لم ينتظر مولانا عوض النور وزير العدل موظفي العلاقات العام ليصدروا بيان توضيح..هرع القاضي السابق إلى لوحة المفاتيح بجهاز الحاسوب وعلّق على تلك الحادثة من شرفة وسائل التواصل .. كنت أول من لفت انتباه العامة للآثار السالبة لزيارة وزير العدل ووالي الخرطوم ومدير الشرطة للأستاذ محمد حاتم سليمان في مخفر الشرطة.. صحيح إن القانون يمنح سلطة استثنائية لوزير العدل لطلب تفتيش بلاغ معين إن توافرت له معلومات محددة تعضّد تدخّله.. لكن كانت تلك القضية مثل كرة الثلج تتكوّر وفي سيرها تطحن عدداً من الضحايا بمن فيهم المشكو ضده حاتم سليمان. قبل أيام لفت انتباهي أن نزاعاً تجارياً حول مصنع سراميك بات مادة إعلانية حاضرة في وسائل الإعلام.. أحد الخصوم كان يستخدم صورة اللواء عبد الرحمن المهدي مساعد رئيس الجمهورية وأحد أقارب مسؤول سيادي رفيع جداً في الترويج لوجهة نظره .. استجاب مجلس الصحافة لهذه الملاحظة ومنع استخدام صور الدستوريين في مثل هذه الأوضاع المؤثرة على العدالة. بالأمس هاتفني صديق عزيز ينقل لي دعوة رجل الأعمال الناجح محمد المأمون عبد المطلب لوليمة عشاء مساء الثلاثاء بمزرعته شرق الخرطوم.. مناسبة الاحتشاد دعوة على شرف مؤتمر رؤساء القصاء الأفارقة الأول المنعقد بالخرطوم والذي شرف أولى جلساته رئيس الجمهورية صباح أمس.. تحمست للدعوة خاصة بعد أن علمت من محدثي وجود مواصلات قبل وبعد الحفل . لكن حينما قلّبت الصحف في نهاية اليوم وجدت أن المأمون هذا هو طرف أصيل في ذاك النزاع التجاري حول مصنع رأس الخيمة الذي تنظر فيه المحكمة التجارية اليوم.. قيمة النزاع أكثر من مائة مليون دولار ويترافع في القضية عدد من كبار المحامين..حمدتُ الله أن المأمون هذا لم يكن الطرف الذي استخدم صورة مساعد الرئيس حتى لا تكون وجهة نظرنا هذه قابلة للتأويل .. على العموم قررت أنا الفقير إلى الله مقاطعة الحفل الكبير . لو كنتُ مكان رئيس القضاء لرفضتُ الاستجابة لمثل هذه الدعوة الملغومة.. بالطبع سيذهب الضيوف، وفي معيتهم رصفاؤهم من كبار القضاة.. لن يتخلف الساسة المؤثرون عن هذا المحفل الحاشد.. زملائي من قبيلة الإعلام سيكونون أيضاً حضوراً.. حينما تحمل صحف الصباح صور المناسبة ويظهر المأمون محفوفاً بالكبار حتماً ستتأثر قضيته المنظورة أمام المحاكم .. ستكون الكارثة أكبر أن علم الزوار أن مستضيفهم طرف في نزاع قيمته أكثر من مائة مليون دولار . بصراحة.. إذا كان الطرف الاول في النزاع الضخم نجح في استخدام صورة ثابتة في محاولة التأثير على العدالة فالطرف الثاني وجد بغيته في مشاهد متحركة ومؤثرة ستصيب العدالة في مقتل. مولانا حيدر دفع الله اعتذر عن حفل مساء الغد قبل أن تقع الفاس في الرأس .. أرجوكم اسمعوا كلام القصير هذه المرة . assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة