|
لنتجرَد ونجرِد يجب الجرد/عباس خضر
|
لنتجرد : من ذاك الذي قاله عثمان والذي يجعل الغضب الفائر يملأ المكان والزمان ويسود الفِكر ويتحكم في العقل وتصرف الإنسان ، وننسى الظٌلم والغٌبن الكائن والذي كان وننفض نمسح كل ما علق من أدرانهم في الصدور ونزيل غابات ذرات الألم والكمد والحنق والحسرة والضغائن والأحقاد الشائكة المعوشبة مختلطة بأغشية عقول وصدور وبطون الشعب الفضل على هؤلاء القتلة والظالمين والفاسدين والمتكبرين والمتحللين المرائين الشوفونيين لنحاول أن نصبح ملائكة أنقياء أصفياء أتقياء ساجدين عابدين حامدين شاكرين ويرتدي الشعب قميص عثمان الطفولي البريء.
فكيف يا ترى يمكن إزالة غشاء اللعنة التي إستفحلت على مدى ربع قرن لدى الشعب الممكون!؟
نجرِدهم: وحتى نستطيع أن نصل لبعض من كل ذلكم الطٌهر والضياء والبهاء ولو قليل جداً منه وخلع البذور النتنة المحورة من ارض السودان ونتجرد من نية الإنتقام ومن قميص عثمان أو حتى يعيد الشعب بعض من طبائعه النبيلة السابقة التي حطموها وأزالوها وكنسوها بفعائلهم الشيطانية المتراكمة في ربع قرن يجب علينا قبل التجرد، الجرد والحساب ونجرِدهم.
نجردهم من غلالة الدين وغطاءهم الشفاف الذي كانوا يتحجبون خلفه ويتدثرون به ويتشرنقون داخل بريقه ويثشبثون ويحتمون من ورائه حتى ضعضعوه ومزقوه إربا ولم يبق في وجوههم مزعة لحم فنعريهم أيضا من نتفه وبقاياه حتى نجرِدهم مما هم فيه وما عندهم وما أخذوه وسلبوه دون وجه حق ورد المظالم والحقوق لأصحابها والأمانات لأهلها والعفو كما هو معلوم عند المقدرة فيجب أن يتم الآتي:
*محاكمة مجرمي الحرب ومشعليها في الجنوب ودارفور وج. كردفان والنيل الأزرق.
• محاكمة مجرمي مجازرالفصل والتشريد للصالح العام وتعويض كل المفصولين لكل هذه السنين من أعمارهم وحسب سنين وحالة كل منهم على حِدة. • • تشكيل محاكم عدالة ضخمة بقوة قضاتها وإستقلاليتهم التي ترعب المجرمين الظالمين الفاسدين. • فهم مازالوا يكابرون ويتبجحون ويعتبرون دون حياء إنهم عوضوا المظلومين في الحروب والفصل التعسفي والتشريد.
وهكذا فبعد تسوية ميزان الحساب ونهوض القانون قوياً معافى وتجديد الوطن والمواطن بتجريده من الكيزان وكل ملوثاتهم، وبعد إقتران هذا الهلال الثوري الخصيب مع بسط أشعة شمس الحرية وضياء العدالة وقوة القانون يمكن أن يتجرد الشعب وينتفض من معاطن الذل والإهانة وهدر الكرامة ويستنشق نسيم العافية وعبير الحرية ونقاء الوطنية ويحق له بعد أن ينال كافة حقوقه الإنسانية ويمتلك زمام وطنه وأرضه أن يقول لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء المجردين فيكون الشعب والوطن قد تجرد من . الضغائن والغضب والحزن الدفين وكل أذى وملوثات الكيزان وهذا الزمن الحزين.
|
|
|
|
|
|