|
ما لا يقال في العلاقة بين مصر والسودان/خليل محمد سليمان
|
ما لا يقال في العلاقة بين مصر والسودان... الاكيد ان العلاقة بين مصر والسودان هي حسب المزاج السياسي للحكام في البلدين برغم المصالح المشتركة، التي يجب وضعها في الحساب.
للاسف ردد كثير من الاخوة المصريين، النخبة والاعلاميين.. موضوع حلايب بانه احد موجهات ثورة 30 يونيو وانها مسألة امن قومي، تناسوا انها منطقة متنازع عليها مع اهم جار واقرب شعب من المفترض تربطه علاقة الامن والمصالح والمصير المشترك، نحن نؤيد ثورة يونيو لأننا نعرف اكثر من اهل مصر ماذا سيفعل الاخوان بمصر، وفي جعبتنا مرارات حكمهم الذي امتد لربع قرن من الزمان.
يجب ان يعلم الجميع ان الجيش المصري اجتاح حلايب في 1995 ارضاءً لكبرياء المخلوع الذي اراد قادة الارهاب في السودان المختطف اغتياله في اديس ابابا، اما حلايب بالنسبة لسدنة المجرم عمر البشير لا تمثل الا كرت ترفعه في وجه القاهرة لتجد الدعم السياسي والمساندة في ارهابها ضد الشعب السوداني.
السؤال هل سيق الاخوة المصريين لهذا الاتجاه دون علم..؟؟ ام انهم لم يدركوا بعد اهمية السودان ارضاً وشعباً للمصالح المصرية، التي لا ظهير لها غير جنوب الوادي.
المشكلة ليست وليدة اليوم بل تراكمات من حقب متعددة، فلنرجع لما بعد ثورة يوليو، وبعد بناء السد العالي الذي يقع علي مرمى حجر من الاراضي السودانية وتم اغراق مدينة بكاملها بما فيها من تراث وحضارة وآثار، ولم تري مدن الشمال نور السد او خيراته التي تتدفق شمالاً.
من المنطق ان العمق الحقيقي لرعاية المصالح هي قناعة الشعوب بذلك، ولا يمكن ان يكون الشعب ظهيراً لمصالحك دون ان ترعى مصالحه وحقوقه.
ماذا لو تم الربط الكهربائي بين مصر والسودان منذ بناء السد العالي..؟؟ فكانت هذه الفرضية ممكنة لان مصر عبد الناصر وبعده السادات وجدت تأييداً بل تطابقاً علي المستوى السياسي لدرجة كبيرة، تلاشت فيها مظاهر السيادة والحدود، لو ان تعمقت العلاقة بين البلدين وحس المواطن بذلك لا يمكن ان يجد اي قرار سياسي من حاكم طائش سند وظهير شعبي ضد مصالح ايً من الدولتين ويكون المواطن هو الحارس الامين لهذه المصالح، في قناعتي الشخصية من المعيب ان تترك مصلحة البلدين لاهواء الحكام ومتسلقي السلطة، والجماعات.
في مثل بقول ..(محنة كط بلا لبن).. الكلام لا يمكن ان يرعى مصالح والتمني والخطب الرنانة والكلام الفضفاض.. اننا شعب وادي النيل دم ومصاهرة و ..و... كانت هناك فرص كبيرة لتحقيق الربط العميق في التنمية بين مصر والسودان في اوقات سابقة، وفي الستينات والسبعينات وحتي مجئ الانقاذ التي وجدت القبول والاعتراف بل والدعم السياسي من المخلوع مبارك، حين كان السودان في الفكر المصري للاسف كالحديقة الخلفية.
للأسف تغير الزمن وتسارعت عقارب الساعة وانطوت المسافات واصبح العالم كقرية او عزبة. فوضح جلياً الدور المصري في نيفاشا حيث كان دور الضيف الذي يساوي وجوده عدمه، في امر مصيري بالنسبة للسودان جنوبا وشمالاً ومصر من ناحية مهمة لدورها في الاقليم والعالم، وامنها.
ما يزال السودان تحت قبضة جماعة الاخوان الارهابية، ومصر قد تحررت، وتتقدم نحو دولة الديمقراطية والحرية واحترام القانون، ما نريده ان تعي مصر ومثقفيها واعلامها انه يجب الاعتراف بان حلايب منطقة متنازع عليها، والخروج من دائرة الندية مع نظام المجرم عمر البشير، والعناد السياسي، الذي يريد ان يرسخ لشرخ في العلاقة بين الشعبين والتي تشوبها شوائب عدم الثقة والراسخ للشعب السوداني ان مصر لا تراعي الا مصالحها وتتعالى علي الشعب السوداني في درامتها واعلامها ودوائرها الثقافية.
طالعت في اليومين السابقين اتفاقية الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، هذا امر جيد، بل علي مصر ان تذهب جنوباً حيث مصدر الانتاج والامن القومي، ويكفي مصر ان تجد في افريقيا اقتصاداً وامناً ووفاءً، حتي يصدق المواطن عندما تخاطب مصالحه..بيان بالعمل.
نريد من مصر الرائدة مصر عبد الناصر زعيم التحرر في افريقيا، عندما تتحدث عن اي امر في افريقيا ان تضع مصلحة المواطن الافريقي في اجندتها، وستجد منه قوياً اميناً، كما وجدنا في ام الدنيا امناً عندما ضاقت بنا بلادنا، وشُردنا بواسطة الكهنة تجار الدين، فقاسمنا اهل المحروسة عيشهم ووجدنا حضناً دافئاً..فدخلناها بسلام آمنين.. ونرجو لها السلامة والامن والاستقرار.
خليل محمد سليمان
|
|
|
|
|
|