لمحــات من تاريــخ الميــدان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2004, 05:37 AM

المنصور جــعـفر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لمحــات من تاريــخ الميــدان

    جاء نشوء الميدان مرتبطاً بالتطور الثقافي للحياة الإجتماعية والسياسية في السودان. فبعد منشورات الإمام المهدي، ودخول الإستعمار تأسست جريدة السودان، ثم رائد السودان وصولاً إلى حضارة السودان. صحافة تقريرية حكومية، تهتم بأخبار الحكام ودوائرهم، ولاتعبأ بظواهر الحياة الإجتماعية، ولا بعلاقة هذه الظواهر المتنوعة بحالة الإنتاج والثروة الناتجة منه وتوزيعهما والحكم القائم على هذا التوزيع وبه. فمنذ صدعت الحالة الإستعمارية مبادئي الثورات البرجوازية في العالم الأوربي، ثم جاء القرن العشرين والحرب العالمية الأولي وذيوع مباديء ويلسون في حق الأمم في تقرير المصير، وتصدع دولة الخلافة الإسلامية بطابعها المركزي الإقطاعي، وإندلاع الثورة الإشتراكية وهزيمتها للطغيان النازي للرأسمالية وتطور حركات التحرر الوطني من الإستعمار وتطور الحياة الإقتصادية والمشاعر القومية في المستعمرات مع تحطم نمط الإنتاج التقليدي وتصاعد إتجاهات تفكير الناس في المعاش والمستقبل معادله ومظالمه. دخل السودان مرحلة جديدة .


    وفي عالم المطبوعات في السودان تصاعدت حرب المنشورات بين جناحي القوة السودانية الإصلاحي الرامي للتطور بإنفراد الإنكليز بحكم السودان، والثوري المرتبط بإتحاد شعبي وادي النيل في حركة تقدمية للجلاء والتمدن تتجاوز زعماء الطوائف والمفاهيم التقليدية. بشكل عبر عنه إنبثاق الحركة الجماهيرية لجمعية اللواء الأبيض المدنية العسكرية في الأول من مايو 1924، وحتى تصفيتها دموياً في ديسمبر 1924، وإتجاه المثقفين من ثم إلى حلقات الإعداد الأدبي والثقافي وجمعيات الأراء. مما أظهر الحاجة إلى صحافة لاتقريرية تكشف بواطن الأزمات في السودان ولاتكتف بعرض الجزء الفوقي من أحداثها.


    وكان الإستعمار الإنكليزي قد تعمد فصل المتمدنين عن أهل الريف والمدنيين عن العسكريين والتقليدين والزعماء عن المثقفين الأمر الذي توطد بالإختلاف الموضوعي لسبل التطور وتحقيق المصالح بين هذي القوى في المجتمع. وفي هذا السياق ظهرت الجريدة التجارية لسليمان داؤد منديل، كمعبر مباشر عن البرجوازية السودانية، وإهتماماتها التجارية دون ان تظهر مقابلها جريدة تعبر عن مصالح الوطنيين والكادحين السودانيين، مما دفع الكثيرين للصحافة المصرية يتلمسون فيها الأدب والروح القومية في مواجهة الخواجات.


    وصدر أول قانون للصحافة يوم 25 سبتمبر1930 (عدد الغازيته534)، ولائحة المطبوعات في 15-03-1931(عدد الغازيته 760) وشمل ذلك أول إنتاج وإصدار وإستيراد وبيع أي مواد تشتمل على أخبار وعرض حوادث أو ملاحظات أو تعليقات توزع دورياً وحكم مثل هذا العمل برخصة وتأمين تعجيزي قدره مآئة جنيه تم رفعه لخمسمآئة جنيه، بحيث تتحكم الحكومة /الإستعمار بحياة الصحيفة ثم شمل الأمر المطابع واستثنيت منه المكتبات! ثم أدخلت الصحف والكتب والمقالات وكافة المطبوعات ضمن دائرة البضائع المحظورة والمهربة، ثم وثقت أغلال الصحافة بمواد إثارة الكراهية ضد الحكومة (105) ومتواليتها في قوانين العقوبات، كقوانين الجمعيات غير المشروعة.
    وخنقاً للتفتح الشعبي والكفاح الإتحادي وتغبيشاً للوعي تم تضييق التعليم الأولي وتوسيع التعليم في كلية غردون طرداً للمصريين من السودان وتدجيناً بوظائفهم للمتعلمين السودانيين فضوعف عدد طلاب غردون إلى 555، ورغم ذلك كانت الصحف والمجلات المصرية تحقق بسهولة مبيعات تصل إلى خمسمائة نسخة.

    ثم جاء تأسيس جريدة النهضة السودانية، بواسطة الأستاذ محمد عباس أبو الريش، فاتحة لعصر جديد، كتب فيها مجموعة من الرفاق تجمعهم الآمال الوطنية والثقافة التمدنية، وفيها كتب محمد أحمد المحجوب حول النهضة والقضاء على حصون الرجعية، ومحمد عشري الصديق حول الأدب الوطني ودوره الثوري، وإسماعيل العتباني حول الشباب ككتاب للأمة في المستقبل، وعرفات محمد عبد الله، حول الأخلاق فرديها المعتاد وساميها المتعلق بالنظام وحب العمل وتعليم النساء، وكتب حمدي عن أهمية تعليم المرأة والإختلاط وحريتها في إختيار الزواج، كما كتب شخص سمى نفسه رجعي ضد التعليم اللاديني، وضد تعليـم المرأة ثم ضد حقها في الإختلاط لإختيار زوجها . بينما كتب أحمد يوسف هاشم ومحمد علي كل على حدة عن تأجيل النقاش حول الحجاب والسفور لحين معالجة عموم أحوال التأخر في السودان. وتبلورت جهود النهضة في الدعوة لمشروع القرش.

    بعد ذلك كان تأسيس مؤتمر الخريجين في 1936بقيادة إبراهيم أحمد، وطلوع جريدة الفجر ثم جريان جريدة النيل وتبلور الصراع بين التيارين التجريبيين في السياسة السودانية النفعي منهما والثائر. حتى جاء نشاط الحركة العمالية بشقيها النقابي والسياسي وتأسس إتحاد الصحافيين السودانيين في أكتوبر 1946، وتأسيس الإتحادات والجمعيات والأندية وتصاعد الكفاح لأجل الإستقلال مولدا النهوض الوطني ضد الجمعية التشريعية للزعماء التقليديين، فريادة الوطنيين السودانيين في كفاح الشعب المصري ضد الإستعمار والملك بقيادة الجبهة المتحدة للطلبة والعمال والفلاحين والموظفين والجنود، وفي قلب الجبهة كانت الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني والحركة المصرية للتحرر الوطني حيث ولد الكفاح المشترك ثورة 23يوليو 1952 التي أقرت للسودانيين بحق تقرير المصير، وقبلت من حلفاءها في الجنوب إعلان الإستقلال. مما بث في حركة التحرر الوطني في أرجاء العالم وفي الجماهير السودانية وفي الميدان “نغمة الإنتصار، وأشرق عليها بافاق جديدة.


    كانت السرية طابع إصدار وتداول الميدان، خصوصاً والكثير من مواد القانون تعاقب في أقصاها بالمؤبد والإعدام على نشرها وتداولها. وقد تميزت الميدان عن بقية الصحف بتناول قضايا المواطنين والوطن بشكل عميق يمس أسسها الإقتصادية والسياسية- الإجتماعية والثقافية. وإلى تناولها جواهر الأمور تميزت الميدان بالإقدام والجرأة في المطالبة بالحقوق، وطرحت في توافق أبدعه منهجها التاريخي الجدلي المنطق: قضايا التحرر العالمي وقضايا العمال والأقاليم والقوميات بشكل يعزز التقدم الوطني الديمقراطي في السودان.


    كان الأساتذة حسن الطاهر زروق ومحمد علي فضل وعبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة وعمر مصطفى المكي والتيجاني الطيب بابكر حداة ركب صحافة السودان الجديد والثقافة التقدمية التي ترمي لتقدم التفكير والمجتمعات من حال الإثرة والتكالب والإحتكار والقمع والإستغلال والتهميش إلى حال تشيع فيه ملكية موارد الإنتاج الإجتماعي ووسائله والثروة العائدة منه وسلطة توزيعها على كافة الكادحين العاملين عليها في السودان.


    وفي هذا السياق التحرري إصطفت الميدان مع صحف واشجتها الكلمة الشريفة مثل : الأيام… والشعب ….وأكتوبر )محمد صالح إسماعيل ومحمد توفيق(، والفجر/السودان الجديد )جربوع وأمين الشبلي(، وكانت المدينة حوالى نصف مليون نسمة تسهل طرح وإستقصاء الأراء فيها والإحاطة بشؤنها وأمورها وشجونها.

    وفي جو المدينة وطغيانها على تطور الدولة السودانية بقراها وأريافها، تباينت مستويات التطور والنضال حتى داخل الحزب الشيوعي وجريدته الميدان نفسها مما استوعبته بحرية حيث كتب صلاح أحمد إبراهيم "البرجوازية الصغيرة" ونافحه الأستاذ عمر مصطفى المكي بمقالة نارية أعتقد انها تناولت الموقع النضالي للأدب في العمل السياسي في بلد يعج بزعماء الطوائف والإنقلابات.

    وفتحت الميدان في الأدب السوداني أسماء: جيلي عبدالرحمن، ومبارك حسن خليفة، وعلي عبد القيوم، وصلاح محمد إبراهيم، وحدربي محمد سعد ومحجوب شريف وحميد، وشمخت بأسماء مغنين كمحمد وردي ومحمد الأمين وأبو عركي ومعهد الموسيقى والمسرح وكوراله ومصطفى سيد أحمد وعقد الجلاد والقطر الندي من الفن الذي ينير العواطف بأثال الوطن. وكان لحدربي ذاك في أيامه قصيدة تعبر عن أزمة التلاعب بالديمقراطية وتخصيصها قال فيها شدواً : تحسبوه لعب؟.. شليل، ترتار، وقيرة، قيرة.. جري ونطيط صغار فوق الجزيرة!؟ ..تحسبوا لعب؟
    إن قلنا دايرين القميص ..قالوا لنا أصبروا… خلوا أخوكم الخير يشتغل
    وإن قلنا دايرين النعال قالوا لنا أصبروا …خلوا أخوكم الخير يشتغل!
    راس أمي منقوط بالشهور … حفان.. وماضاق الدهن….توب الزراق يوم جقوا في الطين ..يادوبوا إنشرط
    وبخيتة أختي... بقت زمان للتوب ..والطرحة العليها إتقطعت! وإتشكلوا ...أمي تشيل ..وأبوي.. يدي ويخت ..والكوراك يفوت راس التمر: ..والله ماكبيرة بس شايلتنها الكرعين ..بخيتة بتين بقت للتوب؟ تفتحي إنتي للطاقات.. ومادايره الوليد يقرأ ويتم..! .. .في المنام جاني زول قمحي وطويل قال: الولد لازم يخش المدرسة
    (دخل الولد المدرسة والخرطوم وأصبح شيوعيأً يرطن ضد المفتش بالإنكليزي : الجابك شنو... يلا لي بلدك)……..
    الخير رجع الخرطوم ...دخل السجن! …
    بعد الإنكليز مرقوا.... الخير دخل السجن..ولسه الخير بخش السجن ....ولسه الخير بخش السجن...!

    أضأءت الميدان دروباً جديدة بشعاعات من الوعي المنير كتبتها في صوت المرأة فاطمة، وفي الطليعة العمالية سبكها محمد أحمد عمر والحاج عبدالرحمن وفضل بشير، وفي الصحافة طلعت بـ الفجر الجديد، وفي الجيش فردت اللواء الأحمر، وفي الشباب غنت لها الشبيبة ورقصت، ولاتسألوا حيطان المدارس والجامعات عن مساء الخير، الشرارة أوالدرب، المنارة ، والأفاق الجديدة.

    في اخر صدور علني للميدان لمعت في ليل ديكتاتورية السوق باسماء كالحاج وراق بكتابته ضد أدب الكذب والعداء للشيوعية في أدب الجبهة القومية الإسلامية وفحاويه العميلة لقوى السوق والعنصرية، وطرح الدشوني عمق التناقض في الإقتصاد الذي يتوخى التقدم عبر العلاقات التقليدية وقوامها البيع والشراء حيث عقد التقدم بالتخطيط والعمل الإبداعي من كل لكل، وطرح صدقي كبلو في دراسات عن أقسام الرأسمالية السودانية وتواليها وفشلها البنيوي بشروطه الداخلية والدولية في قيادة عملية تنمية منظمة يحتاجها التطور العقلاني لكل السودان، وأخلص المعلمين الأفذاذ محمد مراد وعبدالمنعم سلمان وعباس علي كتابتهم عن التعليم النظامي وتخليص أسسه ومقوماته ومناهجه من قوى السوق العشواء ومفاهيمها. ورسم القدال المهدية لوحة لثائر سوداني، كما عرض بعضاً من تباينات الأوضاع والمصالح في المجتمع السوداني وتباين السياسات المرتبطة به وتباين الشيوعيين معها قبل مايو 1969وبعدها وقبل يوليو 1971 وبعدها، ونبه لتواشج الإشتراكية في السلطة والثروة وتقـدم الناس من حال إلى حال بالثورة والديمقراطية حيناً، وببعضهما بعض الأحيان. ورافع عبدالله مشاوي وعبدالله الحسن والرشيد نايل وأدم عبد المولى وكمال الجزولي دفاعاً عن حقوق الشعب، ورفع الزيلعـي صوت الغرب والمآس المقيمة فيه بسياسات المركزة، وقتكانت الأصوات تعلو بدعم المجاهدين وتنعق التلافيز: نشرب إذ وردنا الماء صفواً ويرد الماء غيرنا كدراً وطيناً، وطرحت صفوة عباس قضايا الطلاب ثم الهندسة، ومد حسن كنترول وكمرات خطوطاً حديد تمر بها مشكلات الطبقة العاملة الصناعية أمام عيون قراء الميدان من أهل المدن والريف، وأسهم فيها الخاتم عدلان في "نزع الحجب" عن تناقضات البرجوازية/الجبهة الإسلامية، تكوينها وآلياتها ودعاويها، وتجلت السخريات الراقية لأبو ريم، وكذا شف الأدب عن الذوق عن الوعي والوجد في الوطن في حكاوى"حملة عبد القيوم الإنتقامية"، و"هـاء السكت"، و"حكاية البنت التي طارت عصافيرها"، مع رسومات كالشمس و نداءات "حتى يعود أخر مفصول"، إضافة لأخبار حرب الحكومة ضد الجنوب وضد النقابات، وضد القطاع العام، وضد تنظيم التجارة الداخلية والخارجية، وكانت "كلمة الميدان" تمثل عقلانية الطبقة العاملة في طلب السلام، ففي كل هذا العجيج فضل الحزب الشيوعي وجريدته الميدان معالجة القضايا بسعة ولين يطرح للحكم الجنوح للسلام قبل ان يحدث ما لا يحمد عقباه.

    الدور الأهم بتجهيز الميدان وطباعتها وإصدارها كان للتيجاني الطيب، ومكي عبدالقادر، وأنور زاهر السادات، والسنجك، والسر الناطق ولكثيرين غيرهم. وهاهي الميدان حتى الآن تعلم الناس بالخبر المفيد والتحليل العلمي والثقافة الثورية والأدب النضالي الفريد. فهي إذ تتلألأ في غياهب الديكتاتورية فبموقعها وموقع حزبها في النضال ضد الديكتاتوريات السياسية المحلية والدولية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية يتبين الكادحين في السودان وفي العالم الطريق. ومازالت الميدان، حتى يومنا هذا، بقوة المبادئي، وتنظيم النضال، تتلألأ نوراً في ظلامات الريف، ونجمة إسراء وقت إنقطاع الكهارب، ماءاً للعطاش للحقائق، جمرة في الأيادي، ومسداراً في الإنترنت رخيـم.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de