|
لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى
|
12:58 PM Mar, 12 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عجبت أن يكتب الأستاذ محمد لطيف أن الحزب الاتحادي الأصل هو (أفضل حزب سياسي موجود في الساحة السياسية السودانية)، وعجبت أكثر أن يسبب انبهاره بذلك الحزب بحجة أنه حزب حي استطاع أن يصنع قرارات وأحداثاً كبيرة تتلخص في أنه فصل عددًا من القيادات خلال الأيام القليلة الماضية! تمعَّنت بين السطور حتى أجد منطقاً آخر يدعم حجة الأخ لطيف فلم أجد إلا مبررات واهية لا تستند على ساقين ولا تشبه منطق لطيف ولا قناعاته الفكرية. حزب لا ينعقد له مؤتمر عام منذ نصف قرن من الزمان ولا يوجد نظام أساسي أو دستور شرعي يحكم مساره.. حزب يحكمه رجل واحد هو الآمر الناهي.. حزب لا يقوم على أي هياكل تنظيمية من مكتب قيادي أو غيره إنما مجرد لجان يشكلها الزعيم الأوحد لا تملك غير التوصية لصاحب الرأي النهائي والقول الفصل.. حزب بهذه المواصفات يعتبره المحلل السياسي الكبير الحزب الأفضل في السودان، بما يعني أن ينبغي أن تحذو حذوه الأحزاب السودانية جميعها وتعتبره مثالاً تتأسى به حتى ينصلح حال السودان!!! لم يسأل لطيف عن الشرعية التي استمد منها الميرغني الصغير تلك السلطة المطلقة، ولم ينتقد توريث ابن الزعيم لحزب يفترض أنه مملوك لقاعدته الجماهيرية التي يحق لها أن تقيم مؤسساته وتنصب زعاماته، كما لم يسأل عن الديمقراطية التي حولها ندندن والتي اعتمدناها حتى ولو على الورق البارد لدى مسجل الأحزاب وسيلة للتداول السلمي للسلطة، وما إذا كانت تمارس في ردهات الحزب (الأفضل)، أم أنها رجس من عمل الشيطان لا يحق لكائن من كان أن ينازع ابن الأكرمين ويفرضها عليه حتى ولو كان ممن سميتهم يا لطيف بالكرادلة الذين سهروا في خدمة الحزب قبل أن يولد الميرغني الصغير؟! لو كان مجلس شؤون الأحزاب أو قل مسجل الأحزاب يقوم بعمله أو كان يطبّق قانونه كما ينبغي لحل الحزب الاتحادي الأصل قبل أن ينظر في شرعية الميرغني الصغير وفي صحة قراره الذي أزهق به عضوية القيادات التاريخية للحزب. تساءل لطيف إذا كان حزب الميرغني غادر مواقعه القيادية قبل سنوات مجموعة (ممن نسميهم قادة الحزب فماذا كانت النتيجة)؟ ثم أجاب: (لا شيء.. سارت أمور الحزب ولا تزال). لطيف يعني أن مغادرة طه علي البشير وأبو سبيب وعلي نايل والبخاري الجعلي لن تضير الحزب تماماً كما أن مغادرة الشريف زين العابدين الهندي والدقير لم تؤثر في الحزب ولكن هل يصح استنتاج لطيف وهو يعتبر أن انشقاق الشريف زين العابدين ثم انشقاق الأحزاب الاتحادية الأخرى بل وانشقاق الأزهري قديماً لم يؤثر على الحزب الوطني الاتحادي الذي جمع الأزهري والسيد علي الميرغني؟! أعجب أن يصدر مثل هذا الكلام من كاتب ومحلل سياسي في وزن محمد لطيف، ولكن دعك من هذا – وخلينا في الأهم – هل يجوز للميرغني الصغير أن يفصل هؤلاء القادة الذين أعلم أنهم سيبطلون القرار من خلال مسجل الأحزاب؟! أما الحديث عن القادة الحقيقيين الذين قال لطيف إنهم في القواعد وإن من سماهم لطيف بالكرادلة (المفصولين) هم الذين حجبوا رئاسة الحزب عن قواعده وجماهيره، فإنه كلام يحتاج إلى دليل وبرهان بالرغم من أن بعض المفصولين - أبوسبيب مثلا - اعترفوا أنهم أخطأوا حين سكتوا طوال السنوات الماضية ولم يثوروا على طغيان الزعيم الأوحد، ولست في معرض الدفاع عن هؤلاء لأنهم يتحملون جزءاً من الأخطاء الكارثية الناتجة عن انفراد الميرغني بالقرار مهما كان خطيراً وليتهم لو انحازوا من قديم للشريف زين العابدين الهندي بدلاً من سلوك القطيع الذي ظل ديدنهم مما تسبّب في كثير من الأخطاء التي يدفع ثمنها السودان اليوم ضعفاً وفشلاً في شتى مناحي الحياة. عجبتُ أن يقول لطيف إن حزب الميرغني عبارة عن تحالف عريض بين تيارين.. ديني وعلماني ولكن إذا صح هذا هل هو دليل عافية أم مرض عضال؟! إن ذلك يعكس حالة الاضطراب والعجز والتناقض الذي يعاني منه الحزب الذي يفترض أنه يقوم على طائفية دينية هذا فضلاً عن أنه كان من قديم يرفع شعار (الجمهورية الإسلامية) كمرجعية فكرية وسياسية. أي حزب ينبغي أن يقوم نظامه الأساسي على أهداف تحدّد وجهته، ولذلك لا مجال للإزدواجية وينبغي أن تكون هذه القضية واضحة لدى مجلس شؤون الأحزاب حين يدرس النظام الأساسي لأي حزب سياسي قبل أن يجيزه. سؤال لطيف عمن هو المسؤول عن إفساد الحياة السياسية.. هل هو الطائفية أم النخب التي استنصرت بها من أجل تحقيق مآربها وطموحاتها السياسية يحتاج إلى نقاش طويل؟ أقول للأخ محمد لطيف إن واجبنا اليوم إعلاء الأهداف، ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه ولا يمكن لحزب تنعدم فيه أدنى مقومات الديمقراطية أن ينحاز إلى إقامة نظام ديمقراطي، وسيستمر البيع والشراء على حساب قطعان هي في الواقع من يُباع صوتها ويقبض أصحاب (أمتار الجنة) من المرفهين المنعمين أثمانها ولست في حاجة إلى أن أذكر بابن الأكرمين مساعد رئيس الجمهورية المقيم في لندن رغم أنف دافع الضرائب السوداني المغلوب على أمره .. فوا حر قلباه.. http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3502http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=3502
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|