:: على عكس ما حدث بتاريخ (27 نوفمبر الماضي)، فان حركة المارة والسيارة بشوارع وأسواق الخرطوم - يوم أمس - كانت ( كما هي)، أي بذات زحام أيام العمل ..وكذلك نسب النشاط بالمدارس والجامعات وغيرها من المرافق العامة بالخرطوم، كانت ( كما هي).. وهذا يعني أن العصيان المدني لم ينجح - هذه المرة - إلا في بعض وسائل التواصل الإلكترونية ..هكذا الحقيقة التي يجب عدم التهرب بالمكابرة والنكران، أو كما فعلت الحكومة سابقاً .. وعليه، يبقى السؤال المهم: ما هي أسباب الفشل ..؟؟ :: يخطئ المؤتمر الوطني لو ظن أن رضى الشعب عنه من أسباب فشل العصيان ..فالمؤتمر الوطني - من حيث الجماهير والتأثير - لم يعد يختلف عن الاتحاد الإشتراكي سابقاً، وهكذا وصفه الرئيس ذات عام ..وخير للرئيس أن يتحرر من هذا الحزب و يراهن على الشعب وجيشه في أي إصلاح أو تغيير مرتقب..وما حدث بولاية الجزيرة - في خضم الدعوة للعصيان - خير شاهد على ذلك .. فالحشود التي تجاهلت دعوات العصيان واستقبلت الرئيس في القرى والمدائن لم تكن عضوية المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية، بل كانت الحشود من العامة المنحازة لمشاريع بلادها، وهي من تستحق الرهان عليها..!! :: والمهم، تعليقاً على ما حدث بتاريخ (27 نوفمبر الماضي)، كتبت ما يلي نصاً : (الدرس الأكبر هو أن الجيل الصانع لهذا الحدث لم يعد ينتظر حزباً أو حركة أو صحافة ليكون (تابعاً وإمعة)، كما الأجيال السابقة، بل هو متمرد على طريقته الخاصة والفريدة..وهذا التمرد المتفرد هو ما يطمئن مستقبل البلاد بأن التغيير - بالحرب أو بالسلم - ليس محض تغيير شخوص بشخوص ولا تغيير أحزاب بأحزاب، بل هو تغيير مفاهيم بالية ومعانٍ كاذبة بأخرى حديثة وصادقة)..!! :: وعليه، فأن من صنع نجاح العصيان الماضي لم يكن حزباً سياسياً ولا حركة مسلحة، بل كانوا بعضاً من العامة (غير المتحزبة) .. ولكن منذ أسابيع، تسابقت قوى المعارضة والحركات المسلحة - عبر بياناتها وتصريحات قادتها - لتبني ورعاية عصيان البارحة..و كان هذا التسابق كافياً لإفشال العصيان، بل هو السبب الأساسي لفشل العصيان ..فالحقيقة التي بطعم الحنظل هي أن السواد الأعظم من الشباب لا يثق في أجندة أحزاب المعارضة و لا يحبذ عنف الحركات المسلحة، ولذلك لم يعد تابعاً لدعوة حزب أو بيان حركة ولا ملبياً للنداءات..!! :: ثم تعليقاً على عصيان (27 نوفمبر الماضي)، كتبت ما يلي نصاً : ( تفاجأت الحكومة بحجم حزبها، و بكذب التقارير التي ظلت تُجمل تضخم الأقزام وتحجب الحقائق..فالشوارع والأسواق التي بدت كالمهجورة في بداية أيام العمل كشفت أن عضوية الحزب الحاكم هي ليست العضوية المضخمة شعاراً)..وما أشبه الليلة بالبارحة .. أحزاب المعارضة والحركات أيضاً بذات حجم المؤتمر الوطني من حيث التأثير على الشارع، بدليل عدم إستجابة الشارع لدعوة العصيان، وربما الدعوة كانت من محفزات الخروج إلى العمل .. لقد فشل العصيان - بغير جهد الحزب الحاكم - لتبني أحزاب المعارضة، وهذا يعكس فشل الأحزاب .. كل الأحزاب ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة