· رغم ( جمال) مخرجات الحوار الشبيه بجمال جمل الطين.. و رغم مرور 27 عاماً و نيف، إلا أن نظام ( الانقاذ) لا زال يحبو في سنته الأولى.. و نظرته للعالم هي نفس النظرة التي لا شبيه لها سوى نظرة الدواعش للعالم:- " لا لدنياً قد عملنا.... نحن للدين فداء...... فلترق منا الدماء.. أو ترق كل الدماء!".. كل الدماء؟ يا ساتر!
· لقد أفل نجم الرئيس البشير، كما تضعضعت جماهيريته و جماهيرية حزبه.. و تقلص عدد الطامعين في عطايا الحزب الذي رانت على كلاكله علامات داء السل و الفقر المدقع الذي عم البلاد من أدناها إلى أقصاها..
· هذا ما لاحظناه في لقائه ( الحاشد) بغصب العاملين في الحكومة على ركوب حافلات مستأجرة لحشدهم في الساحة الخضراء ( سُخرة و خم هتاف!)..
· كانت مغالطة الواقع حاضرة في خطاب الرئيس، و في تقديمات من سبقوه من بطانته المتوثبين على الأمل في الاستمرار في وظائفهم و هناك رابضون على الصف من ( المتحاورين) في انتظار مكافآتهم من الوظائف الدستورية الحالية أو أي وظيفة دستورية يتم ( اختلاقها) لأجلهم على حساب الشعب السوداني..
· و أول مغالطة في خطاب البشير كانت :-" لا لدنيا قد عملنا........!" قالها و هو يغالط الواقع.. نعم.. يغالط، حتى و إن كان يظن ( وهماً) أن الأمر كذلك.. فكل الوقائع تقول غير ذلك.. بل و تنفي أنهم " للدين فداء" و هم يبترون مقاصد الدين و يفصلونها على مقاساتهم بالتحلل عند كشف فسادهم أمام الرأي العام.. و يستمر الفساد في ظلام القوانين و اللوائح الجائرة التي لا تخدم سوى هيمنتهم على ( الدنيا) كلها..
· هذا، و قد بدأ الفريق/ عبدالرحيم محمد حسين، والي الخرطوم، بالتهليل و التكبير و الناس مربعة أياديها تنظر إليه دون تفاعل.. و لم يهلل و يكبر معه سوى من كانوا في الصف الأماكن من الحشد الجماهيري ( المنقول غصباً).. و واضح أن الصف الأمامي قد تم وضعه من عناصر منتقاة من منتسبي المؤتمر الوطني لبث روح القطيع في الجماهير لتحريكها في كل حالة من حالات الهتافات و التهليلات و التكبيرات..
· و كانت الأصوات المسموعة هي أصوات الصف الأول و الأعلام التي ترفرف عالية في السماء هي أعلامهم.. عكس ما كان يحدث حينما كان الناس يعتقد في صدق البشير حين يقول: ( لا لدنيا قد عملنا....)...
· هؤلاء الناس قد انتهوا نهاية مؤلمة.. صاروا ريشة في مهب رياح التغيير.. و نفخة واحدة كفيلة بأن تطيرهم إلى القمامة..
· جاء الرئيس.. و هلل و كبر و الناس تنظر إليه مربِّعة أياديها.. الناس (سكات)!.. آثرت الكاميرات أن تركز على الصف الأمامي حيث الأعلام المرفرفة.. و (الكومبارس) الهتيفة.. و أخذ والي الخرطوم موقع ( المايسترو) يحرك يده ذات اليمين و ذات اليسار مستحثاً الجماهير على التفاعل مع حديث الرئيس..
· أمانة ما تعب الفريق عبدالرحيم في تمثيل دور المايسترو.. تعب و بدأ يرقص مع الرئيس من خارج الحلبة!
· و الرئيس تعب.. كان الاعياء واضحاً على الرئيس السبعيني, و أبناء السبعين منا يعرفون ما يعتريهم من ارهاق شديد عند الرقص على ايقاعات الدلوكة الحماسية،.. و مع أن الرئيس أحد الذين تدربوا في الكلية الحربية السودانية أيام كانت العسكرية فيها عسكرية جد.. جد.. إلا أن الاعياء مسح كل آثار التدريب في خور عمر و في جبيت و غيرهما.. علاوة على أن الراحات و عدم الحركة داخل القصر المنيف قد أثر على فضائل الجندية الكامنة فيه..
· و استمر يرقص، و يلوح بعصاه في حماس، و له في تلك العصا " مآرب أخرى!".. و كنت أشفق عليه بجد!.. أليس ابن دفعتي رغم البعد الجغرافي بين مدرستينا الثانويتين؟
· كانت ( الاستيكة) حاضرة في خطاب الرئيس، فبعد أن غرس القبلية و الجهوية و الطائفية الدينية في السودان على مدار 27 عاماً و نيف، أتى ليمسح كل تلك التشوهات بالاستيكة في لحظة فارقة بالساحة الخضراء.. و هو لا يدري أن الخراب أسهل من البناء.. و أن نظامه قد شوه كل جميل داخل السودان..
· لقد فرق بين أهل السودان.. و جعلهم قبائل و شعوب متنافرة.. و غرس الشاذ في تعاطيهم مع ما يحدث من اختلاف بينهم.. و أَمّات ( الجودية) التي كانت تفعل فعل السحر في الأطراف المتخاصمة متى دخلت بينهم.. فعل البشير كل ذلك بعد أن أخذ الجميع بعيداً عن الدين الحق.. و تركهم مع العنصرية التي وصفها سيد البشر، عليه الصلاة و السلام، بأنها منتة.. و لا زلنا نشتم روائحها المنتنة في دارفور.. و غير دارفور.. و الدماء تسيل مدراراً..
· إنتهت مبررات وجود البشير و حزبه! و ما الحوار ( المطبوخ) سوى اكسيرٍ، فاقد الصلاحية، يستهدف تمديد سنوات بقاء حزب المؤتمر الوطني على سدة الحكم و البشير فوق الجميع..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة