|
لا " لرتق الثوب " نعم للاعمار/عواطف عبداللطيف
|
• منذ ان ضرب الثالوث (سيول امطار فيضان) 14 ولاية من ال 18 ولاية سودانية وأغرق العاصمة الخرطوم المثلثة وضواحيها في اكبر بركة ماء فاقت كارثة العام 1988 ولولا المد الشعبي وهمة المنظمات والدول الصديقة التي " تداعت " لتمد اياديها للمتضررين والذين ما زالت اعدادهم تتضاعف مع اشراقة كل يوم جديد وتدخلهم تحت العوز لعشة "سكن " ولخرقة تستر اجسداهم العارية إلا من سقف السماء وارض ممتلئة ماء وذبابا رغم مجاهدة الدولة لدرء الامراض الوبائية وجهود مبذولة ليدق الجرس لتلاميذ صحوا فجرا بدون كراسات او اقلام...والجميع يتدافع وفي كل الاتجاهات .. ولكن • الفارق 25 عاما بالتمام والكمال من اخر كارثة ضربت تلك النواحي من الكرة الارضية ولكن هناك الاف السنوات الضوئية في علم المعرفة وابتكارت هندسة العمارة وادارة الازمات والحقوق التي تحفظ ادمية وانسانية البشر.. مصارف مياه المجاري التي يشقها " شقي الحال " بادوات بدائية تدفن قبل ان يغادر بعيدا تطورت مثل هذه الاعمال الانشائية وبضغط ازرار التقانة وبالمكننة المبرمجة صارت الدول تهد اعلى البنايات وتحفر اعمق الاخاديد والجسور والكباري.. • مجالس الخرطوم تتحدث عن قرار صدر بمنع المواطنين من تشييد منازلهم بالطوب الاخضر.. عجائب.. فالدولة كان من المفترض ان تحاكم نفسها اولا لماذا ملكت " الغبش ملح الارض " قطع سكنية في مجاري السيول او على ادنى حد توعيتهم بمخاطرها.. وهي اصلا لم ترصف حواف النيل الهادر في كل مواسم الخريف ليكون آمنا لكي لا تتدفق قطرات الماء الغالي الغني بالطمي ليطفوا الاطفال فوقه كالمركب الشراعية وسط امواج عالية تأتي لهم بالملاريا والبلهارسيا وهلم جرا. • نعلم تماما الظروف الاقتصادية الضاغضة التي يمر بها الوطن ولكن ترتيب الاولويات ضرورة وحينما نتبنى عبر اللجنة القومية السودانية التي انتظمت اعمالها بسفارتنا بالدوحة فهذا واجب وضرورة ملحة لتتكامل الادوار ليصب الجهد في خانة تشييد قرية نموذجية بكل فنون المعرفة الهندسية لان متضرري الثالوث يستحقون الكثير لحفظ انسانيتهم ومن جالية سودانية متميزة تقيم بقطر المتميزة هي الاخرى... • لا " لرتق الثوب " فلسفة نتبناها لتشييد قرية نموذجية بمواصفات العلوم الحديثة وبمشاركة قطرية تستصحب دراسات علمية لتكون علما بارزا على خارطة الخرطوم — شرق النيل اكثر المناطق تأثرا ولتوثق للمساهمات القطرية التي وثبت الى حيث الوحل والمطر بجسر جوي حمل المواد الاغاثية والايوائية الضرورية التي وجدت الاحسان من الجميع. • لا نتحدث عن ابراج شاهقة ومدن ذكية ولكن " عشة " اقتصادية وبمواد بناء متوافرة بالسوق المحلي رخيصة التكلفة وتتناسق والاجواء السودانية حتى ولو كانت اسقفها من الخوص وارضيتها من الحجارة وما اكثرها بالسودان ونموذجا لذلك تجربة " سوق واقف " بالدوحة الذي شيد بالطين واسقفه بالبروش وارضية حجرية وصار معلما بارزا .. وسيظل طموحنا عاليا وارادتنا قوية لاستثمار المد الشعبي " للزولات " وللعلائق المتينة باخوتنا واصدقائنا من افراد الشعب القطري التي ظلت اياديهم تتمدد انسانيا لكل بقاع الارض وهي خطة تتدارسها اللجنة القومية مع جمعية المهندسين القطريين وشركائهم الخبراء والمهندسين السودانيين. • طموحنا يقفز لتحويل قطرات الماء المشبعة بالطمي المهدور في غفلة من الزمن لسنابل خضراء تعيد ما اختزنته الذاكرة " السودان سلة لغذاء العالم " تتدارس حلقاتها ورش علمية يتبناها مركز اصدقاء البيئة وشركائهم.. في وقت شحت فيه المياه في كثير من مدن العالم .. • انها قرية نموذجية تمول ب " النفرة السودانية " التي اشعلت اولى وقودها ومساهمات الجمعيات الخيرية القطرية وتدافع المحسنين والخيرين كوقف خيري عن كل ما يعز عليهم لتملك لمن فقدوا البيت والزاد والكساء.. واتساقا مع بيت الشعر الذي يقول " السيل جرف السد.. وبيت اليتامى إتهد ". عواطف عبداللطيف [email protected] همسة: ان خلصت النوايا وتشابكت الايادي بعيدا عن " الت والعجن " فسيأتي اليوم الذي تسلم قطر بأياديها البيضاء مفاتيح خشبية "لزولات" اضناهم ثالوث الكارثة والتي في جوفها "سبع سنبلات خضر ".
|
|
|
|
|
|