|
لقــــــاء قـــــديـم ..... مع أبنـــة الزعيــم .. ( 1ـ 2 ) ء
|
تذكرة أولى في حياتنا أناس يستعصون على المحو من الذاكرة .. وفي المقابل آخرون يروحون ويجيئون ثم يصبحوا أثرا بعد عين . هكذا هي الحياة .. كلها متقابلات لا بل منتاقضات في كثير من أوجهها .. ولكن ( في الليلة الظلماء يفتقد البدر ) . وما أحوجنا ـ نحن معشر السودانيين ـ لذلك البدر الذي كم افتقدناه في كافة مناحي حياتنا .. لا سيما السياسية منها .. خاصة وأننا _ في عهد الانقاذ الراهن ـ افتقدنا كثيرا من وهجنا كوطن ووطنيين . ء تذكرة ثانية ماأنا بصدده هنا كان استلهاما لتاريخ وطن مجسد في رجل .. وما أنا بصدده هنا ـ في الواقع ـ يعد أول لقاء صحفي مطول أخرج أبنة الزعيم الراحل ( ود البلد اسماعيل الأزهري ) رحمة الله عليه .. من قبو صمت السنين الذي لازم هذه المرأة الخارجة من صلب رجل ليس ككل الرجال .. أنها اخصائية التغذية السيدة الفاضلة : سناء الأزهري .. والتي هاجرت بصحبة زوجها الى دولة الامارات العربية المتحدة العام 1978 .. حيث التقيتها هناك أبان فترة عملي الممتدة قرابة السنوات التسع .. وقد جئتها مهاجرا من بلاد اليمن السعيد . نشر هذا اللقاء بالدوحة (عبر عملي أيضا مراسلا صحفيا من أبو ظبي ) في يوم الخامس من مارس /آذار من العام 1992 تذكرة ثالثة ورد في مقدمة ذلك الحوار أن المذكرات التي خطها بيده الزعيم الخالد ( اسماعيل الأزهري ) تعد مرجعا دقيقا للدارسين والباحثين في تاريخ تلك البقعة من هذا العالم .. وأعني بها المنطقة التي تشمل وسط أفريقيا وشمالها وشرقها والداخلة في اطارها العديد من الدول التي تنازعت عليها قوى الاستعمار الثلاثي والمتمثل في كل من بريطانيا و فرنسا وايطاليا .. وهي المنطقة التي وجدت نفسها ـ رغما عنها ـ جزءا مشاركا في المعارك التي دارت رحاها أبان الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي حصدت ملايين الملايين من أرواح البشر . ء بل أن مذكرات الأزهري ـ والتي احتفظ بها في مكتبتي مرجعا ـ تعد من الاضافات المهمة ـ ليس لتاريخ السودان فحسب ـ وانما لتاريخ المنطقة بأسرها .. خاصة ذلكم الجزء المتعلق بالنضال العربي ضد الوجود الاستعماري .. والملامح المكونة لأفريقيا الحديثة . وبين ثنايا تلك المذكرات اضاءات واضحة من جوانب الحياة لشعوب المنطقة . أنها شهادة حية لحقبة امتدت منذ عشرينيات القرن السابق وحتى الستينيات منه .. حيث كانت العديد من الحركات التحررية قد خرجت من رحم النضال الوطني الى حيز الوجود وشرعت في دك حصون المستعمرين .ء و ( اسماعيل الأزهري ) واحد من الشخصيات المناضلة التي خطت ـ بأحرف من خلود ـ أسمها في تاريخ وطن يملك شعبه الأبي سجلا عامرا بالمآثر النضالية الخالدة والرؤى العميقة والبطولات الشاهدة على عظمة أبطال كثر جاؤوا من صلبه وضحوا بأرواحهم من أجله ورفعة همته وعلو شأنه .. رجال لطالما قفزوا به فوق الشمس وعبروا وهاد المستحيل .. والأزهري واحد من هؤلاء واولئك .. حيث كان مناضلا جسورا قاد حركة الخريجين السودانيين ضد المستعمر البريطاني في وقت كان فيه كل شيئ تحت قبضة هذا المستعمر .. لذا فالسودانيون يحفظون للرجل مكانة رفيعة في ذاكرتهم الجماعية والفردية .. خاصة وقد لعب ـ بكل جدارة واقتدار ـ دورا بارزا في أوساط الخريجين السودانيين ـ آنذاك ـ أدى الى بروز الأحزاب السياسية الى حيز الوجود ليلتف حولها أبناء الشعب السوداني وتأخذ بيدهم من ردهات الاستعمار المظلمة الى ساحات الاستقلال المضيئة .. حيث تنفسوا الهواء واستنشقوا عبير الحرية وأمسكوا مصيرهم بيدهم وفرضوا ارادتهم .. فكانت الصرخة الداوية في صبيحة الأول من يناير / كانون الثاني عام 1956 لتعلن ميلاد دولة مستقلة أسمها ال! سودان . ء ونواصل بمشيئته سبحانه ولك الله يا وطني خضر عطا المنان كوبنهاغن / الدنمارك [email protected]
|
|
|
|
|
|