|
محجوب شريف: روح تضيئ شرفات الوطن
|
د.عبدالله محمد سليمان يا شاعر الشعب العظيم أعرف أن كثيرين غيري كتبوا وسيكتبون سيعبر آلاف من أبناء شعبك الوفي عن حبهم لك سيكتبون فيك وعنك الكلمات والمراثي بأساليب مختلفة وبعبارات يجللها الحزن ويكسوها الأسى سيبكون فراقك الفاجع مثلما بكاك المساكين والمستضعفون والمظلومون مثلما بكتك الأرامل والأيتام والمرضى والمغلوبون على أمرهم من أبناء شعبك في وطن جريح لأنك أحببتهم وحملت همومهم وأفنيت العمر من أجلهم كل هؤلاء والملايين غيرهم بادلوك الحب وحزنوا لفراقك ودعوا لك بالرحمة والمغفرة أما أنا يا شاعر الشعب العظيم فكنت أبحث عن أبجدية جديدة وكلمات جديدة وأسلوب جديد لأعبر به في مناسبة رحيلك الفاجع فكل كلام فيك وعنك معاد مكرور كل معنىً سعيت إليه للتعبير عن حزني عليك بدا لي عاجزا أو سبقني إليه ناعٍ روّعه هول الرحيل باخت الكلمات والمعاني واستعصى التعبير وأستحال في ليل الحزن الكبير ************ يا شاعر الشعب العظيم كان لي شأني مع حقيقة موتك وفاجعة رحيلك فأنت يا محجوب لست كثيرا على رب العالمين الذي اصطفاك واختارك إلى جواره والذي ارتفعت إليه أكف الملايين من أبناء شعبك الأوفياء بالضراعة أن يرحمك ويحسن نزلك ويغفر لك ويجزيك عنا خيراً كثيرا ******* كان لي شأن مع فاجعة الرحيل فمثل الملايين من أبناء شعبنا العظيم دعوت الله أن يرحمك وأن يغفر لك ويجزل ثوابك وينزلك عالي الجنان وحين استوى نعشك على قمم الهامات المحبة لم أتبع الجموع الهادرة التي انطلقت بك لتواريك الثرى وتستمطر عليك الرحمات كنت لحظة الرحيل أتأمل حقيقة موتك من وجهة أخرى فتركت الجموع الهادرة وبقيت أرقب روحك المحلقة من حولنا تكفكف دموع الحزانى كما تعودنا مطوقة بحب الملايين من أبناء السودان في كل بقاع الدنيا طفت معها وهي تضئ شرفات الوطن بالمثل العليا والقيم الباقية وتعطر أمسياتنا بأغنيات الحب والثورة ****** تأملتك عريسا في مجالي الحب والخير والجمال تزفك أفواج المحبين وتحتضنك قلوبهم التي عرفت قدرك ومقدارك كنت متأكدا أن روحك تحلق حولنا فأنت هنا لم تغادرنا أنت باق في مشاريع رد الجميل وفي لمساتك الانسانية وجهودك الخيرة التي بذلتها للناس بكل الصدق والنقاء ما زالت أصداء صوتك الهادر تهتف بأناشيد العزة والكبرياء وتصدح باللحون المترعة بالحب والمعاني الباذخة أنا موقن يا أبا مريم ومي أنك بيننا وأن الجماهير الوفية حفية بروحك وهي تسبح في أنحاء الوطن الواسع وأن ذكراك خالدة في ضمير شعب لن ينساك ستبقى حاضرا في ضميره أبدا متفائلا كما عهدناك مؤمنا بإرادة شعبك تزرع الآمال وتبشر بالغد الواعد النضير ******* لك الوعد يا محجوب من شعب أحبك أن تبقى روحك بيننا دائما وأن تظل قصائدك في أفواه أبناء شعبك الأوفياء تشدو بها جموعهم الهادرة ومواكبهم الثائرة على الطغاة المتجبرين وهي تنساب في أرجاء الوطن الجريح تستلهم العزم من كل قصيدة كتبتها في حب السودان وطن العزة والشموخ حتى ترحل ألوية الظلم والظلام طبت حيا وميتا يا محجوب وإلى جنات الخلد يا شاعر الشعب العظيم
|
|
|
|
|
|