علي قدر الحزن والأسي اللذان أطبقا علي النفس وأضافة مزيد من الألام عن قصد ورغبة في تسبيب الأذي والتنكيل بالآخرين وكأنه لعب ولهو تنغمس فيه حكومة الأخوان المسلمين في السودان علي شعبه الصابر قسرا" علي المعانآة المذلة والظلم والقهر بينما دول الجوار القريبين والأباعد من المسلمين والعرب يتفرجون علي شعب يفني بيد حكامه المجرمين ولا يحركون ساكنا" ولا من مجير أو مغيث ! وبصلة بهذا الحديث وشبيه به ما حدث لرجل من أنبل وأشرف الرجال هو المغفور له بأذن الله الرئيس اللوآء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر ، فبعد أمد بعيد وتكثف ظلمة البهتان والأساءآت لمحو سيرة الرجل المجيدة في تاريخ مصر سطع ضيآء الحق ونور الحقيقة ، فردت الحكومة المصرية الحالية لمصر الأعتبار له وأنزلته المنزلة التي يستحقها بعد انكار وافترآء وكذب ونسبة الفضل الي غير أهله ، وللأجيال التي لا تعرف شيئا" عن هذا الرجل أود أن أذكر شيئا" عنه فقد عرفته من قرب ، فقد ربطت صداقة بينه وبين والدي زاهر سرور الساداتي قبل ثورة الجيش علي الملك فاروق وازاحته والغآء الملكية في يوليو 1952 وكان علي رأس الثورة وقيادتها اللواء محمد نجيب ونصب كأول رئيس لجمهورية مصر وكان حينها قائدا" لسلاح الحدود وكل جنوده من السودانيين ، ولمحمد نجيب صلة قرابة وثيقة بالسودانيين من جهة أمه ، وقد أوصي بأن يدفن في السودان بعد وفاته وترجع معرفته لأبي الي حرب فلسطين عام 1948 التي اشتركا فيها وأصيبا بجراح وكان زاهر قائد قوة المتطوعين السودانيين التي اشتركت في الحرب وجرح ووقع في الأسر بعد أن نفدت ذخيرتهم .. ودعانا الي منزله وكان الوالد يزوره وكنت معه لما فصانا من الدراسة وذهبنا الي مصر لأكمال دراستنا ، ومحمد نجيب رجل متواضع وودود ومثقف وحاصل علي ليسانس في الأداب ويتقن أربع لغات وحاصل علي شهادات عسكرية عالية وكان قائدا"عسكريا" مقداما" وشجاعا" ومحبوبا" من الجيش ،وانتخب رئيسا" لنادي الضباط في تحد للقصر أي الملك وذلك لأن ذلك المنصب كان حكرا" علي من يرشحه القصر . وفي 19يوليو2005 عقدت ورشة تحضيرية لمؤتمر المرأة السودانية في المهجر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، وقدمت الأنسة زهراء عبد الرحمن ورقة بعنوان المرأة السودانية في ممارسة حقوقها الدستورية وتعقيب عليها من هلال زاهر ، وكان من الحضور الأستاذة فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهالي المصرية ، وجلسنا قبل بدء الورشة ، ودار الحديث ، وقلت لها أن أكبر الخطايا التي ارتكبها جمال عبد الناصر هي الأسآءة لمحمد نجيب ومسح اسمه من تاريخ مصر ، ولولا رئاسته لثورة يوليولما نجحت وذلك لسمعته واستقامته ومكانته في الجيش ، وصمتت ولم تعلق علي كلامي . وأضيف هنا ، أنه لولا دوره في الجمع بين الساسة السودانيين الذين ينادون باستقلال السودان والذين ينادون باللأتحاد مع مصر واتفاقهم علي تقرير المصيرللسودانيين ، ولأول مرة تنتفي النظرة الفوقية المصرية بأن السودان تابع لمصر ومن أملاكه أو جزء منه لما تحقق لنا الاستقلال بهذا اليسر وهذه السهولة . وقد ملأت الفرحة جوانحي بالرغم من نكبة طلاب دارفور في جامعة بخت الرضا والجامعات الأخري ، بل نكبة السودان كله بجور وفظاظة واستبداد وفسادحكم الكيزان الأخوان المسلمين ،فما انقطع الأمل في الخلاص أن عاجلا" او آجلا" ... هلال زاهر الساداتي 24يوليو 2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة