أولاً أتقدم بالشكر للممثل السينمائي العالمي جورج كلوني باهتمامه بأمر السودان جنوبا وشمالا وكل من يهمه أمر القرن الأفريقي بصوره عامه والسيد كلوني يشكر علي مجهوده ونشاطه وليس هذا بجديد علي السينمائي والناشط السياسي ورسول السلام للأمم المتحدة لعام 2008 قد يكون علي حق فيما سرد عن قضايا الفساد في الجنوب ولكن للأسف لم يأت بجديد وفساد الحكومات بات شيئا أكثر من عادي لا تستعجب الأذان عند السماع عنه وهو لا يقتصر علي السودان شمالاً وجنوبا بل كل القرن الأفريقي وحتي دول العالم الأول فلماذا تسليط الأضواء علي سلفاكير وحكومته وهو ليس أولهم ولا آخرهم؟ أم تريدون تطبيق العدالة علي ضعفاء القوم فقط علما بان اكبر دول العالم الأول تعاني من فساد داخلي تحت الطاولة ام أنه اليوم إذا سرق القوي تركتموه واذا سرق فيهم الضعيف أقمتم عليه الحد؟ بما انكم ولدتم وترعرتم في الدول الأولي ألا تتفقون معي أن الفساد عالمي وليس إفريقي الصنع فقط؟ نشاطكم ومجهودكم في جنوب السودان تشكرون عليه بكل صراحه ونتمني ان تمتد أياديكم البيضاء لمعالجة الوجه الاخر للفساد في أمريكا : الاضطهاد الذي يتعرض له الزنوج الأمريكان خاصه من قبل البوليس الأمريكي الذى يصل إلي حد القتل ألا ترون أن ما يمارسه البوليس الأمريكي في حق الزنوج الأمريكان يعتبر وجه من أوجه التسلط الحكومى الرسمى لأنه جزء منها فلماذا لا يقدم للمحاكمة والمساءلة وهو يمارس نوع من أنواع الفساد أيضاً؟ بما أننا نتوسم فيكم خيرا أرجو أن لا تبخلوعلينا بكرمكم الدفاق وتعتنوا بالقضايا الامريكيه التي هي فى أمس الحاجه لكم وتسليط الأضواء على ظلم الزنوج الأمريكان الذين يعانون من عنف البوليس المفرط فأتمنى أن يكون إهتمامكم بنفس المستوى الذي حظيت به قضايا الفساد في جوبا و أن تقوموا بنفس العمل من ترصد وترقب لاختراقات البوليس الأمريكي واضطهاده وقتله للزنوج الأمريكان كما أطلب من المعنيين فى منظمات العون الإنسانى أن يلتفتوا لضحايا عنف البوليس الأمريكى و بما أنكم متخصصين في تقديم تقارير الفساد بكل مهنيه أرجو أن لا تنسوا سجون الشريف الامريكيه التي باتت حديث المجالس في أوربا والعالم بأجمعه بما تمثله من ظلم و فساد وإضطهاد لا يوصف فى حق الانسانيه وإستهداف المهاجرين من الأصول المكسيكية وأمريكا اللاتينيه ، وغيرهم من المهاجرين حيث يتم اضطهادهم وإستعبادهم بصورة تصل لدرجة الموت فى سجون الشريف الأمريكية حتى صارت حديث الميديا الأوربيه فأرجو من شخصكم الرفيع وانسياتكم الفياضه عدم نسيانهم فى السعى من أجل تحقيق العدالة . ثانياً حديثكم يتركز علي فساد حكومه الجنوب، وحاله المدنيين بينما العديد من الدول الأفريقية تعاني من فساد حكومي أكثر من الجنوب ولكن شعوبها تعيش في حاله أحسن منه مائه مره !!! لماذا لم تتطرق الي الوجه الثاني لمأساة الجنوب؟ هل سلفاكير وحده المسؤول عن مأساة الجنوب؟ أليس لحكومتكم أيضاً ضلع في الموضوع؟ هل يا تري الهدف من مثل هذه الحملات الإعلامية هي إزاله المسؤولية عن عاتق أمريكا وتحميلها لسلفا؟ أنا من السودانيين الذين حزنوا وفرحوا في نفس الوقت لإنفصال الجنوب ، حزنت لحبي الصادق لاخواني من الجنوب ولانهم هم أساس السودان وهم أصالة السودان أولا وأخيرا وفرحت في نفس الوقت لأنهم نالوا حريتهم التي ظلوا يقاتلوا من أجلها أكثر من خمسين سنه ولأني اعشق الحريه وأكره الظلم والقيود فأري أن من حقهم الإنفصال إن لم يجدوا المواطنة التي يحلمون بها في الشمال ، ولكن استعحب لأمر أمريكا التي كانت هي العقل المدبر والقائد للانفصال بعد أن تم ذلك لماذا تنصلت من مسؤوليتها تجاه الجنوب؟ حتي وإن لم يكن سلفا فاسدا سيصعب عليه وعلي أي رئيس أخر إداره بلد وليد كالجنوب بكل مشاكله المتلتله ، لان سلفا أولا وأخيراً ليس بالسيوبرمان ولا يملك عصا سحريه لكي يأتي بالمعجزات أو يخلق من الفسيخ شربات كمايقول المثل الشعبي ، الكل يعلم بان شعب الجنوب من قبل عهد سلفا يعاني من الصراعات القبلية بين الدينكا والشلك وغيرها من القبائل، إضافه إلي أن دوله الجنوب حديثه الولادة لا تملك بنى تحتيه وتفتقد الي أبسط المقومات الأساسية، ليس لديها إمكانات أو مستشفيات أو مدراس وليس هنالك كوادر بشرية مهنيه والأغلبية من أبناء الشعب الجنوبي المثقفة مهاجرة ومتمركزة في أمريكا وغيرها من البلدان الاخري، والجنوب كان عباره عن غابة يسكنه أناس طيبون لايعرفون عن الحداثة او التكنلوجيا او العالم الخارجي شيئا لانهم انعزلوا عنه طيلة حياتهم من غير إرادتهم وعاشوا في الظلام، أنا مع الجنوبيين في حقهم الطبيعي في الانفصال ونيل الحريه ولكن لست مع اللعب بعقولهم فالعالم الخارجي بصفة خاصة كان هو الدعم والسند والعضد من أجل الإنفصال والوقوف مع هذه الدوله ومساندتها وتوفير كل إحتياجياتها الي أن تقف علي رجليها، ولكن مايحدث الآن شئ مؤسف المتفرجون اليوم هم أصدقاء الأمس الذين لهم أجندتهم الخاصة ، ومحاولة إيجاد المبررات لملأ الجنوب بقواتهم معللين ذلك بحفظ الأمن والسلام الأمر الذى يدعوا للريبه و الشكو، وأن الذى يجرى ما هو إلا وجه من وجوه الاستعمار المجمل والمغطي أكثر من السلام، وتسليط الأضواء علي سلفاكير والتطاول عليه وعدم احترامه كرئيس فيه تقليل من شأن الجنوبيين والافارقه بصوره عامه وشبيه بالسناريو العراقى ، وأرجو ان لا يكون هذا بدايه تمهيديه للاستعمارالحديث فى جوبا او خطة الهدف منها تخويف سلفا وإرهابه بكيل سيل من الاتهامات إليه ثم تهديده بمحكمة الجنايات الدولية وابتزازه كما يفعل مع حكومه الشمال من اجل تحقيق أهداف خارجيه . أرجو من صميم قلبي ان لا يكون هذا هو الهدف من وراء هذه الحملات الإعلاميه والاضواء المسلطه علي الجنوب، وأن أراد العالم الخارجي مساعده الجنوب فليعلم ان مايحتاجه الجنوب هو حريته واستقلاله لا يريد قمعا اسلاميا من الشمال ولا نهبا لثرواته بواسطة أمريكا او غيره . هذا الشعب الذي ظل يقاتل أكثر من خمسين عاما سوف يري النور يوماً، فمنا أراد به خيرا فليساعده دون التدخل في سياسته الداخليه ودون الطمع في موارده او إستغلال ثرواته أما المكر السئ فلا يحيق إلا بأهله وأن الحق يعلو ولا يعلى عليه . عبير المجمر (سويكت) 2016/10/01
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة