كنت و ما زلت أؤمن بأن مهمة الإعلام إنسانية مقدسة و أن القلم الذي لا يكتب الحقائق و يكشف عنها لا خير فيه و القلم في يد المنافق كالسيف بيد الجبان و أن العلم و المعرفة و الذكاء و الموهبة و شتي أنواع المقدرات و المهارات التي وهبها لنا الله سبحانه و تعالى لابد أن تستخدم في إحقاق كلمة الحق و مناصرة عباده المظلومين حتي تعلو الإنسانية بمعانيها السامية و تترسخ معاني العدالة و تشمل الجميع بلا تفرقه و أنا من خلال توغلي في الوسط الجنوبي و العلاقات الإنسانية و الصداقات التي بنيتها معهم و سعي المستمر للبحث عن الحقائق بنفسي دون الإصغاء إلى وسائل الإعلام المسيسه الفاقدة للمصداقية أو الإستماع إلى أفراد الشعب السوداني العزيز الذين تمكنت حكومة الإنقاذ من غسل أمخاخهم لمصالحها الشخصية و بقاءها على هذا العرش الذي هو زائل لا محالة و حقيقة وجدت ترحاب حار من إخوتي الجنوبيين و فتحوا لي الأبواب عريضه لاشاركهم السراء والضراء وحتى أعرف المزيد عن قضاياهم و الجنوبيين بصفه خاصة إذا لمسوا فيك المصداقية فلن تجد صعوبة في التعامل معهم بل بالعكس ستتفتح عينياك على عالمهم الصغير البسيط الصادق و لكن ستري كيف يعاني هذا الشعب المظلوم الباحث عن أقل مقومات الحياة الكريمة الذي ظن بأنه بعد أن نال إستقلاله من دولة السودان الأم التي جعلت منه مواطن درجه ثانية و عاملت أفريقيته و مسيحيته و كأنها جسم دخيل غريب على هذا السودان بمثابة السرطان الذي يجب إستئصاله و ما تعرض له إنسان الجنوب من إنتهاك لحقوقه و إضطهاد و ظلم قبل نيل الإستقلال و بعده لا يمكن أن تسرده أسطر أو مقال لذلك سنركز في هذا المقال بالضبط على المؤامرات التي تحاك من قبل نظام الخرطوم في الخفاء ضد البلد الوليد فهذا النظام الذي توصل إلى أن السلاح لن يوصله إلى تحقيق مآربه و أن العقل يقاوم العضل لذلك قام بإستخدام العقل شر إستخدام في حبك و رسم المكائد و الضغائن و زرع الفتن بغرض التفرقه لكسر قاعدة( القوة في الإتحاد) و هكذا و بكل خباثه و دون أن يلوثوا أيديهم يتركون الجنوبيين يأكلون بعضهم البعض وأنا أستغربت و أستعجبت ماذا يفعل هذا الحشد العظيم من الشماليين في الصحف الإعلامية و منابر النقاش و مواقع التواصل الإجتماعية الجنوبية؟ و لكن سرعان ما انكشف الستار و وجدتهم بطرق هادئه خبيثة يسعون إلى تنفيذ أجندتهم في فكفكة الكيانات السياسية الجنوبية و تحريضها على بعضها البعض فياتون لهم بالأخبار الكاذبة و البيانات و الصور المفبركة و يقومون بطرح مواضيع خبيثة تشعل النيران بين مختلف الكيانات السياسية الجنوبية المعارضة منها و الحكومية و ما رأيته و سمعته كثيراً و طويلاً و خطيراً و ليس كل ما يعرف يقال لكن على سبيل المثال لا الحصر إذا ذكرنا فقط الأشياء الخفيفة و تركنا العيار الثقيل للمقال المناسب و الوقت المناسب فسنبدأ بالدكتور و القائد الجنوبي المعارض دكتور مشار الذي يظهرون له الحب و المودة و التعاطف مع قضيته ضد سلفاكير و تعبان دينق و لكن في حقيقة الأمر الباشمهندس الطيب مصطفى خال الرئيس عمر البشير و الملقب بالخال الرئاسي لا يعجبه دكتور مشار كحليف إستراتيجي ضد نظام سلفاكير الحالي لأسباب عديدة فهو يريد من حليفه أن يكون خاتما في أصبعه و لكن مشار الذي يلقبونه بمعتاد التمرد الذي تمرد على قرنق ثم على حكومة الإنقاذ نفسها و على سلفاكير لا يمكن أن يكون هذا الخاتم ، فدكتور مشار يتذكرون موقفه عندما تكلم أمام الحشد الجنوبي و نفي إمكانية إشاعة حدوث إنقلاب في جوبا و قال مبتسماً ضاحكاً : لعل هذا الإنقلاب عندهم هناك في الخرطوم و هم. أيضاً لا ينسون تصريحات زوجته أنجلينا تينج أو المرأة الحديدية لأحدي الصحف المصرية في حوار لها مؤكدةً عدم ندمها على الانفصال و متطرقة لذكر حالة عدم المساواة التي كان و مازال يعيشها الجنوب في كنف الحكومات السودانية و لأسباب عديدة يعرفها الخال الرئاسى جعلته يتخذ قرارا بأن المعارض مشار لا يمكن أن يكون حليفا إستراتيجيا لحكومة الإنقاذ في أي حال من الأحوال فالحليف الاستراتيجي في نظره هو من تعده الإنقاذ للإطاحة بسلفاكير و من ثم رئاسة الجنوب و إداراته لكي يمثل الجار الصالح لحكومة الخرطوم بحيث لا يهدد أمنها و لا يضر بمصالحها و لا يخالفها في مسار سياساتها لذلك كان الدكتور لام كول في نظر الخال الرئاسى هو الحليف الإستراتيجي المثالي لحكومة الإنقاذ و أراد إعداده لرئاسة الجنوب و تقديمه للشعب كالمعارض الأمثل فالدكتور لام كول يتمتع بالقبول الكبير في الوسط السوداني و علاقات شبه ممتازة مع العالم الدولي و الخارجي و لكن للأسف لا يتمتع بنفس الوضع في الساحة الجنوبية التي تضج بالعديد من الشخصيات الجنوبية المعارضة ذات الوزن الثقيل التي على رأسها دكتور مشار ذو الكاريزما السياسية و الشعبية الكبيرة و زراعه اليمني زوجتة الملقبة بالمرأة الحديدة حيث يحظ هذا الثنائي بمساندة قبيلة النوير ثاني أكبر قبائل الجنوب و قوة لا يستهان بها لذلك هذا الثنائي في حد ذاته خطر كبير و عظيم و من جهة أخرى يتلألأ نجم باقان اموم في وسط المعارضة أو كما يسميه مؤيديه و معارضيه (الشلكاوي القوي ) الصامد و الشامخ شموخ النخيل للدفاع عن مبادئه و حلمه في وطن الميعاد حيث العدالة و المساواة الإجتماعية و الحرية و الديمقراطية موطن من غير تمييز يسع الجميع هذا الحلم الذي قاتل باقان من أجله سنين طويلة أنظمة السودان إلى أن نال الجنوب إستقلاله ثم رفع راية التمرد مرة أخرى ضد حكومة سلفاكير عندما رأى أنها خرجت عن مسارها الصحيح فوقف كالاسد في محاكم سلفاكير يترافع بنفسه عن القضية السامية التي بذل شبابه في النضال عنها و عيناه لا تزالا ساطعتان بنظرة الصقور الحادة و النمور و الأسود المتحدية هذا القائد الذي هو في الخمسينات من عمره و لكن مازال يتمتع بقوة و ثورة لا يمتلكها شباب العشرينات ليبرهن على أن الشباب شباب القلب و العقل لا العمر و تجد معجبي باقان يرددون أن مع إحترامهم الشديد للأب الروحي جون قرنق إلا أن صفحات التاريخ تشهد بأن باقان سبق الجميع إلى التمرد في عمر صغير جداً قبل أن يلتقي بدكتور جون قرنق ، و من ناحية أخرى نجد السياسي الصامت جنرال تعبان دينق أو صاحب المهمام الصعبة كما يلقبه الشعب الجنوبي السياسي الذي يعمل وراء الكواليس و يصنع و ينفذ المستحيل يلقبه أعدائه بالثعلب لمكره و يتفق مؤيديه و أعداءه على ذكائه و تمتعه بصفة الصمت و الهدوء الذي يسبق العاصفة ذاك القائد الصالح لكل زمان ومكان، يتمتع بقدرات سياسية و عسكرية و تكتيكية فلا يغرنك صمته ، يتقن جيداً اللعبة السياسية بكل ذكاء وحرفنه ، و طبعاً في هذا الوسط الجنوبي الملئ بالسياسين المعارضين المحنكين لم يتمكن للأسف دكتور لام كول من إثبات وجوده لينفذ مخطط الخال الرئاسي و لكن كعادته الطيب مصطفى لا يكل و لا يمل و لا يعجز عن حبك المؤامرات فإذا به يتجه لاستخدام أساليب أخرى ليتخلص بها من مشار بإصدار الأقاويل و الأكاذيب بأنه صار عاجز عسكرياً و المعارضة ستعين خلفا له و أنه تمت هزيمته في كذا معركة و العديد من الأقاويل التي لا اتذكرها جمعيا و لكنني استحضر بيان قمت بنشره من طرف المعارضة الجنوبية جناح مشار بعنوان :المعارضة الجنوبية تهدد صحيفة الإنتباهه بإتخاذ موقف قانوني ضدها و تطالبها بالاعتذار و كان ذلك بسبب نشرهم أقاويل كاذبة عن عزل المعارضة الجنوبية لدكتور مشار و غيرها من الأفعال التي يطول سردها الخارجه من رأس الخال الرئاسي المدمر بالإضافة إلى أن عصا الإتهام تشير إلى أن المعارض المتمرد الجنوبي توماس سيرليو الذي حاول إقتحام ساحه المعارضة الجنوبية و قام باستقطاب فئات كبيرة تابعه لمشار هو في الأصل صنيعة المؤتمر الوطني محاولة منهم لكسر شوكة مشار و إقتناعاً منهم بأن وضع مشار الحالي و الإقامة الجبرية و غيرها من العوائق لا تسمح له أن يكون مؤثر بالشكل المنتظر و لكن أنا أستعجب عندما أرى ضحك حكومة الإنقاذ في وجه مشار و محاولتهم اللعب بالدقون و إقناع بعض قادة مشار أن ما يقوم به الطيب مصطفى ليس الهدف منه إلحاق الضرر بمشار و لكن تمويه تعبان و حكومة الجنوب و المجتمع الدولي بأنه لا علاقه للحكومة بمشار و هي لا تحتوي المعارضة الجنوبية و لها خلافات معها و لكن الحقيقة هي أن هذه أعذار كاذبة المراد بها تغطية السماء بالريش عن غرض الخال الرئاسي الحقيقي في إزاحة مشار و إستبداله بلام كول او شخص اخر يتمكن من فرض سيطرته عليه و هكذا ينطبق على حكومة الإنقاذ المثل الشعبي الذي يقول : أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك أستعجب ،هذه فقط أشياء صغيرة من مؤامراتهم ضد مشار و ما خفي كان أعظم و نحتفظ بالباقي للوقت المناسب و سنواصل في الجزء الثاني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة