|
للحفاظ على وحدة السودان بدولتيه بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
mailto:[email protected]@msn.com
*قبل أن أتناول بعض إفادات كارلوس ل"السوداني" لابد من تكرار تهنئتي للابن محمد عبد العزيز على هذه "الخبطة" الصحفية غير المسبوقة التي أخرج بها كارلوس من محبسه ليدلي ل"السوداني" بافادات جديدة عن ملابسات وجوده في السودان وحتى تسليمه لفرنسا. *لن أتوقف كثيراً عند اتهامه للدكتور حسن الترابي بأنه يتحمل مسؤولية تسليمه لفرنسا لأنه في ذات الحوار ذكر أكثر من مرة أن عناصر أمنية بالمجلس الأربعيني للترابي هم من أخبروه بالصفقة التي تمت لتسليمه لفرنسا، ولا عن حديثه عن اعتذارقائد فريق إعتقاله الذين أجهشوا بالبكاءعند وداعه !!، إلا أن هذه الافادات الغريبة تنفي ما قيل من قبل بانه تم تخديره قبل ترحيله إلى فرنسا. *لكنني وقفت كثيراً عند قوله : ماحدث لي لايقارن بما حدث لمسلمي الجنوب بعد إنفصال جنوب السودان، لأنني سبق وقلت ذلك أكثر من مرة، أذكر منها مداخلتي في اللقاء التنويري حول السجل المدني الذي تم في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بحضور النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وفي لقاء تنويري اخر دعانا له أحد أبرز مفاوضي نيفاشا ادريس محمد عبد القادر بقاعة الاجتماعات بوزارة النفط. * توقفت أيضاً عند قول كارلوس : تمنيت أن يعود السودان موحداً، وإن كان سقف أمنياتنا تراجع ليصبح أن تعود العلاقات السودانية السودانية إلى طبيعتها، وأن تتنزل إتفاقيات التعاون المشترك بين دولتي السودان لصالح المواطنين السودانيين هنا وهناك. *للأسف رغم الزيارات الرئاسية المتبادلة، والجهود التي بذلت تحت مظلة لجنة الوساطة الافريقية رفيعة المستوى برئاسة حكيم افريقيا الرئيس ثامبو امبيكي، ما زالت الأجواء بين بلدينا متوترة بسبب إستمرار الخلافات والنزاعات المسلحة في كل قطر على حدة، والتداخل السلبي الضار بهما وباستقرارهما ومستقبلهما. *يستطيع السودان لأنه الإقرب للدولة الوليدة التي خرجت من رحمه، أن يؤدي دوراً إيجابياً لوقف النزاعات القبلية المسيسة هناك، وأن يسترد في نفس الوقت زمام المبادرة التي طرحها حزب المؤتمر الوطني في يناير من العالم الماضي لوقف نزف الدم السوداني، وإفساح المجال للأحزاب والفعاليات المعارضة للاسهام في معالجة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية، والانتقال الى رحاب التحول الديمقراطي الحقيقي والتداول السلمي للسلطة. *لم يعد هناك مجال للتلاوم وتبادل الاتهمات غير المجدية، فالأوضاع في بلدي السودان تتطلب تعاوناً جاداً لدفع جهود المصالحة الوطنية في دولة جنوب السودان، ومساعي التوافق القومي المتعثرة في السودان. *ان التحدي الماثل امام بلدينا، ليس التمكين لحكم الحركة الشعبية في جنوب السودان أو حكم المؤتمر الوطني في السودان، وإنما في الحفاظ على وحدة السودان التليد بدولتيه وشعبه الواحد بعيداً عن الخلافات والنزاعات المسلحة التي أضرت بهما، وما زالت تهدد أمنهما واستقرارهما ومستقبلهما.
كلام الناس مكتبة بقلم نورالدين مدني
|
|
|
|
|
|