدم أو يُرجّم. بل أكثر من هذا كُّله هو إن أمريكا المتناقضة و هذه الإمبراطورية القاهرة التي لا تنام و إلا تأكدتْ بزعزعتها أمن الآخرين...العراق و ليبيا و أفغانستان و سوريا في الطريق طال الزمن أم قصر فمصيرها التشرذم... رغم كِّلِه هذا فإنها تحمل و تحمي مبادئ الديمقراطية داخل حدودها و تحترم وتوقر خصومها، من مواطنيها، الذين لا يلجأون للعنف كوسيلة لتحقيق حقوقهم و لا تزل أرضاً خصبة للمبدعين و المجتهدين و تحتفي وتفتخر بكُلِّ ناجحٍ من مواطنيها دون تمييز.

    محمد علي كلاي بمواقفه المناهضة لبعض سياسات بلاده و نجاحه في مضمار الملاكمة و تعامل وطنه معه كبطل قومي هو رسالة مهمة لِكُل العالم: بأن الولايات المتحدة علي الرغم من بعض نواقصها إلا أنها حاضنة لمبادئ الحرية و العدالة و تحمل لواء الديقراطية لمواطنيها. اما القهر و الكبت و البطش المؤسسي فمحفوظ لأعدائها الدوليّن و أصدقائها الذين انتهت صلاحيتُهم و منفعتهم!!

    الآن هل من الممكن في العالم الثالث فتح كوة صغيرة في جدار الكبت و القهر ليمارس مواطنوهابعض الحريات الفردية كتبديل و تغيير الدين مثلاً؟ أما أنت يا محمد علي كلاي لك الخلود مع الخالدين و رسالتك خالدة.

    * الكاتب هو الأُستاذ: أتيم قرنق د ديكويك: عضو المجلس التشريعي القومي لجمهورية جنوب السودان و سابقاً نائب رئيس المجلس الوطني لجمهورية السودان.

    Atem G Dekuek

    أحدث المقالات
  • الجنائية الدولية ورحلات البشير الخارجية امام مجلس الامن بقلم محمد فضل علي.. كندا
  • الأزمة السودانية والمثقفين الكذبة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مطوفش!! بقلم جعفر خضر
  • الجمهوريون بين الوهم والحقيقة (18) بقلم الطيب مصطفى
  • الحل الوحيد الذى تبقى للشعب السودانى قبل الانقراض!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • أصوات تغرد خارج السرب محمدين محمود دوسه
  • نجوم القرن بقلم حامد جربو
  • سد مروى الحلم الذى ذهب فى أدراج الرياح بقلم محمدين محمود دوسه
  • التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي بقلم ماهر إبراهيم جعوان























                  

06-10-2016, 02:54 PM

مالكولم X


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد علي كلاي و الإمبراطورية الأمريكيّة (Re: أتيم قرنق)


    أمريكا قتلت وصفت في السر أعدادا لا يمكن حصرها من الناشطين الحقوقيين والمدنيين
    ولو أتيح للـ FBI وأجهزة استخبارات أمريكا الفرصة لتصفية محمد علي في السر لما ترددت لحظة في فعل ذلك.

    أمريكا ديكتاتورية لا تختلف عن باقي الديكتاتوريات، وهي تقتل وتذبح وتدس السُم لخصومها في الداخل والخارج وقد فعلتها مع فيديل كاسترو.
    وهي تشن حروبها الإمبريالية على الشعوب الضعيفة وتقتل الملايين كما في فيتنام وكمبوديا وأفغانستان والعراق
    كما أن الامبراطورية الأمريكية ما تزال تواصل حروبها ومؤامراتها على الأفراد الناشطين ضد سياساتها وجرائمها
    وإلا فقل لنا يا أتيم:
    لماذا يختبئ (جوليان أسانج) في جراج إحدى السفارات في لندن؟
    ولماذا يلجأ (إدوارد سنودن) ويحتمي بروسيا خوفاً من التصفية؟
    فمن الذي قام بقتل (مالكولم إكس)؟
    ومن الذي قام بتصفية داعية الحقوق المدنية (مارتن لوثر كنج)؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de