|
ما سرهذا الكمون (سياسيا) بقلم:ياسر ابكر
|
ما سرهذا الكمون (سياسيا) بقلم:ياسرابكر من أبرز عوامل تراجع الوعي هو الفقر والبحث عن لقمة العيش التي لا يسمح للإنسان ان يفكر في حقوقه السياسية التي تتيح له المشاركة بمختلف أوجهها. ونرى أن سياسية التجويع هي إحدى وسائل الأنظمة الشمولية لإضعاف الوعي وإحباط المجتمع ومنعه من محاسبتها الأمر الذي قد يدفع إلى ما يطلق عليه بالثورة الشعبية وهي في الواقع اندفاع غير واعي للجماهير المقهورة طلبا للخلاص مما ينتج عنه انهيارا شاملا لمرتكزات المجتمع وبروز حالة جديدة لا تعرف نتائجها. من أهم ميزات هذه الأنظمة تحديد قدرة الأفراد على التفكير السياسي وجعل هذا التفكير يدور ضمن خطط محددة تخدم مصالحها ويصب في استمراريتها مما يؤدي إلى ابتعاد الأفراد بشكل عام عن التعمق بالثقافة السياسية كالدستور والحقوق والواجبات وصلاحيات السلطة وغيرها، لأن هذه كلها تعتبر من المحرمات في مثل هذه الأنظمة مما يسهم في ضعف الوعي السياسي للأفراد وتعميق حالة الاستغفال والتخلف. في نظري مفهوم الوعي يشير إلى استخدام الفرد للعقل بشكل بناء وسليم لتكوين تصورات وبناء أحكام، فالوعي هو الإدراك العقلي للتجارب والمتغيرات المحيطة، وبالتالي تصبح للفرد القدرة على تكوين موقف محدد تجاه الواقع الذي يعيشه. وايضا الوعي بهذا المعنى هو عكس الغفلة والتي تعني السلبية في التعامل مع الواقع بعيداً عن استخدام العقل والمنطق في تبني المواقف، والغفلة هنا قد تكون ناتجة عن التخلف, التعصب , الأمية أو القهر. امتلاك الإنسان للعلوم والثقافة والمركز الاجتماعي والسياسي لا يمثل الجانب الأساسي لهذا المفهوم، وإنما يجب أن يقترن كل ذلك بأخلاقيات وقيم سامية وذوق وحسن الاختيار ومعرفة عميقة لمعنى الجمال، لأن إغفال هذه المعاني يعني إلغاء لجانب مهم في الإدراك العقلي للمتغيرات المحيطة وهذا يأتي كما أشرنا في حالات التعصب والغفلة وغيرهما. الحلم بالتغيير لا تحل مشكلة الوعي السياسي لدى الجماهير الذي لعبت به القوة السياسية سنينا عددا ومن أجل مصالح ضيقة ارتكزت على ضعف بنية الوعي السياسي وعملت على تعميق الاختلاف المذهبي والقومي والعشائري خدمةً لأهدافها المرحلية. كان من الطبيعي جدا ان تكون الناتج تخلف اجتماعي أهم سماته هذا الأمية، التعصب، الاتكالية، الانغلاق، المزاجية،لأن المناخ الشعبي الواعي والمدرك لا يسمح بظهور مثل معايير القادة في سودان اليوم الذين يعملون على التلاعب بالمجتمع من خلال الشعارات القومية أو الأيدلوجية. لان تعمق الوعي السياسي لدى أفراد المجتمع هو أحد عوامل الاستقرار الاجتماعي والسياسي الذي سينعكس حتما على تطور العمراني والسياسي فهل ياتري سر الكمون ان صح التعبير في واقع شباب السودان اليوم والرهان علي ثورة التغيير عبر اليات فقدت مصداقياتها في التعاطي مع الواقع بحكم التاريخ(قوي سياسية تقليدية – حركات مسلحة) ان تأتي بجديد علي مدي ربع قرن من الزمان هو الخيار الامثل؟؟؟ ام محاكمة هذه القوي تايخيا ودراسة الواقع لرسم خارطة وطن الاحلام هو الشاغل؟؟؟ جاوبني يا الما رضيااان لحالك.
|
|
|
|
|
|