**لم أكن انوى أن اكتب عن محمد أحمد سليمان بابكرالشهير ب(دكة) أو (لوكا) كما يحلو لأصدقائه ومعارفه من الأخوة الجنوبيين مناداته،وذلك لعدة أسباب على رأسها أن شهادتى فى حقه قد تكون مجروحة لما تربطنى به من أواصر معرفة منذ طفولته وما بين الأهل.**ولست هنا للحديث عن رحلته القصيرة فى الحياة ولا عن مسيرته الطويلة فى العطاء والايثار،وأحلامه الثورية فى التغييروالقضاء على التهميش الذى مارسته ولازالت تمارسه السلطة فى السودان ،فهذا له ناسه ورفقائه فى الحزب وأصدقائه فى مسيرته..وللذين عرفوا الراحل فى أيامه الأخيرة وحالة اليأس والقهر النفسى التى عانا منها عليه الرحمة والمغفرة ،وهنا لانريد أن نعترض على ارادة الله وحكمه،ونحن نؤمن بالله وبملائكته وبكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره،ولا اعتراض على حكم الله (وانا لله وانا اليه راجعون) تتعدد الأسباب والموت وأحد ولا نود أن نبتدر الحديث ب(لو) كما علمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنها تفتح الشيطان كما جاء فى معنى الحديث.**لكن ..لابد مما ليس منه بد ..الراحل عليه الرحمة وغيره الكثيرين ممن قضوا نحبهم وممن ينتظر هربوا من السودان بعد ما ضاق بهم بما رحب ،وبعد ما تم بهم من تنكيل وتعذيب واعتقالات وتشريد لازالت أسبابه قائمة وتزداد مع صبيحة كل يوم،وكأن بهم من أستجار بالرمضاء من النارومعنى ذلك أن شدة الخناق عليهم فى السودان جعلتهم يظنون أنهم سيستجيرون (يطلبون الحماية) بالنار المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر والتى تسببت فى قتل عشرات اللاجئين السودانيين فى مصر منذ العام 2003م وحتى الآن ،قهرا ويأسا بروتينها القاتل واجراءاتها السلحفائية والتمييز الذى تمارسه تجاه اللاجئين السودانيين على وجه الخصوص منذ أواخر العام 2003م مما أدى لتنظيم اعتصام ميدان مصطفى محمود والذى راح ضحيته 156 لاجئا سودانيا من الأطفال والنساء والمسنيين وستحل ذكراه العاشرة بعد أسبوع ولازال ملف هذه المذبحة طىء الكتمان،المفوضية السامية لشئون اللاجئين وشركائها التنفيذيين بمصر يمارسون تعسفا ضد اللاجئين السودانيين وتمييزا واستهدافا واضحا يخالف كل القوانين والمواثيق التى تنظم العلاقة ما بين اللاجى والمفوضية وشركائها،وللأسف الشديد اللاجىء السودانى يحكم عليه فى مصر بالسجن المؤبد المفتوح دون حتى حقوق حيث يحرم من العمل بنص القانون ومن التنقل ،ومن حق التقاضى ومن ومن ...وفوق ذلك يحرم من الحقوق الأساسية كالمساعدات الاجتماعية (العلاج اذا أرتفعت تكلفته) ايقاف اللاجئين من الولادة حيث عليهم تحمل نفقاتها،الكثير هذا غير المعانأة التى يجدها اطفال اللاجئين فى المدارس وتجديد اللاقامة كل ستة أشهر وفوق ذلك ايقاف اجراءات اللاجئين وتسويفها لخمسة عشر عاما وعشر اعوام ..وذوى الظروف الخاصة من اللاجئين السودانيين امثال الراحل لماذا لايوفر لهم سكن؟؟بينما أقرانهم من السوريين والعراقيين والصوماليين وغيرهم يتم تسكينهم على حساب المفوضية وشركائها فى سكن فاخر وتقدم لهم حتى الأطعمة والمساعدات المادية والمعنوية والتسهيل فى الاجراءات،بينما يترك اللاجىء السودانى للموت قهرا ومع سبق الاصرار والترصد وما مأسأة رحيل الشاب دكة الا حلقة جديدة فى مسلسل ضحايا المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر من السودانيين والتى لافرق بينها والنظام الحاكم فى السودان فى ظنى وظن الكثرين من اللاجئين من السودانيين ولكم أن تتصوروا فى يوم من الأيام وجدنا صورة ممثل الحزب الحاكم بمدينة 6 أكتوبر (المؤتمر الوطنى الحاكم فى فرع مصر) معلقة فى أعلى مبنى المفوضية السامية لشئون اللاجئين وبجواره صورة طفل!!!!!**السودانيين بالمهاجر الولايات المتحدة وكندا وأوربا والذين تنتابهم حالة الثورة والهياج مع كل مأسأة تقع على سودانى لاجىء أو مهاجر وخصوصا تلك الفئة العاملة فى المنظمات ذات الشأن لماذا لاتلفتوا أنظار الرأى العام العالمى وتلك المنظمات المعنية بمأسأة اللاجئين السودانيين فى لبنان والأردن ومصر بدلا من حالة التعاطف اللحظية ولاتكونوا كما السياسيين الذين يبررون نجاح المؤتمر الوطنى فى الاستمرار فى الحكم لأن الغرب لايفهم القضايا السودانية رغم أنهم فى قلب العواصم الغربية وفشلوا فى تصحيح بصر الغرب حتى الأمس لازالوا وفى قلب القاهرة يكررون نفس الحديث العاجز ،فلا تكونوا مثلهم وأدركوا ما تبقى من أخوتكم اللاجئين والمشردين فى بلدان العالم وأرفعوا شكواهم بالنيابة عنهم فالاعلام العربى موجه ولا يعنيه شىء فى السودان غير تثبيت أركان هذا النظام وتبييض ملفاته السوداء وما وجود فرع للحزب الحاكم بالسودان بمصر الا للحاق بهؤلاء اللاجئين والذين فشلت المفوضية فى حمايتهم أو حتى رعايتهم أو حتى سترهم عند الموت ومما يؤسف له أن المفوضية حينما تعطلت اجراءات سفر الراحل لم تفعل شىء حتى رحيله حينما تم اعلامها بالخبر عن طريق مسئول الشئون الاجتماعية أخذ المعلومة ولم يرد على الهاتف حتى هذه اللحظة رغم أن نفس السبب الذى حرمه من السفر هو نفس السبب الذى عطل اجراءات ستره حتى الأمس!!!!!!!**اذن كيف لاتقتل المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر اللاجئين السودانيين قهرا ويأسا وهذه هى سياستها نحوهم التهميش والتشتيت حتى الموت ؟؟**ويا سودانييى المهاجر أدركوا أخوتكم من اللاجئين والمهاجرين والمشردين ولاتتركوهم فريسة للنظام أينما ما حلوا بدلا من التباكى عليهم أفرادا.ألا رحم الله الراحل وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداءأدعوا له بالرحمة فى هذا اليوم ولبقية أخوانه بالنجاة.ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيمعبد الغفار المهدى[email protected]أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة