إهداء الى استاذنا القاص والكاتب والصديق: حسن الجزولي.
والى الأصدقاء سوداني وعبدالرازق وكل الاعزاء الذين أسعدونني كثيرا بمرورهم وتعليقاتهم الواعية التي أتعلّم منها الكثير.وأستميحكم العفو أن لم تمكننا زحمة الدنيا من الرد عليكم.
يوم أول جمعة بعد تعيينه في الشرطة الشعبية، ظهر فارس في المسيد متأخرا، كان واضحا أنه لم ينم طوال الليل فقضى نهار الجمعة كله نائما.
بادره سليمان الأعرج: يا زول وينك ما حضرت صلاة الجمعة؟ بعدين كيف تنوم بالنهار ولا يوم الجمعة مافي شغل لأنّ الحرامية برضه عندهم عطلة!؟
لم يرد فارس إستلقى بملابسه الرسمية وعيونه الحمراء من سهرة الأمس بجانبهم على حصير السعف.
قال سليمان:اها انشاء الله صادرت ليك تور عشان نعمل الكرامة!
علّق حاج سعيد: الكرامة احسن وكت يجيب الوزارة!
قال سليمان الأعرج وهو يضرب كفيه ببعضهما بعد أن أنهى لف سيجارة القمشة ووضعها دون أن يشعلها في زاوية فمه: انا خايف يعملوه وزير بدون حقيبة!!
الحقيبة في، بس كيف كراعنا تدخل! ثم إكتسى وجهه بجدية جنرال يلقي بيان إنقلابه الأول، قبل أن يعلن: والله أمس كان عندنا شغل كتير!
قال صلاح الجاز: خير إنشاء الله قبضت ليك حرامي من الحرامية المالين البلد، بعدين مافي اسهل من قبض الحرامي اليومين ديل، اي دقن حايمة تقبضه تلقاه سارق ليه حاجة، يا واطة يا مال سايب.!
رد فارس بسرعة:والواطة كمان حيكون شايلها معاه في جيبه يعني! أمس قبضنا ناس متلبسين! صمت قليلا ونظر في وجوههم كأنه يريد رؤية رد فعلهم على كلامه:
قبضنا لينا بت جات السوق لابسة منطلون!
طيب في الحالة دي مفروض تقول قبضنا ناس قالعين، مش متلبسين!
قال حاج النور: الله أكبر والله كدة قربتو تحررو القدس!
مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة يا حاج واهو شوية شوية.
قال حاج النور: قبل سنين في واحدة من انتخابات الكيزان المزورة لقيت في عربية مرشح الحكومة عاملين يافطة كبيرة مكتوب فيها:
صوّت لمرشح المؤتمر الوطني من أجل تحرير القدس!
أنا قلت يا ربي مرشحهم دة نازل ضد شارون ولا شنو!
والحكمة القدس دايرين يحرروها بناس ما عندهم هم غير السرقة والعرس، والله الكيزان ديل لو بس شربوا الخمرة كان إبليس إغترب!
قال سليمان الأعرج:القال ليك ما قعد يسكروا مين، ما هو قدامك منسق الشرطة الشعبية قاعد بجركانته، وكت جركانته تخلص يمشى يهاجم بيوت العرقي ويصادر المعروضات يجي هنا يشربها!
قال فارس :ما نحن كمان لازم نطبق الشرع يا اخوان.
ضحك شيخ النور وقال: والشرع بس قال ليك خلي الحرامية الكبار السرقوا البلد حايمين في حراستك وتمشي تقبض ليك بت عشان لابسة منطلون!
ضحك شيخ النور وقال: الحرامي البيسرق مال المساكين هو اللي بيشجع الناس تسرق او تنحرف، لأن زول اولاده جعانين وعيانين ما بيفكر في قيم واخلاق، انت جوعت الناس وسرقت حقوقهم وعارف ان اخلاقهم حتنتهي لكن انت قاصد كدة! لأن الناس دي لو اتمسكت باخلاقها وقيمها ما بتخلي ناقص زيك يحكمنا قريب ربع قرن!
علّق حاج سعيد: الشباب ديل في الاول علّمهم، وعالجهم وساعدهم يلقوا شغل. بعدين شوف ليهم موضوع الفتنة دة!
هسع البت دي بتحاكمها بشنو يعني، عملت ايه؟
البت دي بنحاكمها بقانون النظام العام، الزي الفاضح! وكمان قبضنا شوية أولاد كانوا واقفين معاها.
وديل تهمتهم شنو؟
الشروع في الزنا!
الشرع منو؟ في زول شفتوه ملص سرواله مثلا ومشى عليها؟
كل الناس الشافوها متبرجة، وعاينوا في جسمها يعتبروا زنوا بعيونهم!
قال حاج سعيد: يعني نقلع عيونا نخليهم في البيت قبل ما نمشي السوق ولا كيف؟
قال سليمان الأعرج: بعيونك تقول لي تعال وتعال .. بقليبك تقول لي لا مافي مجال!!!
ضحك شيخ النور وقال: الغنية دي ذاتها مفروض تمنعوها لأن فيها برضو شروع في الزنا!
كيف؟
ما كلام واضح بعيونك تقول لي تعال، دة معناه شنو، بقليبك تقول لي لا ما في مجال، يعني الزول دة ضمنا بيعترف ان البت ما بتحبه، لكن بعد دة دايرها تجي، المعنى واضح شروع في الزنا.
ضحك فارس وقال: الغنا دة نبعد منه هسع لأن بيدخلنا في مشاكل نحن هسع ما فاضين ليها، نخلص من موضوع التمكين والباقي هين!.
قال سليمان الاعرج: بالعكس الفنانين الما مشوا معاكم في المؤتمر الوطني واخدوا رتب في الأمن زي فرفور، بتطاردوهم كل يوم، وتنطوا عليهم في البيوت، وشايلين معاكم العرقي تقولو لقيناه عنده، تاني يوم تجيبوهم تجلدوهم قدام الناس عشان صورتهم تتهز قدام المعجبين، لكن الحكمة شعبيتهم تزيد لأن الناس فاهمة اساليبكم انتم بس القايلين نفسكم شطار. بتخافوا بالذات من الشباب لأن فشلتم تقدموا ليهم حاجة وطاردتوهم في رزقهم وحتى في ارواحهم رسلتوهم يموتوا نيابة عنكم في الجنوب عشان انتوا تقعدوا في الحكم.
واصل فارس كلامه كأن أحدا لم يتكلم:الاسبوع الفات مشينا حفلة مع ناس النظام العام، قالو الفنان سكران ننزله نجلده، قلت ليهم أصبروا شوية، مشيت بشّرت في الفنان شميت ريحته، عرقي نضيف زي دة عمري ما شربته، لو في زول جنبه ولّع سيجارة كان الفنّان إنفجر، دة فعلا فنّان ذرّي! !
وعملت شنو صادرت الفنّان و المعروضات برضه؟
لأ، قلت للفنان ألحقني بكاس من العرقي النضيف دة يا تنزل تتجلد، في داخل الاغنية نادى واحد واقف وراه، جاب لي كاس، شربته وقلت ليه غني ساي إنت في حماية الحكومة. بس مرة مرة غني لينا للحكومة عشان تحلل حق حراستنا ليك!! قال لي ما عندك مشكلة داير شنان ولا قيقم؟. قلت ليه في اضانه حلفتك كان توريني العرقي دة من وين، يغني ويوصّف لي في محل العرقي وانا واقف أبشّر! والعساكر المعاي يكوركوا الله أكبر! وكت الاغنية خلصت لميت العساكر ووقفنا بي ورا، جابوا لينا العشا وأكرمونا! ولأن انا المنسّق عاملوني معاملة خاصة اتعشيت مع الفنانين وسكرت مع العريس! والحقيقة العشاء كان تمام والعرقي نضيف، أخدت لي غمدة جنب العريس، لغاية ما سمعت كركبة النسوان، ساعة الدخلة. مرقت لميت العساكر ورجعنا!
وأها انشاء الله عرفت محل العرقي وين؟
أيوة بكرة يمكن نمشي نعمل عليهم كشة! لكن بتوصى بيهم، بنصادر النص ونخلي الباقي، لأن الزي ديل لو حالهم وقف، نحن كمان حالنا يقيف ونرجع عرقي العيش!
ضحك سليمان وقال: والله خلي بالك شغلتك دي شغلة سمحة، تسكر وتتعشى وتبتهج مجان وكمان نايم في أوضة العريس!.
والله الصيف موسم سمح الاعراس كتيرة خاصة المغتربين رجعوا اليومين ديل!
قال سليمان الأعرج: طبعا العرس اليومين ديل يا مغترب يا كوز. واها وتاني عملت شنو؟
قبضنا لينا زول في السوق لابس نقاب وقاعد وسط النسوان!
وعرفتوه راجل كيف؟
واحد من ناس الشرطة شك فيه وجاني مشينا سقناه وديناه دكان فاضي في السوق ودخلنا معاه مرة كشفت عليه!
وطلع شنو؟
طلع مرة! بس هي بتشبه الرجال ، جسمها ناشف، وعندها شنب خفيف!
بالله يا اخوان في مسخرة في الدنيا اكتر من كدة وهسع المرة دي دفعتوا ليها تعويض ولا عملتوا شنو ؟
ندفع ليها تعويض ليه؟
على الاحراج السببتوه ليها والفضيحة قدام الناس!
فضيحة في شنو نحن ما قبضناها في شروع ولا حاجة!
قال حاج سعيد بعد فترة صمت. يا اخوان الناس دي جنت والا إيه. يا أخوانا الحكومة البنعرفها شغلها حماية الناس وراحتهم، هل معقول البيحصل في البلد دي؟ ناس تذلنا ليل نهار بحقنا كمان. قلعوا حقوق الناس، لا تعليم لا علاج، باعوا البلد كلها وكبوا القروش في جيوبهم، بترول راح وين ما معروف وبعد دة يذلوا فوقنا ليل ونهار. ودة عاملنو كلب يحرسهم، عينه في الحرامي وينبح فوق المساكين!
خيّم صمت طويل،
اها يا اخوانا كرامة الوظيفة الجديدة متين ؟
قال شيخ النور: كرامة ايه انت زول #################### ساكت، حايم تفتش في هدوم النسوان دة مرة ودة راجل!
عموما انا كنت عارف انتوا ما حتبقوا قدر كلامكم، عشان كدة اتصرفت.
عملت شنو؟
حسين الأعور الجزّار لقيته يبيع برة التسعيرة، ورابط ليه ضنب خروف في تيس! أديته تحذير قلت ليه المرة دي مافي مشكلة لكن المرة الجاية الحراسة. أداني اتنين كيلو نضيف من تحت التربيزة هدية، بعد السوق مشينا ورا زول بتاع عرقي بالدس لغاية ما لقيناه دخل ليه غابة مسكيت، إنتظرناه لغاية دفن العرقي ومرق. مشينا بوراه لقيناه جاري وراه غصن شوك عشان يخفي الأثر، لكن على مين. فتشنا المحل لقيناه قعد في ركن إتبول، حفرنا مكان البول ومرقنا الجركان الكبير، وصادرنا المعروضات!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة