|
Re: لفكر في زمن العصيان المدني بقلم مصعب الا� (Re: مصعب)
|
الأخ الفاضل / مصعب التحيات لكم وللقراء الكرام حلول استقرار السودان عديدة وشائكة في نفس الوقت . وتلك الحلول تناولها أصحاب الأفكار بذلك القدر الوافر الهائل . تحدث الناس كثيرا عن الهوية المطلوبة وعن التوجه الفكري المطلوب . ولكن من الخطأ الجسيم وضع الحلول من منطلقات الأمزجة الشخصية والميول الفردي . لأن تلك الحلول تتعارض عادة مع الرغبات الجماعية للشعب السوداني . فئات من الشعب السوداني وهي أقلية تريد الحكم العلماني . وفئات أخرى من الشعب السوداني وهي أغلبية تريد التوجه الإسلامي . وهنالك أقليات سودانية تريد التوجه المسيحي في البلاد . ومن الخطأ افتراض أن التوجه العلماني هو الأمثل في توجه البلاد . وذلك الافتراض العلماني هو الذي أدخل السودان في دوامة التجارب منذ الاستقلال . والانحياز لفكر معين دون مراعاة رغبات الجماعات المتنوعة يضعنا في نفس خانة الفشل . تلك الإشكالية كانت قائمة في دولة الإمارات العربية المتحدة عند تأسيسها . ولكن الشعب الإماراتي أستطاع أن يحدد الهوية حسب رغبات الجماهير في المناطق المختلفة . وذلك بترك مجال الاختيار لشعوب الإمارات أنفسهم دون فرض الواقع عليهم . فنجد أن شعوب بعض الإمارات قد اختارت النهج الإسلامي كدستور لهم في معاملاتهم . وهنالك شعوب بعض الإمارات الأخرى قد اختارت النهج العلماني كدستور لهم . والإنسان الذي يتجول من إمارة لإمارة عليه أن يحترم دستور الإمارة التي يتواجد فيها . وبذلك استطاعت دولة الإمارات المتحدة أن تخرج من تلك الإشكالية بين التوجه الإسلامي والعلماني . وتلك التجربة الناجحة يجب أن تسري في هذا السودان بين الولايات . فما الذي يمنع أن يختار شعب ولاية من الولايات النهج العلماني ؟؟. وما الذي يمنع أن يختار شعب ولاية من الولايات النهج الإسلامي ؟؟. وما الذي يمنع أن يختار شعب منطقة من مناطق السودان نهج التعاليم المسيحية ؟؟. ولماذا لا تكون الخيارات فضفاضة ومرنة بالقدر الذي يرضي الجميع ؟؟ ؟ لماذا يجتهد العلمانيون لفرض الواقع العلماني في السودان على الجميع ؟؟ ولماذا يجتهد الإسلاميون لفرض الواقع الإسلامي على الجميع ؟؟ أطلقوا حرية الاختيار لشعوب الولايات حسب رغبة الأغلبيات . وهنا تتجلى ضرورة تسليم الأمور لنخب سودانية عالية المقدرات والخبرة .
| |
|
|
|
|