|
لماذا أعتصم مجتمع مدينة لقاوة وضواحيها ؟! بقلم حامد ديدان
|
بهـــدوء
(موية .. طريق .. مدارس .. مستشفى!) قبل أن نناقش تلك المطالبات (الخرافية!) في ظن مجتمع السودان الرسمي و الشعبي، نوجه نظرنا إلى لقاوة : الإنسان والأرض . لقاوة هي حاضرة المنطقة لتواجد الناس فيها بصفة دائمة - كل الناس - هناك وبأعداد تفوق المناطق الأخرى وهم يمارسون مختلف الأشغال (العمل!) كالتجارة ، الزراعة ، التعليم ، الطب وغير ذلك من أسباب الرزق . طبيعتها جبلية وطينية ... أمطارها غزيرة (السافنا الغنية!) مما يتح الفرصة للغابات أن تجد مكانها فيها وبالتالي ، فالغطاء النباتي كثيف لذلك تكسو المدينة وضواحيها خضرة تسر الناظرين ، خاصة في موسم الخريف ... تسكنها هذه الأثنيات (الأجناس!) البشرية : المسيرية ، النوبة ، فلاتة ، الداجو ، برقد ، قمر وتنجر وفد حاولنا أن نكتبها مرتبة حسب الأثر الاجتماعي والثقافي و المهني لعلنا نصيب في هذا الموضوع... إذاً مجتمع لقاوة مجتمع متلاقح ومتكامل ... من أهم المناطق فيها : جنقارو وتزرع فيها الفواكه والحمضيات والخضروات وبحيرة كيلك وهي مسطح مائي لا ينضب طوال العام ويجود بالسمك بكميات تغطي حاجة مواطني ولاية جنوب كردفان وولاية غرب كردفان ، إذا أحسن استغلالها . بالطبع ، هناك مناطق أخرى لا يسعنا المجال لذكرها ... لكننا نقول أن (ما أكسب!) المنطقة أهمية كبيرة هو موقعها الجغرافي الممتاز فهي تقع بالقرب من حقول البترول في هجليج وتقع قريبة من مطار بليلة كما هي حلقة وصل بين ولاية جنوب كردفان وولاية غرب كردفان . الاعتصام ... المطالبات وهل (أجرم!) مواطن لقاوة بفعلته تلك ؟ّ! لاعتصامه الذي استمر حتى لحظة كتابة هذا المقال ( 43 !) يوماً هل للمطالب عصية الحلول ؟! سنرى ! الماء : يشمل ماء الشرب للإنسان و الحيوان و النبات (الجناين!) ... مع الأمطار الغزيرة - كما أسلفنا - لا توجد سدود لحفظها في فترة الصيف كما أن خدمات المياه الجوفية (الدوانكي!) شحيحة ... لا توجد شبكة مياه (تخلص!) الناس من العطش ... الماءُ شريان الحياة ، إذاً هو مطلب واقعي وخاصة أن العالم يعيش في العام (14) من الألفية الثالثة حيث وفرت حكومات المجتمعات الإنسانية حول الكون ، هذا المطلب لمواطنيها كمظهر من مظاهر الرقي و الحضارة . الطريق : مقصود منه الطريق المسفلت (زلط!) وتحديداً يبدأ من تقاطع منطقة (كيقا!) بالقرب من مدينة كادقلي إلى مدينة لقاوة ثم منها إلى مدينة الفولة فالمجلد ... المنطقة ، بترولية وزراعية ورعوية فلماذا هذا (التقاعس!) في إكمال هذا الطريق لتكتمل البهجة والفرحة في نفوس الناس ؟! معطيات بناء الطريق موجودة ... أين هي المعيقات ؟! ... في نظرنا ، أنه مطلب منطقي وحيوي ومهم . مدارس : توجد في مدينة لقاوة مدرستان ثانويتان للبنين و البنات والأهم هنا هو ... غياب المعلم المؤهل (المدرب!) والموجود من المعلمين و المعلمات لا يغطي جدول الحصص يعني ذلك أن مواد كثيرة (غائبة!) كالرياضيات ، العلوم واللغة الانجليزية ... الإجلاس سيء والكتاب المدرسي غير موجود ! ... ما هذا ؟! وأنا أكتب هذا المقال ، تذكرت على الفور (معلومة!) مهمة عن المعلم ... دعنا نطير إلى اليابان كيف تصرفت بعد أن ألقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة نووية في مدينة هيروشيما إبان الحرب العالمية الثانية فقد ساد اليابان الحزن والخوف من المستقبل فجمع إمبراطور البلاد العقلاء في بلده ووجه إليهم هذا السؤال : كيف نتحضر وننسى الماضي الأليم ؟! فقالوا أتعمل بما نقول ؟! قال : نعم ! فقالوا : ادفع للمعلم راتب أعلى من غيره ... ذلك هو الحل ! ففعل الإمبراطور فكانت يابان اليوم في مصاف الدول الراقية والمتقدمة وقد فعل السودان مثل ذلك في فترة ما بعد الاستقلال حتى أن البنات تحلم أن يكون فارس الأحلام معلماً فهن يغنيّن مع إيقاع الدلوكة : شرطاً يكون لبيس من هيئة التدريس ! وعندما تدنى أجر المعلم هذه الأيام ، غنت الساقطات : المدرسين المفلسين ، المفلسين ! ولإيماني الراسخ بمبدأ أن تعطى الحقوق لأصحابها ، فقد سمعت ذلك من المحاضر الشاب (علي السندي) في معرض نقاشه لنا (الدارسين!) في معهد سلتي ... هلا أعطينا المعلم راتب أكبر من غيره لننهض ؟! أتمنى ذلك . مستشفى : يا للهول ! مستشفى لقاوة (خاويةُ!) على عروشها لا أخصائيون في مختلف التخصصات ... لا ممرضون مؤهلون ... لا معامل ومعدات ... لا دواء ! وبعد ... من المسئول ؟! المسئول هو مجتمع السودان الرسمي و الشعبي ، وفي الرسمي أولاد المنطقة ! الذين سُلمت لهم المفاتيح وعلى رأسها الأموال (الضخمة!) بغرض التنمية فحولوها إلى جيوبهم ... بنوا العمائر أسسوا الشركات ... الأرصدة في الداخل و الخارج ! ولا رقيب ولا حسيب ! اللهم هل بلغت ؟! فأشهد . وأن آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين إلـى اللقاء
|
|
|
|
|
|