|
لماذا ارتفع حجم الكراهية في السودان إلي هذا المستوي المخيف ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمد
|
05:34 AM Oct, 08 2015 سودانيز اون لاين هاشم محمد علي احمد- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم ...... قبل أن يستفرغ علينا الفضاء الواسع كل هذا الكم من الفضائيات التي تستفرغ علينا كمية من الأحداث المذهلة في كل شئ ولم تترك تلك الفضائيات الشاردة والواردة في كل شئ وما كانت المواقع الأسفيرية التي تعدت كل الخطوط والحدود ولم تعد هنالك حدود فاصلة بين الدول والحكومات ، كل ذلك جعل الخيار لنا مفتوحا وصعب علينا أن نربي جيل بالشكل القديم وكثير من الأمم اليوم تربيها تلكم الفضائيات . البي بي سي كانت الجهة الوحيدة حتي عهد قريب هي مصدر الأخبار في كل العالم وبكل اللغات وكنا نستسغي الخبر من ذلك المصدر حيث كان الجميع يتجمعون حول الراديو لسماع الأخبار ، ولكن الذي كان يعيب البي بس سي هو أنها تنقل الخبر المسموم أي بتوضيح أكثر عندما تكون سياسة القناة ضد دولة معينة كانت تنقل الخبر الجميل بهذا الشكل ، ولو إفترضنا أن هنالك خبر سار عن السودان عن إنتصار الجيش السوداني في ذاك الوقت ضد المتمردين الجنوبيون تقوم القناة بنقل الخبر بشكل لا يجعل المستمع السوداني يفرح بهذا الخبر بهذا الشكل ( اصاب الجفاف مناطق كثيرة من السودان وتعطلت الحياة وأصاب المواطنون الجوع مما خلق فجوة كبيرة في الغذاء خلقت تلك الفجوة حالة من الجوع في المجتمع السوداني مما اربك سياسات الدولة تجاه تمويل الحرب التي تدور رحاها بين الشمال ذو الغالبية المسلمة والجنوب الذي يدين أغلبه بالمسييحية علما بأن الجيش السوداني خاض اليوم حرب في الجنوب يدعي فيها الإنتصار علي الثورة في الجنوب ) هكذا كان يتم نقل الخبر الجميل والمفرح في حينها . الجهة الوحيدة التي كانت ترفع الحديد والسيخ والعصي في وجه أي احد هم كانوا انصار السنة المحمدية ، كانت تلك الطائفة مجموعة صغيرة في المجتمع تمتلك المال ويتميز الذين ينتمون إليها بحب النساء والزواج وتجد أكثرهم يحبون الزواج ولهم ثلاث وأربع من النساء والبعض منهم كان يطلق الرابعة لتدخل مكانها واحدة جديدة وتظل أم العيال هي الجوكر في تلك اللعبة ولكن تلكم الطائفة لم تتمدد كثيرا وذلك لأنها كانت تمارس العنف في نشر الدعوة وظلت هي تلكم المجموعات حتي برزت مجموعة الأخوان المسلمون ، برزت مجموعة الأخوان المسلمون في الوسط الأكثرتعليما وثقافة وهي مجموعات الطلاب في الجامعات والثانويات العليا وكانت منظمة فوقية إعتمدت في تأسيسها علي الحس العالي من الأطباء والمهندسين والعلماء وقلة أن تجد بينهم الجاهل ، تلك الجماعة ذكرتني بمقولة قرأتها قبل يومين عن طالب سوداني يعيش في الغرب وكان متفوقا جدا وحصل علي درجات عالية أهلته للتقديم في كلية الطب ، يقول الطالب قابل زميله الأوربي وسأله عن الجهة التي قدم فيها وذكر له كلية الطب ، يقول الطالب إن صديقه الأوربي إستغرب كثيرا وقال له بكل هذا الذكاء وتقدم في الطب كان من الأوجب أن تقدم في كليات الإقتصاد والعلوم السياسية وغيرها من التخصصات وذكر له أنهم بتلك التخصصات يسيطرون علي العالم . لذلك عندما سيطر الأخوان المسلمون علي السلطة في السودان كانوا اقلية في المجتمع والكثير منهم إستشهد في حرب الجنوب وباقي الحروب التي تعرض لها السودان وللحق كانوا أصحاب قضية وأصحاب حق في توجهاتهم للشهادة وحب الوطن والموت في سبيل الله ويجب علينا أن ندعوا لهم ويدعونا بينهم يوم الحشر لأنهم إفتدوا ذلك الوطن بالدم وهم من من أبناء أسر كبيرة ومحترمة ويجب أن لاتنساهم الدولة وأن يكونوا في صدارة ذكريات الأمة ، ولكن المصيبة الأكبر التي أصابت الوطن هو إدارة الدولة وهنا كانت العبارة التي يتداولها كل الشباب ( الكيزان ) نستطيع أن نقسم تاريخ الدولة إلي مرحلتين المرحلة الأولي مرحلة الرجال الصادقون الذين إفتدوا البلاد في ظرف كان عصيبا خزينة البلاد خاوية والجيش السوداني منهار والإقتصاد منعدم نهائيا والأحزاب تتصارع في الفارغة والمقدودة وكلنا يتذكر صيف العبور كيف وأن تلك المجموعات المؤمنة إستطاعت أن تدحر التمرد إلي آخر نقطة في الجنوب بعد أن كان التمرد يدق الطبول علي أطراف الخرطوم وجون قرنق يقول لبنات شندي جهزو القهوة ، تلك كانت مرحلة فاصلة في تاريخ السودان ويجب أن تعيد الدولة قراءة تلك الفترة بالشكل الصحيح لأن لهؤلاء الشهداء أسر إفتقدتهم كثيرا وهم في حواصل طير خضر تحت عرش الرحمن إنشاءالله . لي صديق دائما يقول هذا المثل رغم أن المثل غير لائق ولكنه يظهر جانب من جوانب تلك المرحلة وهو يقول ( يموت حمار في رزق كلب ) ليس المقصود أن الموتي حمير ولكن هم شهداء أعزاء ولكن القصد رغم كبر هذا الحمار يموت في رزق هذا الكلب . المرحلة الثانية هي مرحلة تكوين وإدارة الدولة ، هنا برزت العلة التي أصابت النظام لقد كان إعتماد النظام علي الدكاترة في كل شئ ولكن هم مجموعة صغيرة وأفسدتها عملية الصالح العام وهي من أكبر الأخطاء التي وقع فيها النظام هنا برزت مجموعات الذقون التي يقولون عنها ( الكيزان ) وكانوا أصحاب مصالح وإنتشر النهب والتغول علي مال الدولة وكانت خزينة الدولة مقسمة في سيارات الكيزان وهم يقومون بالصرف وكانت الدولة في شنطهم ، ظهرت تلك الجماعات في بناء القصور والفلل والسيطرة علي كل شئ وعينك عينك يتم القبض علي الكثير الكثير منهم في حالة نهب كبيرة والدولة تقوم بحمايتهم ولم يشاهد المواطن العادي أية محاكمات وباعت الدولة كل السودان بأرخص الأثمان وإرتهن كل السودان للدول الخارجية ، خمسة وعشرون عاما ولد جيل كامل تربية الإنقاذ وشاهد ذلك الجيل ممارسة الذين في السلطة هم وأسرهم شاهد هذا الجيل ممارسة الإسلام السياسي التي أدارها كل هؤلاء اللصوص وجد هذا الجيل نفسه عاطل ومغيب عن كل شئ وكبرت الأحقاد في داخله ، المتأسلمون الجدد الذين حكموا البلاد كانوا علي درجة كبيرة من المفسدة وهذا الجيل يشاهد وتربي في هذا الجو المسموم وهاجر وترك البلاد ولكن عندما تطالع أي خبر مهما كان صغره عن فرحة سودانية في أي جانب أو نجاح لسوداني في أي مكان أو أي مجال عليك مراجعة الردود التي تجدها في كل الأسافير ستجد نفس المنطق الذي كانت تمارسه البي بي سي يفرح القارئ في بداية الخبر ويعرج لك عن الكيزان ولو كان كذا وكذا ونجد أن الكره أصبح مثل كرة الثلج وأي خبر ولو كان تافها يفرح الشمات ووصلت الكراهية في المجتمع لتصبح النظرة السوداوية التي تحكمنا وإنتهت مجموعات السنة المحمدية وضاعت في المجتمع لأنها طريقة إعتمدت العنف والتشديد في سلوكها بينما تجد الفرد فيها يحب الأكل الطيب واللحوم والفواكه والنساء .
هاشم محمد علي احمد أحدث المقالات
- شعير بقلم محمد رفعت الدومي 10-07-15, 04:36 PM, محمد رفعت الدومي
- جائزة نوبل لمشايخ الاسلام و للسلفيين والمملكة بقلم جاك عطالله 10-07-15, 04:33 PM, جاك عطالله
- حزب الأمة القومي يؤكد : حصحص الحق ولا خوض مع الخائضين بقلم حسن الحسن 10-07-15, 03:48 PM, حسن احمد الحسن
- الحركة الإسلامية: الإعتذار والرحيل بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 10-07-15, 03:45 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الامام يشوت فى المقص ويحرز هدفا قاتلا فى (الإنقاذ)! بقلم على حمد ابراهيم 10-07-15, 03:43 PM, على حمد إبراهيم
- العراق يجني 7 خسائر من الاتفاق الرباعي بقلم زهير الدجيلي 10-07-15, 03:40 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- قلناها الف مرة...!!!له بقلم سميح خلف 10-07-15, 03:39 PM, سميح خلف
- هى لله هى لله بقلم ماهر إبراهيم جعوان 10-07-15, 03:38 PM, ماهر إبراهيم جعوان
- الخدمة المدنية، العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء (8) بقلم عبد العزيز سام 10-07-15, 01:39 PM, عبد العزيز عثمان سام
- حوار سبعة زايد سبعة ونُص وخمسة ! بقلم فيصل الباقر 10-07-15, 01:36 PM, فيصل الباقر
- الحوار مع الأصدقاء!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-07-15, 01:32 PM, عبدالباقي الظافر
- الحزب الاتحادي الفوضوي! بقلم الطيب مصطفى 10-07-15, 01:30 PM, الطيب مصطفى
- أسباب التهرب ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-07-15, 01:29 PM, الطاهر ساتي
- تقرير اداء آليات الضمان 2014 (1) عرضوا على مجلس الوزراء ما يخفى الفشل وبؤس الحال.. 10-07-15, 05:43 AM, محمد علي خوجلي
- اية الله بوتن يراهن على حصان خاسر بقلم د. حسن طوالبه 10-07-15, 04:38 AM, حسن طوالبه
- صدفة ... قد تكون جيدة بقلم شوقي بدرى 10-07-15, 04:33 AM, شوقي بدرى
- تايه بين القوم / الشيخ الحسين/ قوم القاهرة 10-07-15, 04:28 AM, الشيخ الحسين
- غلوتية الكهرباء بين الهيئة القومية والشركات المتعددة بقلم نورالدين مدني 10-07-15, 04:20 AM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|