|
ماذا بعد القضاء على التمرد في دارفور؟
|
بالرغم من التصريحات الحكومية المتعددة في هذه الأيام حول القضاء على التمرد بصفة نهائية في دارفور، و على قطاع الطرق و النهابين أن يسلموا أسلحتهم و إعلان التوبة. و أنها أسقطت عنهم التهم الجنائية و ما فيش تدويل لقضية دارفور، و تغيرت لهجة الكتابات في الصحف الإلكترونية و أعلن السيد الصادق المهدي مبادرة بهدف إنهاء النزاع في دارفور كأن كل الأمور قد رجعت إلى المربع الأول. و تبادل اللوبي المساند للنظام التهاني بمناسبة القضاء على "الغرابة"، و اقتنعت قطاعات واسعة من الشعب السوداني بانتهاء التمرد و هذا هو هدية العيد كما قال رأس النظام.
قد بنى النظام كل هذه الأوهام بالإستيلاء على مدينة الطينة التي أصبحت خالية حتى من القطط و الكلاب و ليست لها اهمية من الناحية الإستراتيجية و لا العسكرية و الذي حدث هو انسحاب الثوار من هذه المناطق و فتح المجال لقوات النظام و المليشيات العربية للدخول لهذه المناطق التي لا يعرفون عنها ادنى شيء، دون أن تطلق طلقة واحدة. و بدلا أن تبحث الحكومة عن أستراتيجيين عسكريين و مؤسسات أكاديمية عسكرية في العالم لفك هذا اللغز و كيفية مخارجة ستة عشر ألف جندي تم سحبهم من الجنوب و مناطق النيل الأزرق. و تم استقطاب مليشيات عربية من الكاميرون و النيجر و و موريتانيا و بعض النشاز من أهالي دارفور بهدف القضاء على العبيد السود الذين صار وجودهم يهدد أهداف الإستراتيجية القومية الشاملة التي وضعتها الإنقاذ بأهداف بعضها خافية حتى على بعض المقربين لديها. و يقيننا بأن هذه الأعداد الهائلة نهايتها في أرض دارفور الطاهرة.
إلا أن ردود الفعل على الصعيد العالمي تخالف هذه التصريحات و هذه الأحلام النرجسية، و اتضح ذلـك عند لقائنا مع أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي الذي كان بهدف تفعيل ملفات المطلوبين الذين ثبت تورطهم في أحداث دارفور و قمنا بإضافة أشخاص في القائمة حيث قلت لعضو الكونغرس: "يجب أن تبحثوا لنا عن مراكز تمويل لمدارس و كليات خاصة تعيد لنا التوازن النفسي،
و يجب أن تطرح للكونغرس في الجلسة القادمة بميزانية للحكومة السودانية بغية إعادة تأهيل فكري و سيكولوجي لأهل دارفور حتى لا يقوموا بتمرد آخر لأسباب عنصرية بغيضة، و أحقاد دفينة لأبناء و سط الشمال النيلي الذين يتميزون بكفاءات عالية لإدارة أكبر بلد إفريقي".
حينها بدا عضو الكونغرس مستغربا: "ما الذي دعاك لهذا القول" فأجبته : "الحكومة السودانية تحتفل بالقضاء على التمرد في دارفور و تقول " ما ماشين جنيف و لا أم جمينا"، لأن شوكتهم قد انكسرت!!". أجاب ضاحكا أن صدقية النظام متواضعة في كل الأمور.
نقول نحن ما زلنا ماسكين على الزناد و أن المظالم و التهميش الذي نتج عنه حمل السلاح ما زالت قائمة، و المرحلة القادمة اصعب من المرحلة السابقة و بها العديد من المفاجاءات، فلننتظر!
عثمان علي جامع حركــة تحريــر الســودان الولايات المتحدة الأمريكية
|
|
|
|
|
|