|
لماذا يا سماسرتنا..؟ زاهر بخيت الفكى
|
يا أيها السماسرة رجاءاً لا تقربوهم.. أما وجدتم غير هؤلاء المستثمرين (الكُثر) لِتُسمسروا فيهم.. لقد أضعتم علينا أموالٍ مُستحقة تخُصنا جاء بها أهلها ليستثمروها بيننا وقد ضاعت بسببكم.. إذاً أنتم من أفشلتم العملية الاستثمارية فى بلادنا هذه وقد (طفش) المستثمرين بعيداً .. لماذا يا هؤلاء..؟ بماذا نُسميكم..خونة ..بلا وطنية أنتم ..لماذا وأنتم تؤثرون أنفسكم على وطنكم ، أتركوهم وشأنهم هؤلاء الاجانب وبلادنا على مصراعيها قد فتحت لهم الأبواب ووفرت لهم مزايا وتسهيلات قلَ أن يجدوها فى غيرها من البلدان الأخرى المفتوحة للمستثمرين... موظفى وزارة الاستثمار ينتظرونهم لتقديم ما يلزمهم من خدمات رغم عملهم فى هذا الجو الخانق كما قال الوزير .. لقد إكتشفنا مؤخراً وبعد كل هذه الأعوام الطويلة بل العقود التى مرت علينا ما هو السبب الحقيقى وراء ضياع مثل هذه الأموال ولماذا فشلت العملية الاستثمارية بكاملها فى بلادنا .. لماذا وهل إمتلأت شماعة إسرائيل..؟ تعليق طريف جاء فى كاريكتير صحفى يسخر من حديث وزير الاستثمار وهو يدافع عن وزارته وموظفيها ينسب فيه الفشل هذه المرة لسماسرة الفنادق.. ما من إسبوع يمُر دون أن يُحدثنا فيه السيد الوزيرعن سبب جديد للفشل وغالباً الوزارة وطاقمها لا يد لهم فيه وقد أقر فى البرلمان قبل أيامٍ قليلة مضت أن الدولة وقوانينها هى السبب وهو نفسه يطاله التقصير طالما هو جزء من النظام السياسى القائم ومُمسكاً بملف الاستثمار ثم عاد وقد وجد سبباً آخر هم سماسرة الفنادق .. وما زال فى الشعب من به ذاكرةٍ تحفظ ما يُقال.. سُئل يوماً وفى قناة الشروق وفى برنامج حوارى عالى المشاهدة عن سبب فشل الاستثمارات الخليجية فى السودان فأجاب قائلاً أن المستثمرين من أهل الخليج يأتوا إلينا عبر من يعملون معهم من السودانيين وهم يثقون بهم ويتركون لهم أمر إدارة مشاريعهم فى السودان وغالب هؤلاء هم من خريجى الثانوى ولذلك تفشل هذه المشاريع ..سبحان الله.. سيدى الوزير ما بنا من فشل لا يحتاج لمثل هذه المبررات الواهية والكل يعلم أين مكمن الخلل وما زالت فصول الاخفاق تتواصل في بلادنا والكل يتنصل عن مسئوليته عند حدوث الفشل ويرمى به على عاتق الغير.. كل مستثمر جاد يأتى لابد أن يمر عبر بوابات الاستثمار وسيدخل عبرها لتحقيق ما جاء من أجله إن لم تُغلق هذه الأبواب دونه ..ولا أحد منهم يحتاج لسمسار ليقف بينه وبين الاستثمار إن كان سهلا . لماذا هربت رؤوس أموالنا الوطنية من بلادنا إذاَ للاستثمار فى غيرها هل هم سماسرة الفنادق أيضا..؟ يكفى مزيداً من المبررات .. ولسنا بسُذج...
بلا أقنعة... صحيفة الجريدة السودانية...
|
|
|
|
|
|