ما وراء الـتويوتا ! بقلم عماد البليك

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 07:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2015, 01:24 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما وراء الـتويوتا ! بقلم عماد البليك

    01:24 PM Feb, 18 2015
    سودانيز أون لاين
    عماد البليك - مسقط-عمان
    مكتبتي في سودانيزاونلاين



    لا يحكي

    يعشق السودانيون سيارات التويوتا بكافة أنواعها تقريبا، يرونها اقتصادية وسهلة الصيانة ولهم خبرة عريضة في ذلك، وهي أيضا رخيصة قطع الغيار كما يمكن الاحتيال على مشاكلها بسهولة. وفي بقاع البلاد المختلفة في السهول والهضاب يمكن مشاهدة بوكسي ماركة تويوتا من السبعينات وهو يشق الطريق مخلفا الغبار وراءه، يتمسك به صاحبه ويرفض بيعه معتبره كصديق حميم ومصدر رزق لا يمكن التنازل عنه بسهولة.

    إلى أن اختفت سيارة الكورونا كانت محببة جدا للسودانيين، ثم حلت محلها الكورولا والدفع الرباعي اللاندكروزر وغيرها.. وفي كل الأحوال فالمشهد يكشف ليس عن نجاحنا في الاختيار الذي يلائم البيئة المحلية وخواص الإنتاج عندنا، بقدر ما يخبيء وراءه عبقرية صناع التويوتا الذي تمتعوا بالشطارة اللازمة ليقدموا لنا منتجا يوافي الطلب ويلبي ما نرغب فيه، تماما.

    الصناعات الحديثة ليست مجرد ذكاء، وموهبة. بل هي عمل مضن يقوم على الدراسات والأبحاث ومعرفة الأسواق بدقة. ولي أن أسال هل فكرنا يوما متى جاءت الشركة مثلا؟.. أو بدأت فهم السوق المحلي وقيمت العقلية السودانية ومزاجها الاقتصادي؟.. طبعا هذا حدث لكن لا أحد يشعر به.

    في كتاب للمؤلف جيفري كي لايكر ومساعده ديفيد بي ميير، المعنون "موهبة تويوتا".. أو برواية أخرى "طريقة تويوتا" يقودنا المؤلف إلى فهم الأنظمة الخفية التي تشتغل عليها هذه الشركة الناجحة بحيث يتاح لنا معرفة أسرار النجاح والذكاء في الصناعة والتطوير والاستلهام، بأن نصنع من "الحبة قبة" كما يقول المثل السوداني ولكن بطريقة إيجابية.

    فالأذكياء والموهوبون يعرفون كيف يوظفون ما لا يرى الآخرون أن له قيمة بأن يصبح له ثمرة ويقبل عليه الناس وينطلقون من الأفكار البسيطة ليصنعوا الاشياء العظيمة وهي سمة المخترعين والمطورين والمكتشفين وكل الذين يوظفون أفكارهم لخدمة الإنسانية في سبيل أن يكون العالم أفضل.

    قراءة مثل هذا الكتاب لن تكون مفيدة على مستوى تشكيل العقل الصناعي لدى أجيالنا الناهضة في البلاد، بل تفيد ايضا صناع القرار الاقتصادي والسياسي، فالإلهام اليوم لا يأتي من مصادر مباشرة. بمعنى أنه إذا أردت أن تطور خبراتك في مجال معين فيمكن أن تحصل على الفكرة في منطقة أو مجال آخر يبدو مختلفا وبعيدا، فالاساس هو أن نقرأ عن خبرات الآخرين ومعارفهم وكيف استطاعوا أن يحلوا المشكلات.

    ففن حل المشكلة أو مواجهة الأزمة لاستخلاص النتائج والحلول المبتكرة لم يعد مجرد رغبة أو موهبة بل علم كبير ومعقد ويتطلب من الإنسان أن يتعلم ويطور خبراته باستمرار في سبيل أن يصل لموقع أحسن في مدرج الحياة.

    لهذا اعتقد أن قراءة كتاب كهذا تفيد السياسي كما الشاب المقبل على الحياة. كما أننا في حاجة حقيقية لأن نعي كيف يفكر الآخرون..

    نحتاج فعليا إلى أفكار جديدة تمكنا من الانطلاق بنجاح من مفردات البيئة والتراث المحلي والموروثات إلى صناعات مبتكرة وحديثة. فلدينا من التراث الكثير لكننا لا نعمل على تطويره بالشكل الذي يمكننا من جعله عصريا وسهل الاستخدام بل وتصديره إلى العالم، كما في التجربة الصينية مثلا والتي باتت تأخذ جميع ما عند الشعوب ثم تعيد تصديره لها، فالمركز هو الفكرة..

    أعطنى الفكرة هي قاعدتهم وأنا أطورها وأعرف كيف أقنعك بشرائها كمنتج.

    إشكالياتنا هنا مثلا على صعيد الاقتصاد.. والصناعات والتجارة. هي التقليد.. نفتقد للابتكار والجرأة والمغامرة.. كل من يريد أن يستثمر ماله يرغب في السهل والمجرب ولا يريد أن يكون رائدا في مجاله. وربما كان هناك عذر فالثقافة المتعلقة بالابتكار عندنا ضعيفة أصلا والمدارس والمناهج ليس فيها هذا الشيء أبدا. ولعل وجوده يمكن أن يحدث فارقا نوعيا في ظرف وجيز إذا عرف كيف يفكر الناس بطريقة جديدة وعلمية وحديثة.

    إن "طريقة تويوتا" ليس كتابا عن تأهيل الموظفين الأكفاء، بل عن بناء الموهبة بل واكتشافها من البداية، فالكثير من الناس بل أي إنسان لديه موهبة لكننا لا نضعه/لا يضع نفسه، في المكان الصحيح.. قيل "الكل في السودان يحتل غير مكانه".. لنضع/يضع، كل في موقعه الذي يلائم قدراته بعد أن يكتشف/نكتشف موهبته أين توجد، وبعدها ستكون النتائج مختلفة. بعيدا عن قيود العائلة والمجتمع.. الكل يريد ابنه طبيبا او مهندسا. في حين أن عالم اليوم يفهم النجاح وجني المال إن كان هدفا بطرق مختلفة.. يمكن أن تكون ناجحا في أي مجال، إذا عرفت كيف تستثمر قدراتك بشكل سديد.

    القاعدة كما نتعلمها من التويوتا.. هي: "نحن لا نصنع السيارات فقط بل نبني بشرا".

    وهذه الرسالة بناء البشر قبل الحجر.. كما درج القول..

    كما أن ثمة قاعدة أخرى أن يسمح كل منا للآخر بأن يتعلم منه، فعلى الأفكار أن تتناسل ولا تحتكر، فاحتكار المعرفة لدى الأفراد سمة الشعوب المتخلفة، وهو يأتي عن جهل وخوف وحسد وأمراض تكشف عن العجز والشعور بالنقصان.

    إن المجتمع الذي يتعلم افراده من بعضهم بناء على رغبة وبحب هو مجتمع معافى وما سواه يعاني علة.

    سئل مرة الرئيس الأسبق لشركة تويوتا لصناعة السيارات فرع أمريكا الشمالية عن التحديات التي واجهته لإيصال أسلوب تويوتا إلى المدراء الأمريكيين أجاب قائلا: "إنهم يرغبون في أن يكونوا مدراء وليس مدرسين"..

    هذا يعني أن كل مدير في تويوتا ينبغي أن يكون مدرسا أو هو كذلك.. وهي فكرة القدوة والمثل الحسن أو هي تدوير المعرفة والخبرات في المجتمع بحيث الكل مفيد للكل. لدي ما أقدمه لك ولديك ما تقدمه لي.

    كما أن الناجحين يتعلمون من الأخطاء والفشل ولا يعمل ذلك على توقف مسيرتهم أو تعطيلهم وإصابتهم بالإحباط.. ففي تايوتا كل منتوج وأي نشاط صناعي وأي خلل قد يحدث في الإنتاج هو فرصة لتطوير الأفراد.. وهي قاعدة ذكية تعمم على الحياة طبعا. أن نعرف كيف نحول مواطن الضعف إلى القوة. بأن لا نقف لنعلن عدم قدرتنا أو يأسنا.

    يرشدنا العلماء إلى أن الموهبة لا تشكل سوى 10 بالمائة من حبكة النجاح، في حين أن الباقي 90 بالمائة عبارة عن صقل وتطوير مستمر للذات. وهذه التنمية الذاتية هي مستمرة في كل لحظة فالإنسان يتعلم من كل ما حوله وفي كل لحظة من الكلام والمشاهدة والتأمل. يحول الأفكار لمجسدات ولكن الشرط الأساسي هو الرغبة..

    إن سر نجاح تويوتا أبدا هو أساس قوي يستند على توظيف قدرات الأفراد وترقيتها من خلال الممارسة والتدريب. لكن هناك ضفة ثانية هي العمل الجماعي.. التنسيق.. وهنا الحكمة.

    mailto:[email protected]@gmai.com





    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • حوار مع صديقي مُوسى ! بقلم عماد البليك 17-02-15, 04:44 AM, عماد البليك
  • شياطين الحب وأشياء أخرى ! بقلم عماد البليك 15-02-15, 02:12 PM, عماد البليك
  • الحداثة المزيفة وما بعدها المتوحش بقلم عماد البليك 14-02-15, 03:32 PM, عماد البليك
  • ما بين السردية السياسية والمدونة الأدبية بقلم عماد البليك 13-02-15, 01:31 PM, عماد البليك
  • قوالب الثقافة وهاجس التحرير بقلم عماد البليك 11-02-15, 01:50 PM, عماد البليك
  • لا يُحكى..أزمة السودان الثقافية بقلم عماد البليك 10-02-15, 05:15 AM, عماد البليك
  • لا يُحكى فقر "سيتوبلازمات" الفكر السياسي السوداني بقلم عماد البليك 09-02-15, 05:13 AM, عماد البليك
  • عندما يُبعث عبد الرحيم أبوذكرى في "مسمار تشيخوف" بقلم – عماد البليك 26-07-14, 08:31 AM, عماد البليك
  • إلى أي حد يمكن لفكرة الوطن أن تنتمي للماضي؟ بقلم – عماد البليك 06-07-14, 00:32 AM, عماد البليك
  • المثقف السوداني.. الإنهزامية .. التنميط والدوغماتية 02-07-14, 09:33 AM, عماد البليك
  • بهنس.. إرادة المسيح ضد تغييب المعنى ! عماد البليك 20-12-13, 03:08 PM, عماد البليك
  • ما بين نُظم الشيخ ومؤسسية طه .. يكون التباكي ونسج الأشواق !! عماد البليك 16-12-13, 05:11 AM, عماد البليك
  • مستقبل العقل السوداني بين إشكال التخييل ومجاز التأويل (2- 20) عماد البليك 05-12-13, 06:01 AM, عماد البليك
  • مستقبل العقل السوداني بين إشكال التخييل ومجاز التأويل (1- 20) عماد البليك 02-12-13, 04:48 AM, عماد البليك























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de