|
مآسي الحرب - قصة قصيرة بقلم سامخ الشيخ
|
04:58 PM Mar, 19 2015 سودانيز اون لاين samih aldabi- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كان لخميس الذي تعود اصول اسرتهم من احدى قرى جنوب كردفان في جبال النوبة لكنهم استوطنوا العاصمة منذ امد بعيد كغيرهم من سكان البلاد كان عندما يريد ان يلمع حذاءه كان لديه ماسح احذية وحيد كان دائم المرور بالزقاق الذي يوجد به بيتهم في احد احياء العاصمة العريقة اسمه بشير كان بشير طفل نحيل جدا لدرجة انه كان يحمل الصندوق الذي يوجد به ادوات العمل بالكاد . الا انه كان ماهرا في العزف على هذا الصندوق حيث كان يصدر بغطاءات علب البيبسي المثبتة على جانب الصندوق بمهارة نغمة تشبه ايقاع السيرة والدليب بمهارة عالية جدا حيث تسود تلك الايقاعات من حيث هو قادم في الشمال، وهو السبب الذي لفت خميس حتى صار الطفل بشير هو المسئول والمشرف اليومي على تلميع احذية خميس قبل مغادرته للجامعة صباح كل يوم بسبب شغف خميس بموسيقى البلاد وتنوعها ، ذات صباح وبينما هم يشربون شاي الصباح التي تعده والدة خميس مع اللقيمات احب خميس ان يسأل سوأل لبشير طرأ عليه فجأة بشير انت ما قاعد تمشي المدرسة مالك فرد عليه وهو منهمك في مسح وتلميع الحذاء لاني لا استطيع دفع رسوم التعليم في العاصمة وبعد ان قامت الحرب في الشمال انضم اخي وابي للثوار الصحراء هناك وصرنا نعاني من قصف الانتنوف التي ترمي براميل المتفجرات لقمع المقاومين الا انها لا تفرق بين مقاوم او غيره من الاشياء فدمرت اراضينا و سواقينا و نخلاتنا و زرعنا و اغنامنا و نزحنا للعاصمة التي ليس لدينا بها معرفة او اقرباء ولذلك وجب علينا العمل لنعيش بالرزق الحلال اخي الاكبر يعمل في مجال غسيل العربات واختي الوسطى في مجال العمالة المنزلية ووالدتي استغلت مهارتها في عواسة الكسرة باليومية والابري في موسم ما قبل رمضان واختي الصغرى وتوامها يدرسان في الاساس وسنعمل على ان يواصلوا تعليمهم سمع خميس كلام بشير وهو ياسوا لما صار اليه الحال في الشمال من ماسي الحرب والتي لا يعلم عن افرازتها وماسيها سكان العاصمة خصوصا ان ما يعرض في التلفزيون من جمال ونظافة وتمدن وتحضر لا يوحي بعكس ذلك . فتح خميس عيناه ووجد والدته تعد طعام من اوراق الشجر القريبة من الكركور الذي يعيشون فيه وكانها احست بانه قد صحى من غفوته وتمنت ساعتها ان يسكن الطيران الحربي مدة اطول حتى يستطيعوا ان يغفوا بامان
سامخ الشيخ
-- Samih Elsheikh
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- الانقاذ شيزوفرينيا الخطاب السياسي التحدث بلسانين 3-3 بقلم samih aldabi 02-15-15, 06:23 PM, samih aldabi
- الانقاذ شيزوفرينيا الخطاب السياسي التحدث بلسانين 2-3 بقلم Samih Elsheikh 02-01-15, 10:03 PM, samih aldabi
- الانقاذ شيزوفرينيا الخطاب السياسي التحدث بلسانين 1-3 بقلم samih aldabi 01-25-15, 01:34 AM, samih aldabi
- الجيش والجيش الموازي بقلم samih aldabi 01-20-15, 01:28 AM, samih aldabi
- انشطة معادية للدولة|samih aldabi 10-12-14, 03:48 PM, samih aldabi
- طال السفر /قصيدة/samih aldabi 08-22-14, 03:49 AM, samih aldabi
- ابراهيم الشيخ في الفؤاد ترعاك العناية/samih aldabi 08-17-14, 04:23 PM, samih aldabi
- مجاعة سنة ستة الجديدة/samih aldabi 08-15-14, 03:32 AM, samih aldabi
- اغاني وأغاني من الامس ونجوم الغد واليوم/samih aldabi 07-26-14, 08:40 AM, samih aldabi
- حاكموهم بالشريعة ان كنتم صادقين/samih aldabi 07-10-14, 10:00 AM, samih aldabi
- رحمات- قصيدة/samih aldabi 07-09-14, 08:18 AM, samih aldabi
- متى يصل السودان كأس العالم/samih aldabi 07-07-14, 10:13 PM, samih aldabi
- سياط الشريعة والسطو المصلح 06-15-14, 01:49 PM, samih aldabi
- شظايا من الوجدان / قصيدة 05-14-14, 00:27 AM, samih aldabi
- شبابيك الحبيب 04-05-14, 03:38 PM, samih aldabi
- مخربون ولكن/samih aldabi 03-29-14, 04:27 AM, samih aldabi
- قصتي مع هيبة الدولة/samih aldabi 03-04-14, 05:52 AM, samih aldabi
- النقاذ ونشر ثقافة العنف والاحباط/samih aldabi 03-01-14, 06:48 AM, samih aldabi
- خطاب من الشعب المنسي/samih aldabi 02-07-14, 03:09 PM, samih aldabi
|
|
|
|
|
|