يبدو أن الأزمة الخليجية في طريقها للانفراج والحل ، وخفت إلى حد ما، اللغة المتشنجة وخطابات التهديد والكراهية والعنف ، وجاء أمس خطاب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي نقلت فق" />
ما بعد الأزمة ..! بقلم الصادق الرزيقي ما بعد الأزمة ..! بقلم الصادق الرزيقي
ما بعد الأزمة ..! بقلم الصادق الرزيقي
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2024, 06:09 AM الصفحة الرئيسية
> يبدو أن الأزمة الخليجية في طريقها للانفراج والحل ، وخفت إلى حد ما، اللغة المتشنجة وخطابات التهديد والكراهية والعنف ، وجاء أمس خطاب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي نقلت فقرات منه حتى القنوات في الدول التي تقاطع قطر وتحاصرها ،
هادئاً محدداً وإيجابياً محافظاً على سيادة بلاده ومرناً في إمضاء الحوار حول القضايا الخلافية الى نهاياتها ، يمكن أن تبنى على هذا الخطاب وردود الأفعال العاقلة عليه ، تسوية وحلول بين الأشقاء في الخليج ، وسيجد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الفرصة سانحة الآن بعد أن هدأت النفوس قليلاً لإنجاح مبادرته التي وجدت دعماً ومساندة عربية ودولية ، وخاصة من السودان الذي يقف على مسافة واحدة من أشقائه ، حيث يواصل الرئيس البشير في غضون الأيام المقبلة جولاته لبقية دول الخليج بعد زيارته للسعودية والإمارات وسيتوجه الى قطر ودولة الكويت التي تقود الوساطة . > هذه الأجواء الإيجابية التي وصلت إليها الأزمة الخليجية ، خاصة بعد إعلان دول المقاطعة تخليها عن مطالبها الثلاثة عشر وتمسكها بمبادئ عامة ، جاء خطاب أمير قطر المؤجل منذ بداية الأزمة متوازناً لم يغلق الأبواب أمام الحلول التي تطرحها مبادرة أمير الكويت او المشاورات التي أجراها عدد من وزراء خارجية الدول الغربية الذين زاروا المنطقة، بينما تُعلق آمال كبيرة أن تشكل الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان دفعة قوية للمبادرة الكويتية واقتراباً من الحل المنتظر اذا لم تحدث مفاجأة غير سارة تنسف الجهود التي بذلت حتى الآن . > موقف السودان الحالي يسهم مساهمة كبيرة في تقريب وجهات النظر، وساعدت الأجواء الراهنة في المضي قُدماً في الدعم السوداني للمبادرة الكويتية ، ونظراً للمكانة الرفيعة التي يجدها الرئيس البشير لدى حكام الخليج وخبرته السياسية الطويلة ومعرفته الدقيقة بما تخبئه الدوائر المعادية المتربصة بمنطقة الخليج، وتوفره على معلومات وافية ، فمن الطبيعي أن يجد حديثه الى إخوانه صدىً كبيراً ويجد فيها سمو أمير الكويت عوناً وسنداً . فلماذا ذلك؟.. > السودان يتأذى كثيراً من اتساع الفتق الخليجي ولديه علاقات ومصالح ومنافع لا تنقطع في منطقة الخليج ، وهي عمق إستراتيجي له في الأسرة العربية ، كما أن السودان جار من الجهة الغربية للجزيرة العربية ويمثل بلا أدنى شك درعاً لها وظهراً يحمي حماها من أطماع الطامعين . > وينبغي ألا نهمل في مقابل ذلك أن الأوضاع بعد انتهاء أزمة الخليج ستتحول بشكل مغاير عن ما كانت عليه ، فمن أخطر الملفات التي خُدع فيها إخوتنا العرب هي إدخالهم لملفات العون الإنساني والطوعي ومنظماته التي كانت تعمل في إفريقيا والعالم الإسلامي، تحت مظلة الإرهاب ، ووجدت الجهات الغربية والدوائر الكنسية والصهيونية فرصتها في تمرير أجندتها ، ولن يترك المجال من بعد أزمة الخليج مفتوحاً لمنظمات سعودية وقطرية وإماراتية وبحرينية للعمل في المجال الطوعي الإنساني والتواصل مع شعوب العالم وخاصة العالم الثالث ، وكانت هذه المنظمات هي أيادٍ للخير والتعاون، حملت روح العروبة والإسلام وخيرات الخليج العربي الى مجاهل إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وساهمت في مجال العمل الإنساني داخل أوروبا وغيرها من بلدان العالم. فشبهة وتهمة دعم الإرهاب التي طالت المنظمات الطوعية الإنساية القطرية التي تفضل بها أولي القربى، وجدت آذاناً صاغية في الغرب للتضييق على كل منظمات العمل الطوعي في البلدان العربية بحجة دعم الإرهاب وتمويله ، فضلاً عن أن فتح الباب والتراشق بالتهم حول الإرهاب أتاحت الفرصة للحكومات الغربية للنبش في ملفات كل الدول الخليجية وسيتم ابتزازها بهذا الملف، وقد بدأ ذلك خلال الأسابيع الماضية، وستطال التهم الغربية بنوكها وجمعياتها ومنظماتها وبيوتاتها ونخشى أن تكون الأزمة الخليجية كانت فخاً تم استداراج هذه الدول إليه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة