|
مآلات إعتماد الحلول الأمنية في مواجهات الانتفاضات!! بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
|
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم مآلات إعتماد الحلول الأمنية في مواجهات الانتفاضات!! توطئة: قرأت كتاباً مهماً بعنوان "الربيع العربي: التمرد، والثورة، والنظام العالمي الجديد"، الذي قام بتحريره توبي مانهير من قسم السياسة الدولية في صحيفة الجارديان. المهم في نهاية كتابة، خلص إلى أن هناك عوامل مشتركة في ثورات الربيع العربي، تتمثل في أن الحلول الأمنية التي لم تجد نفعا، ولا يمكن أن تستمر لفترة طويلة، وسأعرض للخلاصة التي توصل إليها الكاتب في هامش المقال لنستقي منها العبر على إعتبار أن هذه قراءة لكتاب قد يعكس ذهنية وتفكير الكتاب الغربيين، وهذا ما يمكن أن يعتبر إضاءة تحليلية لما يتوقع حدوثه في المستقبل إن صحت تحليلاتهم!!. المـــتن: من المهم أن نلقي بعض الضوء على رأى إيان بلاك الذي قال: أن تونس تمثل حالة خاصة في الربيع العربي ،بسبب كبر حجم الطبقة الوسطي فيها، والتجانس السكاني، وعدم وجود طموح لدي المؤسسة العسكرية للوصول إلى السلطة. وعلى الرغم من الربط المستمر بين الحالتين المصرية والتونسية ، فإن جوناثان ستيل يري أن النموذج التركي هو الأقرب للنموذج التونسي. فكمال أتاتورك في تركيا، وبورقيبه في تونس قاما بتطبيق سياسات علمانية، تغيرت بعد بوصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا، وتغيرت في تونس بعد فوز حزب النهضة في الانتخابات الأخيرة. وبعدها يتحدث عن إنتقال الثورة من تونس إلى مصر، التي استطاعت أن تسقط مبارك، وإن تجددت التظاهرات بعد رحيله بسبب إصرار المؤسسة العسكرية على البقاء في السلطة. وتحدث جاك شينيكر عن عنف أجهزة الأمن في التعامل مع المتظاهرين بعد القبض على مبارك واحتجازه. وذكرت أهداف سويف أيضا تعرض النساء اللائي شاركن في التظاهرات لاعتداءات من الأمن قبل رحيل مبارك وحتي بعده. غير أن هذه الاعتداءات دفعت المصريين إلى الإصرار على إتمام ثورتهم.
وتحدث عن النموذج الليبي ونقل أراء بعض المحللين ومنهم علاء الأميري وتدخل الناتو في ليبيا، في تقييم هذا التدخل الدولي، فرأى أن الناتو استطاع تحسين صورته أمام شعوب المنطقة، وإزالة المخاوف التي دائما ما أحاطت بالتدخل الدولي لأغراض إنسانيةد. ففي الحالة الليبية، كانت مهمة الحلف محددة، واختصاصاته واضحة، وأعدت استراتيجية فعالة للخروج. غير أن سيوماس ميلن قد طرح رؤية مغايرة لرؤية الأميري. فإذا كان هدف الناتو هو التدخل لحماية المدنيين في ليبيا، فإنه يري أن مهمته قد باءت بالفشل، إذ تضاعف عدد الضحايا عشرات المرات، وتعرض العديد من المدنيين للتعذيب والقتل من قبل ميليشيات المعارضة بمساندة غربية، فضلا عن أن طريقة قتل القذافي تعد جريمة حرب، حتي وإن كانت انتقاما من استبداده. الحاشية: أما عن معضلة الثورة السورية فيظهر أولا في استراتيجية الأسد في التعامل معها. إذ يري براين وايتيكر أن الأحداث التي شهدتها تونس، ومصر، وليبيا دفعت الأسد لتبني استراتيجية واضحة، مفادها أن تقديم أي تنازلات بعد اندلاع الاحتجاجات سينظر إليه كمجرد رد فعل يعكس ضعف النظام، مما سيؤدي إلى ارتفاع سقف المطالب من قبل المتظاهرين، كما أن التعامل الدولي مع الأزمة السورية يمثل أحد أبعاد هذه المعضلة. فيري جورج مونبيوت أن العقوبات الاقتصادية التي تفرض على النظام، وإن كان لها دور في الضغط عليه، إلا أنها تمثل خطرا على الأوضاع الاقتصادية للشعب السوري. ومن ناحية أخري، رأى ديفيد هيرست أن روسيا تقف حائلا أمام تشديد الخناق على النظام السوري حماية لمصالحها الاقتصادية واستثماراتها الهائلة في سوريا، وخوفا من تكرار السيناريو الليبي.
انتقل الربيع العربي إلى اليمن، واستطاع المتظاهرون الضغط على النظام حتي رحيل على عبدالله صالح، وإن كان رحيله لا يعني نجاح الثورة، نتيجة لاستمرار الصراع ما بين الأسرة الحاكمة سابقا والمعارضة والمستقلين للسيطرة على السلطة. ثم قامت* "ثورة اللؤلؤة*" في البحرين، والتي تم إخمادها باستخدام العنف ضد المتظاهرين وتعذيبهم، وإن كانت جذورها والأسباب المؤدية لها لم تزل قائمة كما بدأت العديد من الدول العربية باتخاذ مجموعة من الإجراءات والسياسات بهدف الحيلولة دون حدوث ثورات أو احتجاجات واسعة النطاق، على غرار ما تم في الدول ، الأخرى ،كوعود الحكومة السعودية بتوفير فرص عمل للشباب في الأجهزة الحكومية، والإصلاحات السياسية التي تبناها ملك الأردن لزيادة صلاحيات البرلمان، وقيام ملك المغرب ببعض التعديلات الدستورية. الهامش: خلص الكاتب إلى أن هناك عوامل مشتركة في ثورات الربيع العربي، تتمثل في أن الحلول الأمنية لا تجدي نفعا، ولا يمكن أن تستمر لفترة طويلة، دون أن تصاحبها تنازلات وإصلاحات حقيقية من قبل الأنظمة الحاكمة، وأن بلدان الربيع العربي شهدت صعودا ملحوظا للتيارات الإسلامية*.غير أن شعارات* "الإسلام هو الحل" -حسب الكتاب المشاركين- لن تستطيع وحدها التعامل مع مطالب الشعوب العربية في التنمية الاقتصادية، ومحاربة الأمية والبطالة وغيرهما من المطالب التي قامت هذه الثورات من أجل تحقيقها، ربما يلقي مضمون الكتاب ضمناً بعض الضوء بما جرى في بلادنا في الأسبوعين الماضيين ، لعل القائمين على الأمر يستخلصوا منه بعض الدروس والعبر. يعرض الجزء الأول من الكتاب الأخبار والتعليقات التي كانت تنشر على* "المدونة المباشرة للشرق الأوسط*" الخاصة بالجارديان، لتعطي صورة واضحة عن تطور الأحداث يوما بعد يوم في كافة بلدان الربيع العربي*. أما الجزء الثاني، فيعرض لمختارات مما تم نشره من مقالات وتحليلات في الجارديان والأوبزرفر لكتاب ومحللين ومراسلين خلال عام2011 .. قصاصة: نحن لا نعيش في جزر معزولة عن محيطنا العربي أو نحن بمنأى عن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي أحد أدوات تنفيذه الضغوط الاقتصادية التي تولد الانتفاضات ضد الأنظمة وخاصة ما تسمى بالأنظمة " الممانعة"، ولابد لنا من التفكير بحكمة وروية لأن الخطب العنترية لن تفيدنا إن لم تضرنا بالضرورة ، فقرارات رفع الدعم تعتبر رضوخاً مباشر وغير مباشر لنصائح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تبطن السوء وإن أظهرت الخير !! … كما ويعزى اصحاب هذه النظريه وفي مقدمتهم، بيتر باور، هاري جونسون وغيرهم، الى تجارب التنميه الناجحه لبعض البلدان “تجارب النمور الأربعه” في حين يعزون ظروف التخلف الى عوامل داخليه ترجع الى التدخل الحكومي الواسع في الحياة الأقتصاديه، لذلك يعتقد اصحاب هذه النظريه، ان الحل يكمن في التحول الجاد نحو اقتصاد السوق الحر وأزالة القيود على نشاط القطاع الخاص وترك الأمر لآلية السوق، وعيوب هذه النظريه التي روج لها كتاب عقد الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، يعارضها كتاب جدد يؤسسوا الى ماسميت “النظريه الجديده للنمو” حيث اشاروا الى برامج الأصلاحات الأقتصاديه التي فرضت بصوره مباشره وغير مباشره على البلدان الناميه من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فهي لم تؤدي بالقطع الى تخفيض عبand#1652; المديونيه الخارجيه وزيادة الأستثمار وزيادة معدلات النمو وزيادة الأنتاجيه وتحسين مستويات المعيشه، بل زادت الطين بلة ، حسب وصفات خبراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لمواجهة تحديات التنميه… بل يعتقد هؤلاء بأهمية دور القطاع العام والسياسات الأقتصاديه الحكوميه في تحقيق هذه التنميه، على عكس رواد النظريه الكلاسيكيه الجديده. رغم ان فرضياتها “تستند على فرضيات النظريه الكلاسيكيه الجديده التي تقول ان المشكلات التي تواجه عملية التنميه في البلدان الناميه تعزى الى تخلف في البنى التحتيه والمؤسسيه والفساد المستشري في مفاصل الحكومات!!. وسلامتكم
|
|
|
|
|
|