|
مؤسسات المجتمع المدنى بجبال النوبه بين الفكره واعادة الانتاج
|
بال النوبه ومؤسسات المجتمع المدنى : - _____________________________ اتصالا بما سبق ان زكرناه ,فى المقال السابق , نود ان نعطى هنا فكره عامه عن مؤسسات المجتمع المدنى المهتمه بشان جبال النوبه ( استخدم المصطلح للدلاله على مجتمع المواطنيين الذين لا تربطهم علاقات استزلام بعائلات او عشائر سياسية وبهدها مفصلا عن مفهومالوله ويعنى جمبع القوى الشعبية البرجوازية , التى لا تجد فى الدولة الراهنه الحريات , وتفتح الطاقات التى تصبو اليها , فالمجتمع المدنى اليوم مناهض ومعارض للدولة التى يتهمها بالهرم والتحجر فى الغرب اليوم ) وتنقسم هذه المنظمات الى نوعين من المؤسسات ( ا) منظمات تكونت فى الخارج ومجال حركتها امريكا واوربا ومؤخرا القاهره ( ب) ومنظمات تكونت او تحت التكوين داخل السودان ومجال حركتها النطاق الجغرافى لجبال النوبة ومعها منظمات طوعية اجنبة تعمل فى نفس النطا منظمات الخارج: _ _____________ وهى منظمات كونها افراد فى الغالب الاعم لهم رؤيتهم وانتماءاتهم السياسية التى تتحكم فى طريقة رؤيتهم لطبية النشاطالذى يجب ان بمارسه هذه المنظمات , وتوظيف هذه المنظمات لاغراضهم الحزبية الضيقة احيانا , بحيث تتحول المنظمه عن اهدافها الحقيقية لتصبح عبارة عن واجهه حزبية ... والذين ليس لهم انتماءات سياسية بهذه المنظمات يحاولون اخضاعها لرؤيتهم الفردية .. لاعتقاد هؤلا الافراد غير المنظمين بان لديهم امكانات وقدرات عالية بستطيعون بها ادارة هذه المنظمات واخضاعها لاهذافهم المحدوده وهو تصور غير موجود سوى فى اذهانهن هم فقط , فالشاهذ فى الامر عدم بروز اى قدرات جديره بالملاحظه والاهتمام . من الجانب الاخر طبيعة تكوين هذه المنظمات من مثل هءلاء المنتمين لقوى سياسية ضيقة الافق , لاتستطيع الفصل بين انشطة مؤسسات المجتمع المدنى وانشطتها الحزبية , وغير المنتمين بقدراتهم الضعيفة وتطلعاتهم الكبيره , بحيث يمكن للمنظمين توظيفهم ضد تطلعاتهم نفسها .. هذه المفارقه ترتب عليها صراعات حاده قد تعصف بالمشروع المدنى فى جبال النوبه الا من بعض الحالات الاكثر تفردا وتميز ومثال لها وليس الحص! ر الرابطه العالمية وترحيلها للاجتماعى الى السياسى سدا للفراغ السياسى وتتحرك فى فضاء المعلومه والتحريك لملف جبال النوبه وهذا دور مركب ومعقد جدا من هذا التداخل ومثل هذه الاحالات تتطلبها المرحلة منظمات الداخل : _ ____________ وهى منظمات اغلبها مكرره من منظمات النجنمع المدنى فى الخرظوم يكفى انها من قناة المفوضية , اذ تنطوى على الاطماع والاهداف والاجنده غير الموضوعية للمركز المهيمن على السودان ,و خلال تنفيذها للرؤية الحكومية , بالضرورة توجد بعض المحاولات المتمرده ولكنها تقمع بواسطه ادوات الادانه المتوفره للسلطه النخب السياسية والمنظمات الخامله : - -----------------------------------------------والمنظمات سواء العامله خارج السودان او فى داخله تشترك كلها فى انها خامله , لا يظهر لها اى نشاط ولا يعرف عنها احد شيئا الا فى المناسبات , ولا يظهر اسمها ال فى حالة ان تكون هناك تحريك سياسى متعلق بجبال النوبه , ومن خلال اصدارها لبيان مفاجىء على طريقة : انا هنا .. انا موجود .. واسواء ما فى الامر ان المنظمات فى الحارج توهم نفسها بان الوضع المستقر الذى تنعم به جبال النوبه الان ومالاته حول الاتفاق الجارى , هى الشبب الرئيسى فيه , اذ تغتقد انها هى التى اوصلت قضية جبال النوبه الى الدوائر العالمية ووضعتها تحت الضؤ , , الخ .. من ادعاءات جوفاء , فالشاهد فى الامر ان امريكا منذ انهيار الاتحاد السوفيتى والمعسكر الشرقى فى مطلع تشعينيات القرن المنصرم وضعت استراتيجيات جديده لادارة العالم , وحاصة المناطق البكر التى لم يتم استغلال ثرواتها وليس حافيا على احد ان السودان هو احد اهم هذه المناطق , ووضع جبال النوبه تخت دائره الضؤ هو نتاج طبيعة عمل هذه الاستراتيجيات فى القاره الافريقية بصوره عامه وخاصة القرن الافريقى وعلى وجه الخصوص السودان! . ولسنا بحاجه للحديث عن الغرض من ترتيب الغرب لاوضاع السودان , فللغرب تصوراته الخاصة , المرتبطه بتقدمه الصناعى ورفاهية شعوبه .. ومن الامور المحزنه ان تجربة ابناء جبال النوبه داخل مؤسسلت المجتمع المدنى كشفت عن غياب الروح التضامنية الجماعية , اذ كسفت عن فردانية غريبة فى اكثر القضايا حساسية ... وهذه الروح الغريبة المتحكمه فى نخب جبال النوبه افقدت المنظمات اهدافها الحقيقية وارغتها من مضمونها الانسانى النبيل , كمنظمات انسانية وخدمية وتنموية غرضها الاساسى تنمية انسان ومنطقه جبال النوبه ومن الملاحظات الغريبة على هذه النخب , انغماسها فى التراث العشائرى او القبائلى , اى المحدود على الرغم من ادعاءتها للحداثه والتنوير والعقلانية والموضوعية والعلمية , وبالطبع هذا لبس موقفا مضادا من التراث , ولكن تراث جبال النوبه مثله مثل اى تراث انسانى فيه ما هو سلبى وفيه ما هو اجابى وواجب هؤلاء المتنورين العقلانيين الموضوعيين المزعوميين يحنم عليهم تطوير ما هو ايجابى ومعالجه ما هو سلبى , فالحضارة الانسانية حلقات متصلة , وليس انكفا او انغلاق , وبالتالى التراث فى جبال النوبه يجىء اتصاله من الاسهامات الحية لابناءه فيه , بالاغناء او الحذف او الاضافه على مر الاجيال والتاريخ ؟ ! .. ولزلك هؤلاء المتنورين المزعومين ! مدعويين للوقوف والتساؤل امام هذا التراث .. ومن المهم جدا الانتباه ان النوبه ليسوا ثقافة واحده او عرق واحد فهم مجموعات ثقافية وعرقية ولغوية مختلفه يجمع بينها الاسم الكبير للمجموعه النوبية وهذا التباين ينضاف البه عدم وجود تراكم معنوى ومادى يجمع بين هذه المجموعات المختلفه تحت ادارة واحده لهذه المجموعات دون ان يكون هناك تراكم مادى تاريحى بمعنى الخبره العملية فى جبال النوبه ضعيقه لغياب هذا التراكم بسبب عدم وجود اللغه والثقافه المشتركه بين قبائل النوبه . ويمكن القول ذات الشىء على المستوى الروحى , وقد انتبهت الحركه التبشيرية فى جبال النوبة لهذا الامر فعملت على توخيد هذه القبائل بواسطة المسيحية , ونجحت فى خلق نوع الترابط بينها تاريخيا وواقعيا المشترك الضخم , وبدا ياخذ هذا المسار جذر وحده مصير ويدير الحراك السياسى المنظم الان , بحيث اخذوا يشعرون بانفسهم كمسيحيين اكثر من كونهم مجموعات مختلفه ... بينما نجحت المسيحية فى ذلك فشل الاسلام بل غمق فى المسلمين من النوبه حالة التفرقة ومن جهة اخرى بينما نجحت المسيحية فى بناء النوبه روحيا وفقا لتعاليم المسيح فشل الاسلام ا! ذ ان التداخل بين الاسلام والمؤروثات ( كريم المعتقد ) من الوضوح لدرجة اخلت بطريقة تنظيم الاسلام لحياة الشعوب التى دخلت فيه . بمعنى ان هناك نوع من الازدواجية فى نظام القيم فى حياة النوبة المسلمين فهم فى زات الوقت كريم معتقد عكس النوبه المسيحيين , ونافلة القول ان المسيحية نجحت فى تنظيم حياة النوبه وتوحيدهم وهو ما فشل فيه الاسلام , فشل فى لعب هذا الدور لعدم اخترام المسلمين العرب لهويات الاخرين وخصوصياتهم الثقافية بجعلهم للدين مفهوما مطابقا لمفهوم الهوية ( العربى هو المسلم والمسلم هو العربى ) وهو المفهوم الذى تاسست عليه محاولات اعادة الانتاج للهويات الاخرى فى كل مناطق السودان ( الاسلمه والتعريب) , ومن الامور الخاطئة والخطيره جدا والتى ظلت تؤثر سلبا على النوبه , عدم شعورهم بان دارفور لبست نجرد جغرافيا مجاوره فقطولكن هى ايضا عمق استراتيجى للنوبه مثلما النوبه عمق استراتيجى لدارفور وان الاوان لادراك ذلك ... ادراك ان النوبه والفور هما الاقرب الى بعضهما البعض فى هذا الاقليم الشاسع الممتد من حدود النيل الابيض ختى حدود تشاد وليبيا , قهذه الارض هى الوطن التاريخى للنوبه والفور ! .. ومن المفارقات انه بينما يشعر النوبه بعلاقتهم التاريخية بالميدوب القاطنببن فى اقاصى دارفور , لا يدركون العلاقه الاستراتيجية بينهم وبين الفور انفسهم وهذه الامور على الرغم من حساسيتها واهميتها لم تهتم بها نخب الفور او النوبه .. فلو كان النوبه على وعى وادراك تام بحيوية هذه العلاقة لما تم ضرب ثوراتهم من الخلف , فالشاهد فى الامر ان اجهاض تحركات النوبه كان يتم من دارفور فى الغالب الاعم وكذلك ضرب تحركات دارفور كان يتم من عمقهم الاستراتيجى النوبه وهى سياسة الهيمنه التى طل المركز يتبعها منذ الاستغلال للسودان تجاه الاطراف الهامش اذ تم توظيف دارفور لخدمتها لاغراضها على النحو الذى نعلمه جميعا ما ادى فى نهاية المطاف الى ان تؤول امور دارفور الى ما الت ليه .. فعجز النخب وممارستها لتاثير سىء على الجماهير وعدم قدرتها على الرؤية العميقة الواعية واعتقادها ان لديها الحل لمشاكل جبال النوبه تسبب فى مشكلات معفده اذ لم تستطيع هذه النخب النهوض بالادوار التنموية التى ينبغى لها ويجب ان تنظر هذه النخب لنها لم تعدفى المنطقة القوة الوحبده فى هذه العملية الحداثوية . فالصراع لبس ختميا , وانما هو نت! يجه دخول لاعبيين جدد لهم رؤيتهم عبر وجودهم التاريخى فى المنطقه فهذه النخب , عكس تصورها لنفسها , عمليا لا تمتلك الرؤية العميقة او الحل او القدرة عليه .. فقط تجيد توقيع على البيانات واصدارها تايدا ورقض .. صحيح ان جبال النوبه قبل الحماية الدولية كانت فى حالة ماساوية يعلمها كل العالم والان بعد ان تحققت الحماية الدولية ومضت عجلة التمية تحت اشراف هذه الحماية السوال الموضوعى الذى يجابه ابناء جبال النوبه ( ماذا بعد الايقاد يا نوبه ) كما سال الاستاذ طارق فضل المولى عبر هذا المنبر وهل الحماية الدولية هى خاتمه المطاف بالنسبة لهم ؟؟؟؟؟ وكيف يجب ان يستثمروا مناخ الحماية الدولية لتوحيد زؤيتهم وثقافتهم تجاه الموقف الراهن فى المفاوضات والواقع الجبال نوبى ..الحماية الدولية ليست نهاية المطاف وماالات التفاوض تنتظرنا وتساهم فى تحديد الرؤية بشكل خاسم دون توهم عاطفى . وعلى شعب جبال النوبه ان ينهض بمسؤولياته كشعب حقيقى فاعل فى التاريخ يسهم فى صناعة المعنى الاجتماعى العم للحياة فى السودان دون وصاية .... عثمان نواى على القاهره [email protected]
|
|
|
|
|
|