خط الاستواء تلاوحت خلال اليومين الماضيين بوارق أمل ، بأن هناك اتفاقاً وشيكاً بين الحكومة والحركة الشعبية، تبدّت ملامحه من خلال بيان للحركة ،عضده ظهور فجائي لياسر عرمان على شاشة تلفزيون "القومي"، ذاك الجهاز الذي يتعهّد طيلة الوقت، باستضافة "استراتيجيو التنظيم"..! يبدو أن الرسميات لم تعد تفي الغرض، فهاهو عرمان يفاوض عدوي ، في شكل مباراة ودية لا علاقة لها بالدوري العام..! و سبحان الذي "يضع سِرّو في المحادثات غير الرسمية"، وفي هذه الاريحية، التي تلقي أعباءاً كثيرة على الاستاذة تراجي مصطفي، إذ تزامن وصولها للخرطوم مع هذا وذاك ، فلا عتب على ناظرٍ إليها كـ "وفد مقدمة" لمجيئ الكومريتات أجمعين..!يقول المتشائلون: لم لا يحدث الاتفاق..؟ فالحرب ليست غاية، و النضال ليس مهنة، وأسوأ المفاوضات، تلك التي تتخذ من الشعب بضاعة، وأكثر الانظمة سوءاً، تلك التي تخذل من يجنح للسلم،و تقدمه نموذجا خائبا، يجعل من لم يسالم ،يتمسك بخيار القتال..!لم لا يحدث اتفاق، يكون هدفه تقديم العون الإنساني لضحايا الحرب، ثم يتطور الاتفاق الى اتفاق شامل..؟ من الممكن أن يحدث هذا، بمنطق لا يلغي المطالبة بالحريات، ولا يوقف الهدير بتغيير النظام..هذه هي لغة معسكر الضحايا الابرياء في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق.. لم لا يقع الاتفاق إن كان المجتمع الدولي لم يعد حليفاً مضموناً بعد صمته المريب على الترحيل القسري للنازحين من عمّان..؟ لهذا المجتمع الدولي صفقة ، مرّرها عبر الاتحاد الأفريقي، وسوّقها للنظام..وقد أعلنت الحركة مراراً،انها مع خيار الحل السلمي وعودة الحياة الطبيعية ــ الغذاء والدواء ــ لأهل مناطق نفوذها.. بناء اً على هذا رشح هذا الأمل، مشفوعاً بمقترح امبيكي الذي وافقت عليه الحكومة ثم عدلت عن ذلك، لأن فيه بنداً يتحدث عن الرقابة الدولية،، بينما رفضته الحركة ، لأنه ينص على حوارٍ في الداخل دون ضمانات..! هناك عقبات "كأداء" أمام اتفاق الطرفين..! هناك ظن حكومي، بأن ابراهيم محمود سيُحدِث اختراقاً مع أهل المنطقتين، بعيداً عن عرمان والحركة الشعبية..هناك ظن خرطومي في هشاشة الوضع داخل الحركة، بعد ما رشح من خلافات داخل الجبهة الثورية..! وفي كنبة الاحتياط، هناك من يعتقد أن ظهور عرمان في التلفزيون، يعني أن الحركة باعت القوي الوطنية، مثلما غدر النظام بالتجمع الوطني بعد اتفاقية القاهرة، ثم جاء وابتلع بعضه داخل تكويناته الحكومية..!من يفاوضون الحركة يعلمون أنها لن توقِّع على الاتفاق بيدٍ سفلى، وأنها لن تكسب شيئاً من تشريف الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار، إن كان النظام يتمسّك بـ "عشقه الخاص / كراهيته " لعرمان و الحلو و عقار..!لو اعترف النظام بهم كممثليين حقيقيين لذاك الهامش الملتهب، فهم أعقل العقلاء..ها أنتم تفاوضهم ، حيناً بعد حين في أديس،تحت رعاية الآلية الافريقية، بموجب قرار أممي..فما المشكل في ذلك..؟هذه عقبة، دونها أخرى"كأداء" بالفعل،لأنها تمثل في القبول بفكرة "جيشين"..! فالجيش الشعبي لقطاع الشمال، لن يحل نفسه، لكونه الضامن الوحيد للاتفاق، حين يقع الاتفاق..!الوضع الاقليمي والدولي ضاغط..والوسطاء من وراء البحار ، ومن أفريقيا ومن الخليج،،، يطلبون هبوطاً ناعماً، يجعلهم يتفرغون لداعش وأخواتها..!الحكومة والحركة يتسابقان على كسب النقاط، وفوهة البركان في علاقتهما، ان الحكومة في حاجة ماسة إلى حليف جديد، تستبرئ به من التنظيم الدولي ، بينما تعلم الحركة الشعبية ــ علم اليقين ـــ أنها من الممكن أن تستوزر بألقاب رفيعة، لكنها ستُهمّش داخل القصور..!من هذا الميس تبدأ"لعبة الدسوسية".. ومن هنا أيضاً، يمتلئ الافق بالمفاجآت، ويعُج بالشائعات..! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة