حينما يقف المثقف والشاعر في صف الطغاة والفاسدين..؟ ماذا تبقى للوطن لكي يفاخر به..؟ وماذا تبقى للفقراء من زاد وهم يخرجون للحقول التي خذلها المطر..! ، ماذا تبقى للضحايا الذين تَرَكُوا يواجهون بطش النظام لوحدهم..؟ هل يعفينا فعل ممارسة الكتابة أو التعليق على ما يكتب أو ما يقال من الشعور بالذنب..؟ ما قيمة الكلام، ان لم يكن موقفاً في الحياة..؟ ماذا تبقى للشعر من قيمة..؟ حينما يخذل الشاعر شعره..؟ ما قيمة بحور الشعر وقوافيه..؟ إن لم تكن قارباً للنجاة من الغرق ...؟ ماذا تبقى للوطن حينما يخذله الشعراء..؟ الذين باعوا تاريخهم بفتات من ارصدة الفساد، وهم من حسبناهم رصيدنا الوحيد..؟ ما الذي يجعلهم يضعون أزمات الوطن المتفاقمة، وعذابات الشعب المتناسلة وراء ظهورهم..؟ وينسون عذابات الفقراء..؟ وجراحاتهم التي عمقها الزمن الرديء..؟ لماذا يعلنون الإفلاس..؟ والتراجع..؟ لماذا يسقطون في بئر التاريخ..؟ أهي غفلة..؟ أم تغافلاً، أم عدم إكتراث بالعواقب..؟ قولي لنا، يا كسلا، يا ارض القاش، يا ارض الشموخ والإشراق، المسكونة بالجبال، بل الساكنة في قمتها. والجبال كما هو معلوم تعلم ابناءها السمو والشموخ، الذي رأيناه في جبال النوبة، وجبل مرة اللتان لم ترضخاحتى الآن لقهر النظام. اخبرينا يا كسلا، ما الذي حل بالشعراء..؟ هل للصحراء بعض من صفات البحر وغدره..؟ أم هو الزمن الرديء..؟ زمن قحط العقول، وتواضع القيم، الذي جعل الشعراء يفكرون كما يفكر تجار الدين والسياسة..! الذين يعرضون جامعة الخرطوم في المزاد..؟ بعد ان انتفخت اوداجهم ومطوا رقابهم، لقمة عالية، مثل جامعة الخرطوم، كيدك يتحين الفرصة للقفز من الحائط الآيل للسقوط.. وحائط النظام أصبح آيلاً للسقوط.. والحال هكذا.. لماذا الإطراء والمدح لهؤلاء الفاسدين..؟ الذين بدت بطونهم كبطون الضفادع النائمة في البحيرات الاستوائية..! بطونهم انتفخت كبطن الغول..! الذي كانوا يخوفوننا به ونحن صغاراً.. الغول الذي كنّا نظنه مخلوقاً اسطورياً.. قد أصبح حقيقة معاشة في تفاصيل حياتنا، الغول هو الدولة، ممثلاً في هؤلاء المجرمون، الذين بنوا شاهق العمارات بأسمنت الفساد، هؤلاء الذين جعلوا من الدولة غولاً، يقتل وينهب وينتهك ..!مع ذلك يمدحه بعض الشعراء..! بكلمات من قبيل حرية وتحرير، ومجد وبسالة وأصالة وكبرياء وآباء وسعادة وكرامة وعزة وشرف والتزام واخلاص وتفاني واخلاق وانجاز وإعمار وإعجاز وتميز وتقوى، كلمات هاتفة ومغنية للفاسدين والانتهازيين وملحقة ومسكته للأفواه ومغلقة للعيون والعقول والقلوب والضمائر والاخلاق عن ان ترى أو ان تقرأ أو تفهم أو تسأل أو تحاسب أو أن ترفض أو تدهش أو تفجع، كيف إستطاع أؤلئك الشعراء ان يصنعوا من الكلمات أفتك الأسلحة ليسكتوا الفقراء والمغلوبين على أمرهم.. ومقابل ماذا..؟ هذا ما احترنا فيه..! الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة