بسم الله الرحمن الرحيم ......... بحكم المولد بجوار الأضرحة عاصرنا أكثر الفترات التي كانت فيها تلك الأضرحة مزارات لكل أهل السودان بدون فرز قبل ثورة مايو كانت العقيدة ممتدة تشمل كل أهل السودان وكانت الوفود والسيارات تتدفق في المنطقة وأصبحت المنطقة محج لكل من له عقيدة راسخة ومنهم جاور الأضرحة ليعيش فيها متعبدا زاهدا ومقتنعا بتلك الطريقة ليعيش حياة الدراويش وكان كل المحبين والمنتمين لهذه الطريقة يمشون حفاة أمام السادة ولبس لحذاء يعتبر خطيئة كبيرة في تلكم الأضرحة وأمام السادة بالذات من كثرة الزوار للمنطقة إبتدع المشرفين علي تلك الأضرحة تحديد يوم الأثنين للنساء ويوم الجمعة للرجال ووضعت لوحة كبيرة للزوار وإستمر الحال علي ماهو عليه وجاءت ثورة مايو وإنشغل الناس بالحياة والمعيشة التي أصابت المجتمع وقل الزوار للأضرحة وجفت الزيارات بشكل واضح حتي إنقطعت تلك الزيارات إلآ من بعض القلة الذين يتوافدون للمنطقة ، وبعدها جاءت الديمقراطية الثانية وتدفق الناس حبا في السلطة وسقطت الديمقراطية وجاءت ثورة الإنقاذ . الملفت والملاحظ في بدايات الإنقاذ ظل الوضع كما هو أيام صيف العبور والقوة الكبيرة التي برزت بها الإنقاذ في تلك الفترة وإستمر الإنقطاع في الزيارات ولكن فجأة عندما نخر الفساد الإنقاذ حصلت هجمة مرتدة كبيرة في الناس الذين أخفوا إتجاههم العقائدي لفترة وإندفع الناس بشكل كبير وملفت للعودة إلي الأضرحة وإمتلآت المنطقة وتدفق الزوار بكميات كبيرة وكأن ( الربع ) إرتدوا عن الإسلام وعادوا للصوفية وعادت الحوليات ليالي الإثنين والخميس ورائحة البخور العدني تعطر سماء المنطقة والمدائح في ليالي المنطقة وعادت الفرق المنشدة والتي تأتي من أطراف الحي وهي تقطع المنطقة والتوجه للضريح وهم يمدحون بأصوات عالية لا تراعي حرمة المريض أو النائم وكانوا في الذهاب إلي الأضرحة والعودة منها ليلا وعندما يمر الركب بجوار منزل يعتبر أصحابه من غير المحبين يتوقفون أما البيت ويرفعون الأصوات عاليا ويضربون الأرض كأنهم في طابور عسكري ويتعمدون إزعاج هذا الشخص ويغادرون ، الملاحظ في تلك العودة للأضرحة هي التطرف والغل الواضح وكأنهم يحاربون شخصا ما وهي عودة فيها كراهية للطرف الآخر وهي فكر الإنقاذ من خلال الممارسة التي يمارسونها تشعر أنها نوع من رد الإعتبار والضغط علي طرف معين والكره الواضح . هذا من ناحية العودة للصوفية وإنتشرت تلك الردة في كل الطرق الصوفية عنادا لفكر الإنقاذ ، إنتشرت في تلك الفترة أعياد كثيرة إبتداءا من رأس السنة وعيد الحب وعيد الأم وعيد الثورة وعيد الشهيد وعيد الإستقلال والكثير الكثير من الأعياد التي يعشقها الكبير والصغير ومن الملاحظ في تلك الأعياد الغلو في الممارسة وكأن الجميع يحارب جهة ما وأتذكر مقولة أحد القائمين علي دار المايقوما عندما قال عندما يأتي عيد رأس السنة نشعر بهم وغم كبيرين لأننا بعد تسعة أشهر من تلكم المناسبة تمتلأ الخيران والمصارف والمجاري ومكبات النفاية والقبور بالأطفال الغير شرعيين منهم يدفن في البيوت ومنهم من تأكله الكلاب والقطط ومنهم من يأكله النمل وسعيد الحظ من يصل إلي الدار سليما أو مقضوم الوجه والجسم من الكلاب والقطط والنمل ، اليوم تعددت الأعياد وأصبحت كل الشهور للولادة وكثيرا ما تقرأ قصص تدمي الجبين عن هؤلاء الأطفال ، الملاحظ في كل هذا السلوك الغلو والتطرف لمحاربة من لا تعرف البنت أو الولد بل هنالك نوع من الكراهية الواضحة في السلوك في الرحلات التي تجمع بين الشباب وكأنهم بهذا السلوك يحاربون فكر معين حتي لو كانت النتيجة هي الحمل أو المرض ، كما برزت ممارسات وفساد في المال العام والسلوك الأخلاقي لكثير من المسئولين في النظام ولم تظهر أية محاكمات واضحة وهنالك قضايا كثيرة وكبيرة مثل تهريب المخدرات التي يتم إكتشافها بشكل دوري وهي تدخل البلاد ولا يجد المواطن العادي أي جهة توضح نتائج تلك التحقيقات فيها لا تخبط منزل أحرار .... تلك العبارة قبل أن يفرض النميري الشريعة الإسلامية ، عبارة عندما تقرأها في أي باب وفي أي حي تدل علي أن تلك المنطقة فيها بيوت مشبوهة للدعارة والمتعة الحرام من عاصر تلك المرحلة وقبل القرار كانت تلك المهنة مصرحة من الدولة وأغلب الذين يمارسونها هم أجانب وكانت الفتاة في نهاية كل أسبوع ويوم الخميس تذهب للمستشفي للتأكد من سلامتها الصحية وتعرج إلي البلدية لدفع الرسوم وتعطي رخصة بأنها سليمة ، كانت هنالك بعض النساء في الأحياء يمارسن هذا السلوك في ميز الضباط والأمن والدكاترة وكل أنواع الميز الموجودة في المدينة ولضيق المجتمع كانت هؤلاء النسوة معروفات للكل وكانت تتجنب الأسر والعوائل التعامل معهم خوفا من الشبهة ، وهنالك نوع من هؤلاء النسوة وكن معروفات يمارسن تلك الممارسة في بيوت الدعارة المعروفة تتنقل من بيت لبيت وترجع في ساعات الصباح الأولي لبيوتها ومثل هؤلاء االنساء الزائرات واللآئي لا يمتلكن مقر خاص بهن يسموهن صاحبات البيوت ب( الكلبة ) وهي تعتبر في عرفهن مثل الأعشاب الضارة ويبفقدن إحترام صاحبات تلك الدور . هنالك فجور في أي ممارسة اليوم في المجتمع فجور في الخصام وفجور في طرح المواضيع في كل المواقع وفجور في كراهية النظام والبهتان للكل وفساد يحارب القيم والأخلاق السمحة التي وجدناها هنالك حالة من الخلط نتساءل كثيرا هل نحن بحكم العيش فترات طويلة خارج السودان ( دقة قديمة ) أم هنالك عيب أصاب المجتمع وخلل كبير أصابنا ونحن لم نتدرج في الحياة في السودان وخرجنا بقيم قديمة ، هنالك كراهية للنظام وسموم تبث ولم يعد هنالك من فرحة والتشائم هو زاد الجميع إختفت بيوت الدعارة والمباخر التي كانت توضع في أبواب تلك البيوت ورائحة البخور العدني بعد أن يرش الشارع بالماء ورغم ذلك إمتلأت دار المايوقوما
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة