|
محمد صلاح..الفجر لاَحَ ..!! عبدالوهاب الأنصاري
|
الوطن أصبح مسرح عمليات حربية، في أتون حرب ضروس .. أو سجناً في جب .. وقبله الأربعة باتت معسكرات إعتقال.. و زنازين وسجون و بيوت أشباح.. سعتها كأنها نار جهنم لا تشبع ؛ كلما سألها (سدنتها) هل إمتلأتي..؟ تقول: هل مزيد.. !!وأصبح المواطنين مشتتين بين جليد المنافي ولهيب المناجم وهموم المعاسر وسكون المقابر..
أسرة الشاب الجسور محمد صلاح أصدرت بيانها رقم(5) حول المناضل وحالته الصحية وظروف وبيئة مكان الإعتقال.. والتعذيب الذي تعرض له، وتلصص مندوب جهاز الأمن لمعرفة تفاصيل الحوار الأسري.. ـ أو كما قال الشاعر الثوري (مظفر النواب " سيدتي كيف يكون الإنسان شريفاً..؟؟ وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان .. والقادم أخطر"
ثم حرمانه من العلاج وإمكانية فقدانه النظر بعينه اليمنى.. جراء التعذيب ومنع الطبابة.. في إنتهاك صارخ لأبسط حقوقه الإنسانية والدستورية.. وتحدثت أسرته الكريمة عن تجواله بين بيوت أشباح النظام من (ثلاجات) جهاز الأمن ببحري موقف (شندي) إلي.. الجزء التابع للأمن في سجن كوبر العمومي، والذي لا يعلم به حتي مدير السجن العمومي بكوبر.. حسب إفادته لـ (البرلمان) .. المنشورة مؤخراً بالصحف اليومية والمواقع الإلكترونية.. إقتبس منها: (( كشف مدير سجن كوبر- اللواء عمر عبدالماجد علي عن وجود معتقلين داخل السجن بموجب قانون جهاز الأمن والمخابرات دون علمه. وقال: في رده على إستفسار البرلمان <<نعم هناك من يدخلون السجن بدون علمي>> والذين يدخلون بعلمي يأتون عبرالمحاكم)) إنتهى.
لم أجد أصدق ما أعبر به في هذه المواقف الثورية النيبلة بين المناضل وأسرته أكثر.. من قصيدة (شاعر الشعب محجوب شريف) الراحل المقيم.. مستئذناً لسان حال المناضل محمد صلاح (وبروحه المعنوية العالية الصابرة على الأذى) كما ذكرت أسرته.. وهو يخاطب والدته المناضلة النبيلة زينب بدر الدين.. وأسرته الصامدة (زرية بعضها من بعض)
يُّمة السجن مليان رجاَّلة ما بتنداس.. الختَّو قبلي الساس والشالو هم الناس.. والفات وليداً ليه ما مسّكو الكراس.. ماسِمعو يتكلم... ما نحن عود الفاس فرسان حمي وحراس.. في الحارة نِتحَزّم وعشم القِدِّر ما كاس.. ما لاقى بيت يتلم.. عشم الطواهو الجوع والمُتعب المُعدم .. والعسكري الفراق بين قلبك الساساق وبين هو البِندم والدايرو ما بِنتم .. حارس مع الفرسان حارس بلدنا البيت..
هذا الفتي الصارم الأقوال والافعال رغم الأهوال.. ما لآن ولا أنكسر.. ولسان حاله يقول: نموت وتحيا المواقف . ونفنى ويبقى الوطن .. مستخدماً حقه الدستوري وملتزماً بنصوصه وأحكامه وفقاً "لوثيقة الحقوق" المُتضمنة في للباب الثاني بالدستور الإنتقالي الحالي الساري لسـ2005ـنــة؛ والأحكام ذات الصلة الواردة بالعهديين الدوليين للحقوق السياسية والمدنية والثقافية لسـ1966ـنة؛ والإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسـ 1948ـنــة.. وجميعها موقع ومصدق عليها السودان وملزمة التطبيق.. وغيرها من المواثيق والعهود المعنية بمعايير المحاكمة العادل وسيادة حكم القانون والمحاكمة العلنية عند القاضي الطبيعي، وضمان حق الدفاع الطبيعي وإختيار الإستشارة القانونية والمحامي ..
أمثال محمد صلاح وصحبه الميامين، الذين نذروا حيواتهم ضد الفاقة والذلة وسفك الدماء وتفتيت الوطن وهتك نسيجه الإجتماعي لا ترهبهم السجون أو الإعتقالات الغاشمة ..
وأرواحهم دوماً على أكفهم وقلوبهم على تراب وطنهم ورؤوسهم عالية وهاماتهم سامقة تلامس صدر السماء في عزة وكبرياء وتواضع جم وإباء عزيز..
التحية له ولصحبه.. ولكل المعتقلين الشرفاء.. وهم من أجل هذا الشعب العظيم يرتادون المنون.. ومن أجل إشعال نيران الوعي والإستنارة في الليالي الدجى يعملون.. ما لاَن قوساً لهم بل أفل ليل الطاغية..
المجد لأسرته الصامدة( فرداً فردا والدته، زينب بدرالدين، ووالده، صلاح محمد عبدالرحمن، وشقيقته، ولاء، وشقيقه، بدالدين وسيظل محمد صلاح منتصب الإرادة صلب المواقف رغم سياط الطغاة ورصاص القتلة، ونهب السرقة الممدودة لمال السُحت..
كامل تضامنا مع أسرته .. لإطلاق سراحه وصحبه الميامين الشرفاء أو تقديمهم لمحاكمة عادلة..
السجن للقتلة.. وموردي حاويات المخدرات.. ومزوري تصديقات الأراضي .. حرامية مكتب الوالي.. والمتكسبين من وظائفهم المتكسبين سبوبة من فساد.. والمتبضين الدين دراهم معدوات أستعاذ منهم الشيطان نفسه..
أما توظيف جهاز الدولة لإزلال المواطنين وكسر عزيمتهم والذي كثيراً ما يستخدمه الطغاة لشرعنة تصرفاتهم وأفعالهم الشائنا.. فلا والف لا ..
يتحمل جهاز الأمن المسؤلية الكاملة وكافة التبعات حول سلامة وصحة المناضل محمد صلاح.. ونناشد كل منظمات حقوق الإنسان وحكومات العالم الحر بالضغط علي (حكومة) الإنقاذ وجهاز أمنها لإطلاق سراح المناضل محمد صلاح وجميع المعتقلين السياسين أو تقديمهم لمحاكمة عادلة وعند قاضيهم الطبيعي فوراً.. أرفعوا أيادكم الملوثه بدماء الأبرياء من الشرفاء..
((علمني بوح جدار.. السجن أن إرادة .. رجل حر أقوى.. من قفل السجان..)) (أيمن أبو الشعر) محمد صلاح .. الفجر لاَح.
|
|
|
|
|
|