تحت زعم إنه دوله راعيه للإرهاب فرضت الولايات المتحده الأمريكيه فى العام 1997 م حظراً إقتصادياً على السودان ـ وبثقلها العالمى وإنفرداها بقيادة العالم عقب تشتيتها للإتحاد السوفيتى وتمزيق أوصاله وفككته الى دويلات مارست الولايات المتحده الأمريكيه ضغطاً كبيراً على كل دول العالم الخاضعه لها والواقعه تحت نفوذها بوقف أى تعامل تجارى مع السودان . أذعنت تلك الدول الواقعه تحت براثن الولايات المتحده وطبقت القرار الأمريكى وجمدت علاقاتها التجاريه مع السودان . هدفت الولايات المتحده الإمريكيه من جراء ذلك الى عزل السودان عن محيطه العربى والقارى والإسلامى والدولى وخنقه إقتصادياً بقطع خطوط الإمداد بينه وبين دول العالم تمهيداً للقضاء عليه قضاءً مبرماً وبالتالى التخلص منه كدوله حاضنه للإرهاب وفق المفهوم الإمريكى لهذا المصطلح . سته سنوات مرت على القرار دون أن تهز أركان البلاد قيد أنمله . خاب فأل صانع القرار الأمريكى وخابت توقعاته التى بُنيت على أن السودان دوله هشه لكونها بالأصل دوله فقيره وتعانى الأمرين صمد السودان ـ بقاء السودان على قيد الحياه طوال تلك المده أذهل الإداره الأمريكيه والعالم عززت واشنطون حصارها الإقتصادى الشامل بزيادة حطب لهيب حرب الجنوب التى كانت مستعره أصلاً وأشعلت فتيل دارفور فى العام 2003 م . مارست الولايات المتحده الأمريكيه سياسية ( شد الأطراف ) تلك السياسه التى سبق وأن أعلنت عنها ... ثلاثه سنوات أخرى مرت وأتون دارفور مشتعل بضراوه والسودان لم يمت ! لجأت الإداره الأمريكيه لزيادة الضغوض على السودان وفرضت العديد من العقوبات فى العام 2006 م تحت زعم إن الحكومه السودانيه تستخدم القوه المفرطه فى حرب دارفور مع إرتكاب العديد من الإنتهاكات ضد المواطنين و التى وصفتها بالجسيمه . طُبقت القرارات الجديده وإتسعت دائرة الحظر الإقتصادى وقبع السودان تحت الحصار لكنه لم يمت ! بل العكس هو الذى حدث ، ففى سنوات الحصار الجائر تلك مع ممارسة سياسة شد الأطراف التى فشلت فشلاً ذريعاً كان السودان يعيش عصره الذهبى فى مجال الإقتصاد . كيف حدث ذلك ؟؟ حدث هذا لأن الحكومه السودانيه لم تجلس القرفصاء تبكى وتنوح وتصيح بل إتخذت تدابيرها . ركبت الحكومه سرج التنين الصينى . ولفك طوق العزله الدوليه إنفتحت الحكومه على عمقها الأفريقى . وموليةً ظهرها لأشقاءها العرب الذين إنقادوا من خلف الولايات المتحده الأمريكيه وترهاتها يممت الحكومه وجهها شطر إيران العدو اللدود للعرب ودول الخليج فكانت ضربة معلم . بذلك أثبتت الحكومه السودانيه إنها ليست ميكافيليه فحسب بل تعرف جيداً توظيف أوراقها وتخوض غمار السياسيه كلاعب دولى محترف ـ ما يبرهن على ذلك إن السودان قد لبى نداء العوده لمحيطه العربى والخليجى للخروج من تحت عباءة ولاية الفقيه عبر البوابه الإيرانيه نفسها . !! خرج السودان من تحت العباءه الإيرانيه سافراً الوجه ليرتدى من بعدها البرقع الخليجى . أثبت السودان أنه عربى وخليجى بياناً بالعمل وإنخرط لا يلوى عن شئ فى التحالف الذى تقوده المملكه العربيه السعوديه لقتال الحوثيون أنصار طهران فى اليمن ! وخوفاً من أن يرتد السودان على عقبيه ويعود مره أخرى للحضن الإيرانى وإيران تسعى سعياً حثيثاً من خلف الكواليس لإعادة السودان الى صفها لأسباب لها علاقه بحركة حماس وإسرائيل التى عانت الويلات من السودان فى مواجهات داميه جرت بين الطرفين وخسرتها جميعاً إسرائيل إذ أن السودان ليس له ما يخسره وهذا مبحث أخر سنتطرق إليه فى مقال تفصيلى لاحقاً ـ الخوف من إرتداد السودان الى إيران جعل إسرائيل نفسها تقوم بدور الوسيط والسمسار وتسويق قضية السودان فى المحافل الدوليه ملتمسةً من أميركا بالذات ودول الإتحاد الأوربى رفع الحظر عن السودان والعمل على مساعدته وإحتضانه وعدم التفريط فيه مطلقاً !! إسرائيل عدو الحكومه السودانيه اللدود من فعل ذلك هل تصدق !!!! صدق يا صديقى فمن سيرفض لإسرائيل طلباً ... أما كيف ؟ ولماذا ومتى ؟ فهذه أسئله تحتاج لإجابات مفصله وهذا ما نحن بصدد القيام به بحول الله وقوته فى مقالاتنا القادمه .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة