كان كل أفراد العائلة ، المكونة من زوج، زوجة ، طفل في الثانية عشر وطفلة في العاشرة، مقتنعين تماماً بأهمية ممارسة الرياضة اليومية في حرق السعرات الحرارية، تقوية اللياقة البدنية والذهنية وتحقيق الصحة العامة ، كانوا يرغبون بشدة في ممارسة رياضة المشي بشكل يومي منتظم لكن للأسف كان ذلك من قبيل التنظير فقط لا غير، أما من حيث التطبيق فقد كان واجب ممارسة الرياضة اليومية يبدو مستحيلاً بسبب ضغط الدوام العملي بالنسبة للزوج والزوجة وضغط الدوام المدرسي بالنسبة للصغيرين ولعدم وجود تسهيلات رياضية في متناول اليد ، وكان عدم ممارسة الرياضة اليومية يحز في نفوس أفراد العائلة كلما سمعوا تقريراً صحياً متلفزاً يؤكد أن عدم ممارسة الرياضة اليومية يسبب العديد من الأمراض الخطيرة ، مثل أمراض القلب والسمنة ولكن كما يقول المثل: العين بصيرة واليد قصيرة! جرت عدة محاولات بغرض الالتزام بمفهوم الرياضة العائلية وحل مشكلة عدم ممارسة الرياضة اليومية، ففي عدة مناسبات، ذهب أفراد العائلة بالسيارة لبعض الميادين العامة في الدوحة بغرض ممارسة رياضة المشي ، لكن سرعان ما توقف ذلك البرنامج إلى أجل غير مسمى ولم تحل المشكلة بسبب الإرهاق اليومي ، زحمة الشوارع وانعدام الخصوصية! قرر أفراد العائلة ممارسة رياضة المشي في فناء الفيلا لكن لم تحل المشكلة أيضاَ بسبب الحر أو البرد أو الرطوبة! فكر الزوجان في شراء ماكينة رياضة لكن تلك الفكرة ماتت في مهدها فقد كانت مصاريف المعيشة والمصاريف المدرسية تحتل الأولوية ولا يُوجد فائض مالي لشراء ماكينة رياضة ، وشيئاً فشيئاً تولدت قناعة راسخة لدى جميع أفراد العائلة مفادها أن الالتزام الصارم بجدول الرياضة العائلية اليومية هو من سابع المستحيلات! ذات يوم ، اقتربت الصغيرة من والدها ثم قالت له: أريد أن اشتري ماكينة رياضة بكل الفلوس التي في حصالتي والتي قمت بتوفيرها من المبلغ الذي تعطيني له من راتبك الشهري ، عندي ألفان ريال! ثم استخرجت صورة من الآي باد لماكينة رياضة متعددة الاستخدامات وصاحت بحماس طفولي: والدي أريد واحدة مثل هذه ! قال لها والدها بفتور: لكن بإمكانك شراء حلى ذهبية قد تحتاجين إليها حينما تكبرين وأصبح أنا عجوزاً عديم الدخل، ردت الصغيرة بحماس أكبر: لكن يا والدي ماكينة الرياضة أهم من الذهب! بفضل إصرار الصغيرة ، تحول الحلم إلى حقيقة ، تم شراء الماكينة بفلوس الصغيرة وتم وضعها في البنت هاوس ، عمّ جو من المرح عندما حاول كل فرد من أفراد العائلة استخدام ماكينة الرياضة للمرة الأولى ، انفجرت الضحكات عندما سقط البعض! أصبح هناك ميدان عائلي صغير في أعلى الفيلا ، صار جميع أفراد العائلة يمارسون رياضة المشي على الماكينة يومياً وبشكل منتظم ، وراحوا يستمتعون بتكنلوجيا ماكينة الرياضة التي تسمح لهم بالتحكم في سرعة المشي ، عدد الدقائق المراد قضائها على الماكينة ، وعدد السعرات الحرارية التي تُحرق بل تسجل لهم عدد ضربات القلب في لحظة استخدام الماكينة! بعد فترة ، اقترب والد الصغيرة منها ثم قال لها بحماس: مفاجأة ! هذا كامل المبلغ الذي قمت بدفعه من فلوسك الخاصة لشراء ماكينة الرياضة لأن جميع أفراد العائلة أصبحوا يستخدمونها الآن! وهذا مبلغ إضافي خصصته كجائزة مالية لأصغر رياضية صاحبة أفيد فكرة عائلية، ضحكت الصغيرة واستلمت ثروتها الصغيرة وجائزتها المالية وهي تشعر بالفخر لأن فكرتها الصغيرة قد أفادت الصغار والكبار معاً!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة