|
لا حوار مع سلطة الإغتصاب والقتل الجماعي إلأ لتسليم السلطة !!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالغني بريش فيوف
دعا رأس سلطة الإغتصاب والتطهير العرقي في السودان في فبراير من هذا العام إلى حوار سوداني سوداني جامع وذلك للخروج بالسودان من أزمته الإقتصادية والسياسية الخانقة التي يتخبط فيها منذ إعلان جنوب السودان استقلاله وذهاب 75% من عائدات نفط السودان معه .
وقد لبت هذه الدعوة التي يرُاد بها " انتاج الإنقاذ " مجدداً وعلى جناح السرعة من دون تفكير ، كل أحزاب ( رزق اليوم ) أي الأحزاب التي تشارك في برلمان حزب البشير بالتعيين ، بحجة متطلبات المرحلة الحرجة ، وأن السودان مستهدف من قبل قوى أجنبية معادية وعلى السودانيين جميعاً نبذ خلافاتهم والدخول في حوار شامل وغير مشروط مع النظام لمنع الإنهيار النهائي لهذه .
غير أن الأحزاب والتنظيمات الحقيقية والتي لها ثقلاً جماهيرياً وشعبياً ، رفضت دعوة الجنرال عمر البشير للحوار بإعتبار أن هذه الدعوة ليست هي الأولى ، بل سبقتها دعوات كلها كشفت عدم جدية النظام في تفكيك نفسه لإفساح المجال لتكوين حكومة انتقالية يحترمها المجتمع الدولي والإقليمي .
ليس هناك سودانياً ، يرفض الجلوس أو التحاور مع غيره على مواضيع تخص السودان ... لكن أيضا يجب أن نعرف أن للحوار شروطاً معينة يجب توافرها حتى نطلق على أي عملية سياسية بالحوار ، كالوصول إلى جدول أعمال توافقي بين كل الأطراف وهو شرط ضروري من شروط إنجاح الحوار .
فيما يتعلق بالحوار الذي نادى به الجنرال السفاح عمر البشير ، ينقصه أدنى معيار الحوار الجدي ، وهو الإتفاق على جدول أعمال توافقي بين الأطراف السودانية المختلفة ، مما يعني أنه لا يتعامل معه بكل جدية ، بل هو أصلاً لا يؤمن بأن الحوار مطلب ضروري وهو الحل ، وأن التوافق مطلب رئيسي ، وهو شرط من شروط الحوار ، انما بهذه الدعوة يحاول استغفال الناس واستهبالهم .
هذا الحوار الذي ينادي به البشير ، إنما هوغطاءً سياسياً لأعمال العنف والأعمال البربرية الوحشية التي تقوم بها مليشيات الجنجويد هذه الأيام في دارفور.. في محاولة من النظام لنفض بديه من الدماء ، والتنصل من المسؤولية عنها ، والتظاهر بالسعي نحو الحوار ، في حين يدعم ويخطط للفوضى الشاملة في كل السودان .
نظام أمضى في الحكم ربع قرن من الزمان ، وفي خلال حكمه انشطر السودان إلى دولتين ، ومات ما يقرب على ثلاثة مليون سوداني نتيجة للحرب التي أشعلها ، وأصبح دائماً وأبداً في عهد حكم الإنقاذ يحتل ذيل مؤشرات المنظمات الدولية كأسوأ عشر بلدان في حرية الصحافة حيث تحتل المرتبة 176 عالمياً ، والمرتبة الأولى في أمراض تشوهات العظام ، والمرتبة الثالثة عالمياً من حيث تفشي الفساد ، ويحتل المرتبة الثانية في الإيدز في شرق الاوسط وشمال أفريقيا ، والمرتبة الاخيرة عربيا و 130 في قائمة الشعوب الأكثر سعادة ، وذلك حسب دراسة قام بها معهد غالوب العالمي الذي قاس نسب سعادة الافراد في 155 بلد .. ومع كل هذا وذاك يرى النظام نفسه الأنسب لإدارة البلاد ويقول من يريد المساعدة عليه الإنضمام إلى الحوار الذي ينادي به .
حتى متى يظل السودانيين فى هذا القمع وهم أصحاب الحق .. حتى متى يظهر الأوغاد وأهل باطل ونفاق يدعون المعرفة .. هل من جدوى من الحوار مع هذا النظام الغاشم ؟
هل تجدى الحوارات والشعارات الكاذبة التي يرفعها النظام في الوقت الذي تستمر فيه مليشياته في حرق أكثر من 127 قرية في دارفور ، والآن هناك مليشيات في جبال النوبة أسندت إليها مهمة القتل وحرق القرى والمدن .
حتى الصغار والعجزة لم يسلموا من بطش الطاغوت ومليشياته ، والنساء والفتيات لم يخطئها التنكيل والإعتقال والإغتصاب ، الكل يئن ، بيوت بلا عائل ، بل بيوت بلا بيوت ، حتى متى يضحك النظام على مواطنيه ؟ بل حتى متى يستهبل المعارضة السياسية ؟
انهم يريدون بدعوتهم للحوار شراء بعض الوقت ، ولكن هذه اللعبة وهذه الكذبة لا تنطلي على المعارضة الحقيقية التي رفضت هذه الدعوة ابتداءاً . لقد اضجت الحركات المسلحة مضاجع الظالمين واذهب النوم من أعينهم ، ولن تتوقف حتى تطهير البلاد من نظام البشير ومليشياته المحلية والعابرة للحدود .
موقف الأحزاب السياسية الرافضة لهذه التمثيلية هو الموقف الصحيح والصائب ويتطابق مع بيان مسؤولة الشئون الخارجية والأمن في الإتحاد كاثرين آشتون في بيان لها يوم الجمعة 11 أبريل قالت فيه إن التطورات في دارفور تتناقض مع رغبة الحكومة السودانية في الدعوة لحوار شامل بمشاركة جميع الأطراف.ودعت المسؤولة الأوربية الحكومة إلى احترام تفويض المنظمات الدولية والسماح لها بالوصول إلى المناطق المتأثرة بالنزاع بهدف تقديم المساعدات للمتأثرين هناك .
إن الحوار الذي نريده مع نظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي اليوم هو فقط لمناقشة كيفية تسليم السلطة لحكومة مؤقتة للإنتقال بالبلاد إلى دولة المؤسسات وسيادة القانون وتأسيس نظام ديمقراطي فيدرالي .. ولا نريد حواراً يعيد انتاج نظام الإنقاذ .
والسلام...
|
|
|
|
|
|