|
لن ننساك يا أفكار تاج السر عادل عثمان عوض جبريل لندن ايسلنجتون
|
[email protected]
كخشية الازاهير من غيث ايار الرقيق آلمتني فجيعة موتك ، ولم اشفى منها ابداً.
جي . كي.أف. فيرموس بونينك
(1)
أيامنا خطى تموت على محطات السراب رائحة الموت تغطي المكان فوق جفون النجوم المرتخية وفوق أطراف الشجر كل شيء دامع... كل طريق كل غرغرة للشهادة حتى أشجار الصنوبر في طرقات ال########ة رمتها سنابك العدم وقع خطى الحانوتي اللاهثة تخيط أكفانًا للشمس وضفتي القمر الذي يدندن باكيًا ……………….. الريح تشهق تسبقها غمغمات غامضات وصوت يتيم حزين تبلله الدموع يركض في الطرقات يهتف مثل زخات المطر أيها الأحباب قد آن الرحيل أيها الأحباب قد آن الرحيل
(2) حدّثيني يا أفكار
حدّثيني يا أفكار كيف لا تدمع نسمات الليل في أعلى الرجاف ولا تصهل رعودك الاستوائية تحت الاماتونج فتنهمر غيوم سماواتك معان ... كلمات ودموع كيف لا تبكيك قافية القصيدة وأنت تودّعينها .... كالدرويش تختفين داخل أسرار بحرك القديم تصرخ الحروف في صمت الليل تحدّق في طيفك المسافر للبعيد
(3)
افكار تاج السر ..... سادتي ... اديبة وتشكيلية رائعه ... التقيناها انا واخوتي ..محمد وعوض في العالم الاسفيري والمنتديات الثقافية وبالاخص منتدي عكس الريح ..فكانت خير الرفيقة والشقيقه للاخوة جبريل في المشوار الادبي و الانساني العريض ...لقد تعلمنا منها الكثير وكان لي الشرف ان التقيها للمرة الاولي والاخيرة في ديسمبر 2013 بمدينة بورتسودان اثناء زيارتي الاكاديميه لجامعة البحر الاحمر واكرمتني هي وشقيقتها واسرة الجامعة . سادتي .. كيف لا تكون افكار انسانة عظيمة وهي تنتمي لتلك الشجرة( الطيبيه الصالحية ) الطيبة . فخالها هو اديبنا العالمي الطيب صالح وشقيقها هو الروائي الكبير د.امير تاج السر ...
(4) شقيقتي افكار .. هل كان شاعر الدهليز توفيق صالح جبريل يعنيك عندما انشد وقال ..
خلق سما أضفى عليها روعة ** أخفى تألق خلقها الفنان
صوغوا لها رمز التحرر طائرا ** بين الخمائل من يدي فنان
بالورد والريحان حفوا قبرها ** مستظللاً بشقائق النعمان
وضعوا تجاه جبنيها الأكليل مزدانا ** بزهر النرجس الوسنان
قد كان وجهك حين موتك مشرقاً ** وعليه مسحة هدأة وأمان
فعلها البشرى بأنك برة ** للخلد مقبلة لنيل أماني
أمل أطل الجيل يرقب ضوءه ** فأبنت بين دقائق وثواني
فصلوا مداها بالصلات بذكرها ** بالبر بالاحسان للإنسان
(5) الي متي يا سيادة الحزن
أفكار تاج السر
المطر المِلْحي لا يزال ضيفا على شرفات المساء والريح من حولي لا تزال تكسر الأشياء ثم.. الحزن في محرابي لا يزال يصلي ويستدعي كإله الريح زوبعة سوداء فمتى؟ ينتهي هذا الحزن الهمجي .. من صنع الفوضى ؟!
أنا!! لم اعد تلك التي .. تتقن الاختباء جيدا من أمام أعين المرآة ولا تلك التي .. تتحايل على إحساسها باللامبالاة لا أريد أن أضحك في وجه الكلمات القاسية أو أن أجيد ترميم العبارات الذابلة لا أريد لبعض أفراحي أن تتمازج مع بعض أحزاني لا أريد لا أريد أن تملكني ذكرى حتى تصبح وسواس قهري أريد لذاتي أن تتخلص من شوائب ذاتي ومن نقائص ذاتي أنها ثورة تجتاح كياني فمتى لا تسقط أحلامي الواحدة .. تلو الأخرى .. صرعى على أرض جليدية؟
ومتى يقلع الحزن عن ممارساته السادية؟ تأخذه الرغبة السقيمة حتى ذروة الابتهاج فلماذا لا يكون الابتهاج عادلا ورحيما ؟ ولماذا لا يكون سوى بتوقيع السياط على جسد الحقيقة؟ وعلى جسد الذكرى؟ وعلى جسد اللحظة؟ وما الحقيقة غير بعض من ترهات السراب وما اللحظة غير طيف وما الطيف سوى حنين يولد في الغياب ولماذا لا يكون الابتهاج سوى بتوقيع القساوة على ورق الحنين؟ أيمكن أن تكون سطوة الاستعباد والتملك في ذاته هي أقوى دوافعه؟ أيمكن أن يكون فراري وهمي في أبعاده؟! أهرب من نظرة التشفي والانتصار في عينيه ودون أن أدري !! أعود راكعة ومسلمة إحساسي لدائرة نفوذه
فمتى ينتهي هذا الحزن الأخرق من بعثرت أوراقي؟ أنها أوراق قديمة .. معتقة الروائح كتلك الروائح التي تخرج من باطن السراديب المغلقة أنها صفحات قديمة قد طمست بعض من كلماتها وأحرفها فكيف لتلك الجمل المبتورة الأطراف أن تقف على قدميها؟! وكيف لتلك الصفحات الشاحبة والتي يتراقص شحوبها على ضوء قنديل هزيل أن تحتفظ بشيء من البريق؟! وهي تبدو بهياكل متآكلة؟ وذوات منافقة؟ وبدايات ضآلة الطريق؟ ونهايات متهالكة على رماد الحريق؟
أن كل شيء في أوراقي يدعو للدهشة!! فتلك البدايات التي وصلت حتى قمة البهجة .. ثم انحدرت إلى أسفل هوة الأسى تدعو للدهشة!! وتلك النهايات التي انتحرت على حافة نهر .. قد بدأ يشيخ تدعو للدهشة!!
أفكار تاج السر
(6)
سادتي ..الذكري هي العمر الحقيقي للانسان وستظل ذكري افكار خالده لدي الكثيرين من اهلها ومعارفها ..... ولكي نوفيها حقها نلتمس منهم جميعا و بالتنسيق مع اسرتها ....ومنتدي عكس الريح والاخوة جبريل.... ان نجمع ارثها الفني والادبي وننشره صدقه جاريه لروحها الطاهرة ... تماما كتجربة الشاعرة غيداء ابو صالح والتي نشر ديوانها في طبعتين .الاولي من دار ميريت بالقاهرة والثانية من دار الغاوون ببيروت. الا رحم الله شقيقتي افكار واسكنها جنة النعيم والهم اسرتها ومعارفها الصبر والسلوان ..انا لله وانا اليه لراجعون .
لندن 2014-01-01
|
|
|
|
|
|