:: تميم بن حمد، مخاطباً العالم، في أول خطاب بعد الأزمة، يشكر الدول الآتية بالنص : ( هذه فرصة لأعبر عن شكري مرة أخرى لما يقوم به أمير دولة الكويت الشقيقة، ونأمل أن تكلل جهوده المباركة بالنجاح، ونقدر المساندة الأمريكية للوساطة الكويتية، وكذلك المواقف البناءة لكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا عموما وروسيا).. فالمُعلن رسماً أن السودان أيضاُ - كما الدول الوارد ذكرها في هذا الخطاب - يدعم مبادرة دولة الكويت بتطرف .. ولكن ..!! :: ذات عام، وكانت قضية قطاع غزة تغطي سماء الخرطوم وصواريخ اسرائيل تدك الحاويات بمصانع اليرموك، حدثتكم عن ود جبريل ..بملاعب أرقو السير، كان ود جبريل هذا أهم لاعب في فريق قريتنا ..لم يكن مهاجماً ولامدافعاً ولا لاعب وسط ولاحارس مرمى..ولكن اللوائح التي تنظم المنافسة كانت تلزم الفرق المشاركة في الدوري بتجهيز شاب أو صبي لآداء (مهام هامة جداً).. ولا علاقة لهذه المهام بما يحدث في الملعب..وإلتزماً بتلك اللوائح كنا نجهز ود جبريل - من نص النهار- ونتفق معه على المعلوم، ليتفرغ لتلك (المهام الهامة جداً)..!! :: وعندما ننزل أرض الملعب، وبعد توزيع المواقع والمهام من قبل المدرب ، وقبل صافرة البداية، ننظر إلى المكان الذي يجب أن يقف عليه ود جريل، ونطمئن على تواجده في المكان المناسب ، ثم نلعب..وكان ود جبريل يقف خلف مرمانا مباشرة، لإحضار الكرات الطائشة من المزارع المجاورة بالسرعة المطلوبة.. فالملاعب هناك تتوسط المزارع ذات الضريسة، وأحياناً تكون مروية، ولم يكن من السهل إيجاد متطوع يحتمل وحل الطين وطعن الضريسة ليأتي بالكرات الطائشة لحارس المرمى..ولذلك كانت تلزمنا لائحة المنافسة بتجهيز ود جبريل كأهم لاعب (خارج الملعب).. !! :: ( الله يطراه بالخير)، غادر حبيبنا ود جبريل إلى الرياض متغرباً، تاركاً حكومة بلادنا لآداء تلك المهام في كل المنافسات العربية .. حكومة داعمة للمبادرة الكويتية، كما الأنظمة الوارد ذكرها في خطاب تميم، وكذلك تدعي عروبة غير متوفرة في روسيا و ألمانيا وغيرها من الدول التي شكرها تميم، بل - يعني كمان - حكومتنا قطرية أكثر من قطر..ومع ذلك، تجاوز خطاب شيخ تميم - زي الترتيب - دور السودان في الأزمة الراهنة..!! :: وهذا التجاوز ليس مدهشاً ولا مُحزناً، فالمدهش لحد إدهاش الدهشة ذاتها، وكذلك المحزن لحد الحداد، هو أن حكومة الخرطوم راضية بأن يكون موقعها السياسي في كل الأزمات العربية - بما فيها أزمة الخليج الراهنة - الوقوف خارج الملعب..وليس في هذا الوقوف - خارج الملعب - ما يعيب، إذ كل ميسر لما خلق له.. ولكنها للأسف لاتكتفي بالمشاهدة ثم التصفيق أو التصفير كما تفعل دول القارة الافريقية، بل تتنطع وتتطوع بآداء (مُهمة ود جبريل)، بحيث تغامر مثله وتصيب شعبنا وبلادنا بمتاعب (الضريسة والوحل)..!! :: عفواً، حكومة الخرطوم تختلف عن حبيبنا ود جبريل بأنها تلقط الكرات الطائشة، بكل ما فيها من وعثاء الجري في الطين والضريسة، بلا ثمن.. ليست في أزمة الخليج فحسب، بل هي مؤهلة - بحكم موقعها الجغرافي وعلاقتها السياسيةو - بأن تلعب دوراً إيجابياً وفاعلاً في ملاعب الحرب والسلام بالمنطقة العربية.. ولكن حدود اقتصادها لا تتجاوز تكليفها بآداء ( مهمة ود جبريل)..ويبدو أن حكومة الخرطوم سعيدة بهذه المهمة، و إلا لغادرت وحل العرب وضريسة أزماتهم (نهائياً)..!! fb
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة