محبة المريدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2004, 00:05 AM

عبد الله الشقليني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محبة المريدين

    محبة المريدين

    شاءت الصدفة أن أكون بجواره ، وانشغل الآخرون عنا برهة من الزمن ، فهمست في أذنه :ــ
    ــ شيخنا...أيمكن أن يتسع صدرك ؟ فلدي أسئلة لم أجد لها إجابة منذ حين .
    ــ نعم إن تيسر لي .
    ــ سيدي أرني كيف يُحببكم العامة من الناس ؟
    ــ إنها الأسرار...، التواضع ثم الصبر على المريدين ، و التأني في الرد . أكثر من الترديد : (إنشاء الله ، بإذن الله )، لمن لديه حاجة لديك . تبسم في وجه الجميع . لا يرى العامة ضجرك ، و لا تلون وجهك بالانفعال . لا تُكثر الحديث و البس ثياب الوقار . تحرك ببطء و لا تتعجل . بالترحاب تقبل المتشككين ممن لديهم فكرة مسبقة عن أنك تتخطف قلوب العامة لعباً بعواطفهم و استغلالاً لمحبتهم لك و حاجة نفوسهم عندما تشرق عليهم بمقدمك. خاطب العامة بمقدار فهمهم . المحبة سلعة يمكن تطويعها ، فهي ذخيرتك و أنت تُقبل على الناس ، هاشاً باشاً عند الضائقة و في الملمات . إنك بلسم النفوس الحزينة. دائماً تذكر حديث أفضل المرسلين : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) ، نجعله نُصب أعيننا. ثم ما ورثناه من آبائنا و أجدادنا ، و لا دخل لنا فيه ، تلك مما يُحبب الناس فينا .
    ــ أراك تضع يدك على رأس مريديك تبركا ، خاصة الضُعفاء منهم ، داعياً بالشفاء طالباً المعونة من المولى جلّ و علا أن يمُدك بوسيلة الشفاء ، ثم انظر بعد ذلك فأرى الضعيف كأنك تنفُخ في وجهه نسمة من نسمات الحياة !.
    ــ إن قوة العافية ، تأخذ مساراً من جسدٍ إلى آخر .إنها من بعض ما يتيسر لنا بفضل المولى . الكهنة منذ القِدم ، و الروحانيون، و المتصوفة ، لهم القدرة على التأثير الفاعل في أنفس الآخرين ، بل على أجسادهم أيضاً . الأمر تتطلب بناء للفِكرة و منحها القوة و التركيز و تمني الخير ، مع صفاء السريرة ، و من ثم الإرسال. تجدها بعد حين تفتح المسام لتنتقل الطاقة الكامنة من جسدك و روحك و تسافر إلى الآخرين ، وتمنحهم بعض الشفاء .
    ــ وماذا لو كانت مُحملة بالشر إلى الآخرين ؟
    ــ نحن تربينا على الدين ، و الاستقامة . و نهجنا هو أن ننشد الخير كله ، و المحبة للآخرين . خبائث الشيطان و ألاعيبه لا تقربنا . الخبرة و المران تنمي الموهبة ، لأنها تنهض بالروح الكامنة في كل جسد وهي من أعظم المواهب ، تنمو مع المداومة و الاعتياد . كثيرون لا يعرفونها ، لكن الكل يملكها ، و بذورها كامنة فينا جميعاً.
    ــ عفواً أكرر ... كيف تنمو محبة المريدين ، و من ثم يتعلقون بكم ؟
    ــ النفس البشرية غنية ، و الذهن البشري خلاق . فهو يُرسل شُعاع محبته ، فتتخطى كل الحواجز ، و تتصيد النفوس القلقة ، و تهبها السكينة التي تفتقدها . في الحياة العامة ،الكل يهرب من زحام الحياة . لا يسمح الوقت بالصبر حتى تعرف موضع قدمك ، من أنت ؟ و إلى أين مآلك ؟ . لكنك تجد عندنا ما لا تجده عند غيرنا ، صبراً على شكواك ، و تلطفاً قلّ أن تشهده ، إلا عند حبيب أو قريب ينظر إليك ثم يبسُط قلبه فرحاً لتنعم أنت بالراحة ، و ذلك ما يندر حدوثه في العادة . تربينا على دقة الملاحظة، فنحن نعرف الآخرين من مظهرهم ، تنظر الوجوه ، كأنك تنفذ إلى العقول. هنالك بعض الأوراد نرددها في زمان و مكان محدد، تُحبب فينا خلق الله جميعاً ، و تمنحنا وهجاً يشُف كل سريرة. من يتحدث عنا خيراً أو شراً ، نعرفه بإذن الله ، و لا يسع أحد النَيل منا إلا بما شاء المولى و قدر.
    ــ أتمارسون ما يُسمى بالسِحر؟
    ــ السِحر ...كلمة هُلامية لا حدود لها . أنت تقف أمام مزهرية ، و نبتة تتفتح أمامك و روائح مُبهجة تشتم، إنها لحظة ساحرة .
    ــ تلك أخلاط من المعاني ...
    ــ إنها كذلك ، قبس من السحر ، أينما تغمرك الدهشة ، تجد السِحر حاضراً بكل تجلياته .
    ــ أهذا ضرب من خِداع اللغة ، و إبداع البلاغة ؟
    ــ لم يكن سِحراً بالمعنى الذي تعرفه ، رغم أن السِحر قد لعب دوراً كبيراً في تطور الحضارة ، و سيفعل هذا ثانية حين تُفهم قوانينه بشكل صحيح , و ليس لدي شك في ذلك . السِحر هو في النهاية ، مجرد كلمة تستخدم لتجلي تلك القوى التي لا تُفهم ، و التي عندما يتم فهمها سنجد أن لها أساساً علمياً كالكيمياء و الفيزياء كما تقولون في مصطلحاتكم ، وهو سِحر غير ما تعرف ...... أسمعت " بالشامانية " ً ؟ .
    ــ أليس "الشامان " هو الناسك؟
    ــ نعم .
    ــ أهو السلف المشترك للدجال ،أو المعالج بالإيمان ،أو الوسيط والقائد الكاريزمي ؟
    ــ نعم ، تكاد لا تخلو حضارة مما يدعى بصورة" الشامانية ". بل إنه حسب التعبير الدقيق ( فنيّ ما هو مقدس ) إن صّح التعبير، و لديه ما يقوم به من الأعمال ، يشفي الكثير من أمراض البشر ، و يعمل كمستشار نفسي للفرد و للمجموعة على حدٍ سواء . يترتب عليه أن يضع قدماً في الحاضر و الأخرى في الأبدية ، ونحن على منهاجه نسلُك ، و لكن مآل عقيدتنا صحيحة ، رفيقنا الكتاب و السُنة و الاجتهاد وفق ما يتيسر. إن لم تنتبه يا عبد الله ، تحسبنا نمارس الموبقات من السِحر .
    ــ أنت رجل دين ، و تنهج كالنُساك !. تراث الإنسانية القديم يأسرك بوهجه ، كأن غماماً وثنياً يظلل صفاءك.
    ــ أظنك لن تستطيع معي صبرا .
    ــ أريد مهُلة أرتب أمري ، لا أحسبُك شفيف الروح بهذا القدر !
    ــ نحن نفتح نافذة تُطل أعماقاً سحيقة في أغوار النفس البشرية ، نسلُك دروبها الوعرة ، نواجه الضعف الإنساني بكل تجلياته . لا يمكنك أن تتصور العامة من الناس ، و هم يفتحون لنا قلوبهم النضرة بالبساطة و الأريحية ، متاعبهم تذوب على صدرٍ حنون . لن تُصدق إن قلت لك ، زيدٌ من الناس ، يلبس صولجان الحُكم ، بكل جبروته ، عندما نكشِف ستر نفسه ، يسقط صريعا باكياً . من يسعه رؤية كل هذا ؟.... قادة من القوات النظامية ، نفر لا بأس به من أساتذة الجامعات ، الوزراء و نوابهم ، و أصحاب الجاه في دنياكم ، الجميع تضمهم سجادة "الخلوة " ، تجمعهم المحبة في الله ، و صحبتنا .
    ــ هذا أمر غريب و عجيب !
    ــ نحن نترفق بالجميع ، القوي عندكم، هو ضعيف في مجلسنا . نفوسنا مشرقة بيضاء ناصعة كالشمس ، لا نمس الآخرين عندما نشهد الجبروت يخر ساجداً يطلب المغفرة من المولى . نحن ننبه ( إن الظلم لا يدوم أبداً )، صاحبه تخنقه عبرات الندم ، يتقلب في فراش الأرق و لا ينام إلا في رُكن من هذه " الخلوة " ! ، تلمح من بعيد الحرس المدجج بالسلاح يتخفون في لبس العامة ، ينتظرون عودته و لا يأمن أحداً إلا نحن . البواطن لا تنجلي إلا عند ساعة الصفاء ، إذ يرى الإنسان نفسه في مرآة الحقيقية ...لقد داهمنا الوقت يا عبد الله ....، فلنُفرد للأمر زماناً و مكاناً يتسع ، فقد انتبه الناس إلينا .
    ــ تلك الأسرار ، كيف تسنى لك أن تبوح لي بها ؟
    ــ يا حبيبنا إنها زلّة من لسان ، وأنت تعرف إنك ضعفي ، وأرى فيك صورتي التي غطى عليها الوقار الذي لبسني رغماً عني .أرى فيك دائماً ما أتمناه و لا أقدر أن أكونه . أُمني نفسي ، أن تنسى كل ما ذكرت لك ، و تحسبه حديثاً غايته الترويح عن النفس .
    عبدالله الشقليني
    6/4/2004























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de