|
كيف ينظر شعب افريقيا الوسطى الى الشعب التشادي بعد الاحداث الدامية؟ محمد علي كلياني/ باريس
|
في ظل مغامرات سياسية وعسكرية لم يسبق لها مثيلا في تاريخ تشاد المعاصر، فان انجمينا اهدرت مقدرات اقتصادية وبشرية من اجل تعظيم نذوات شخصية لرجل واحد اسمه ادريس دبي، ودونما مقابل، وقد نكون مجحفين في حق دبي اذا نظرنا الى هذه المغامرات الخارجية من زاوية احادية، ولكن هنا، سنستعرض جميعا جملة من آراء الخبراء والمهتمين والمحللين ونظرتهم للقضايا التشادية عموماً، وكذا الدورالسياسي والعسكري لانجمينا في المنطقة بصفة خاصة.. ولايضيرنا شيئاً اذا بدأنا بالفرنسيين حلفاء دبي خلال 23 عاما الماضية، حيث كتب احد المحللين الفرنسيين مقالا تحليليا بعنوان(ادريس دبي ميكافيلي بانغي)، وتطرق الكاتب الى الكثير من القضايا بين البلدين وربطها بعدد من الاحداث في المنطقة خلال عشر سنوات من الشد والجذب بين بانغي وانجمينا، ووصف الكاتب بان دبي نصب نفسه الحاكم القديم المتجدد لاقليم اوبانغي- شاري حيمنا كانت تشاد وافريقيا الوسطى اقليماً واحدا ضمن المستعمرات الفرنسية القديمة، وعرج الكاتب الى خطاب دبي الاخير والذي وجهه لشعب افريقيا الوسطى من جنوب تشاد عشية الاحتفال بعيد حزبه، والذي ذكر فيه دبي بان الاوضاع الامنية هناك قد تمتد الى تشاد، بينما يرى الكاتب ان دبي يكشف عن تخوفه من ان تكون هذه البلاد مرتكزا هاما للمعارضة التشادية والتي لاتتردد في اسقاطه عسكريا تحت اية لحظة، ولذلك ظلت انجمينا تلعب لعبة قلب الانظمة السياسية في بانغي وتغييرها من حين لاخر خلال عقد من الزمان، وان هذه اللعبة السياسية الخطيرة لتشاد في بانغي هي التي دفعت بالمواطنتين هناك الى طرح الكثير من التساؤلات الجوهرية حول قياداتهم السياسية والدور التشادي في بلادهم مدى تلك السنوات، وحدث غموض والتباس كبيرين لدى جميع الاوساط الشعبية، بحيث انهم اضحوا لايفرقون ما بين حركات السليكا والجيش التشادي والرعايا التشاديين في بلادهم، لان تطورات الاحداث جعلت الكل لايفكر بالضرورة في الفروقات بين وبين، بقدرما يهمهم تحديد هوية المسؤل الوحيد والرئيسي الذي خلق تلك الوضعية الفوضوية في البلاد، وفي نهاية المطاف ان كل قطاعات المجتمع الوطني توصلت الى نتيجة شبه واضحة تجمع الكل في هدف واحد، وهو ان ادريس دبي هوالمسؤل الوحيد عن تدهور اوضاع بلادهم سواءا عبر جاليته او عن طريق تدخل جيشه في الشؤن الداخلية لهم- قلب الانظمة وتغييرها حسب مصاله- وكانت تلك المصالح التشادية في افريقيا الوسطى واضحة لهم في جميع الصعد، من احتكار الاقتصاد والمال والسياسة والتحكم في مصير شعب باكمله، وارتهانه للطموحات السياسية التشادية، وكان شعب افريقيا الوسطى يراقب عن كثب هذه الامور مدى عقد، وتراكمت لديه الكثير من الاحقاد باعتباره شعب مغيب عن شئون بلاده تماماً بدءاً بالرئيس آنش فليكس باتاسي، بوزيزه وميشل المخلوع الاخير في مؤتمر انجمينا، اذن، ان المسالة بالنسبة للمواطنين اضحت واضحة اكثر من اي وقت مضى، ولذلك انفجرت الاوضاع هناك وبطريقة غيرمتوقعة لنظام في انجمينا، وبالنسبة لشعب افريقيا الوسطى، فان القضية عنده، هي قضية موت اوحياة في البلاد، فجاءت ردة الفعل قوية من قبل السكان ضد كل من هو تشادي ودون فرق لتحديد المصيرالوطني، وهي معركة مصيرية ومقدسة لديه رغم تغلفها بالثوب الديني والاجتماعي، ولاعيب سياسيا ان يستعمل الناس كل الاساليب من اجل تحقيق الهدف والنصرالمنشود على عدو البلاد الخارجي - تشاد -، وهذه القضية قد نبهت العديد من الشعوب الافريقية المجاورة لتشاد وقياداتها السياسية، وان لم يعلن الكثير منهم ذلك جهارة، وبهذا فان الدورالشادي في المنطقة كان مخيفاً للبعض من وجهة تدخله العسكري المباشر في الازمات الافريقية، ولذا يرى الافارقة في دول غرب ووسط افريقيا، ان الرئيس دبي سخركل امكانات بلاده البترولية من اجل تحقيق مصاله الشخصية ومصالح قبيلته الزغاوة بشقيها التشادي والسوداني كي تسهرعلى حماية في الثكنات العسكرية ضاربا بعرض الحائط بكل مصالح شعبه التشادي الاساسية، واصبح الشعب التشادي رهينة في يد قائد انجمينا العسكري وتوجهاته السياسية في المنطقة، على اعتباران اقلية الزغاوة الحاكمة في تشاد لايمكنها العيش سياسيا في حكم البلاد الاعبر ادارة الحروب الخارجية لصرف انتباه الشعب التشادي حول القضايا الداخلية، وديمقراطيا في تشاد، فان عرقية الزغاوة لايمكن ان تعيش سياسيا، وان الحروب الخارجية بالنسبة لها منطق امني يبعد عنها على الاقل شبح الاستحقاقت الداخلية سياسيا وشعبيا، ولذلك اضحت طموحات دبي في افريقيالاتقوم بفضل ما توفر له من مصادر البترو- فرنك الافريقي وشراء الذمم السياسية والعسكرية من جنوب بلاده وشمالها وشرقها وغربها ليلزم الكل الصت تجاه ما يقوم به في القارة!!،..انتهى الكاتب..
وقد اشار كاتب آخر في الصحف الباريسية الكبيرة بالقول:- ان تدخل دبي في الشئون الافريقية كان ناتجا عن الصمت الفرنسي الرهيب مقابل عقود تربطه بباريس في الماضي، وحاليا مقابل ازمة دولة مالي، وبنظرنا نحن الفرنسيين ان دبي ما هو الا مرتزقا فرنسيا ودمويا يخدم مصالح اسياده في المنطقة خلال الازمات، وعندما تنتهي الازمات فسيصبح طفلا صغيرا تحت رعاية السياسة الفرنسية في افريقيا، ونحن نعتبره مجرد عميلا للرئيس هولاند في مالي ليس الا.. وفي السابق اعتبرناه حليفا لنا، ولكن مع مرور الايام وتطورات ازمة افريقيا الوسطى، فاتضح لنا انه يمكن ان يهدد المصالح الفرنسية في المنطقة كلها، لانه، وبالامس القريب- منتصف ديسمبر الماضي- ان دبي قدم اكثر من 50 سيارة تويوتا عسكرية محملة بالسلاح لقوات السليكا كي تستولي على الحكم نهار جهارفي بانغي، وهذا الامر كشفته الصحف الفرنسية، وكفضيحة سياسية للرئيس هولاند وتعامله الخفي مع دكتاتوري افريقيا، وهذا السلاح الذي قدمه دبي الى السليكا، قد ساهم في قتل الكثير من المسيحيين بمن فيهم قساوسة كبار، وهذا امر لن نقبله البتة،.. انتهى الكاتب..
كتب محلل اخر عنوانا عريضا في الصحف قائلا: ادريس دبي الحليف غير المستأمن عليه وغيرالمسيطرعليه.. فقال: كان منذ البداية يمكن دحر دبي من التدخل في بانغي من اجل تقليل الفوضى الحالية وتوسعها، وان ازمة هذه البلاد قد تعطينا انطباعا مخيبا للامال، بان دبي هدفه طعن فرنسا من الخلف، فمن الاحرى ان تكون افريقيا الوسطى خطوطا فاصلة بين الاسلام والمسيحية، وتحت الوصاية الدولية كما يطالب اهلها، وقد راينا بام اعيننا، ان الرئيس المخلوع ميشيل هوصنيعة تشادية محضة مثل سابقيه الذين اتوا الى سدة الحكم انطلاقا من تشاد، ومثلما اتت انجمينا بميشيل، فانها تخلصت منه بغرابة امام الضغوط الفرنسية والدولية، وراينا ايضا، ان ميشيل عندما كان يرأس البلاد فانه لايستطيع التجوال داخل بانغي ذاته، الاعبر حماية المدرعات التشادية المرابطة هناك، وهذا يؤكد للجميع ان حجم التواجد العسكري الشادي في بانغي غيرعادي، واعظم بكثيرمن متخيل تواجد القوات الافريقية هناك، ومن الملاحظ ان القوات البروندية المتواجدة هناك قد دخلت في اشتباكات مسلحة مع الجيش التشادي بناءا على هذه الخلفية، ورغم ان البرونديين جدد في مهمة بانغي، الاانهم اكتشفوا حقيقة المواطنون الاصليون بان الجيش التشادي هو الحاكم الفعلي لافريقيا الوسطى... انتهى الكاتب..
وعلق صحفي فرنسي آخر حول الامر ذاته ذاكراً بان:ان النظام التشادي والذي ترعرع في كنف باريس منذ عقدين، فانه اليوم يحس بالنشوة السياسية والعسكرية في المنطقة بعيدا عن باريس، حيث انه وظف اكثر 160 مليار فرنك كاستثمارات تشادية في افريقيا، وان اكبرها في افريقيا الوسطى، وهي استثمارات غير شرعية قانوناً بنظرنا، من مناجم الذهب والالماس والبترول، وجُل هذه الاستثمارات ترتبط بقوى خارجية معادية لسياسة فرنسا في المنطقة، هذا اضافة الى ان دبي يريد حرف نهر بانغي صوب بلاده في بحير تشاد المنحسرة المياه!!، فهذا عبث اذا ارتضى به الفرنسيون والغرب عموما، اذن خطة دبي هي تعطيش الشعب المسيحي في افريقيا الوسطى ونهب ثروته، وهنا لانجد فرقا بين دبي والقذافي اللذين يخططان لكسرالهيبة الفرنسية والاروبية في المنطقة، وكان الخطأ الفرنسي انه ساعد دبي في عام 2008م من الاطاحة به، ولو فعل القادة في باريس العكس لما كانت تلك الازمات تتوالي في افريقيا ضد السياسة الفرنسية، ولذلك يرى الناس في افريقيا الوسطى ضرورة سحب الجيش التشادي وثم الفكير فيما بعد، مثلهم بالتمام كمطالب طوارق شمال مالي، والذين يطلبون بذهاب جيش تشاد من اراضيهم لاسباب غير معلنة، وبالمقارنة بين الطوارق بمالي وشعب افريقيا الوسطى، فان وجود الجيش التشادي في اراضيهم يثمل نوعا من الاستفزاز، ولان الجيش التشادي وبحسب مراقبة الاهالي له في كل بقعة ياتى اليها، فانه ينظراليه بكثير من التوجس والريبة، لان دوره في ليبيا عبر المرتزقة ودارفور وافريقيا الوسطى لايشجع احدا في القارة الافريقية لقبوله لحفظ السلام، وان كل تجاربه في الخارج توحي بسلبية، ويمكن ان يفعل قصص وقصص لاتقل عن قصة السليكا في افريقيا الوسطى، ومهما ذهب معنا دبي لمكافحة الارهاب في مالي، فالرجل لايختلف سياسا عن قيادات المسلمين الذين يكافحون الارهاب من اجل مصلحة معينة، وفي حقيقة الامرفهم اقذرمن الارهاب نفسه، وان لعبة دبي في المنطقة قد لاتنطلي على الفرنسيين مثلما اخطا الامريكان في الشرق الاوسط جراء هذه اللعبة القذرة، وربما ان حلفنا مع ادريس دبي قد ينفض، او ينتهي دون رجعة في ازمة افريقيا الوسطى والتي قتل فيها المسيحيين بالجملة نظيرمصالح تشاد الاستعلائية، وانتقاما على مقتل جيشها في مالي، ولا ننسى، ان دبي وعملائه ومرتزقته الذين كانوا يقاتلون المسيحيين في جنوب السودان في الماضي، فانهم اليوم يقاتلون شعب مسيحي اعزل للتحكم على مصيره في افريقيا الوسطى، ونحن نعتبرهم مرتزقة وغزاة اجانب يقاتلون من اجل الهبات الفرنسية والغرب وتأمين سلطتهم، ولكنهم اخطئوا الهدف في بانغي هذه المرة، لاننا نرى بان افعالهم توحي بانهم عملاء اسلاميين يريدون استداج فرنسا للدخول في حرب في القارة الافريقية، واننا اليوم قد صحونا على حقيقة مرة نبهنا بها قوات الدفاع الذاتي المسيحية في افريقيا الوسطى في جهودهم النضالية من اجل تحرير انفسهم من سطوة دبي التوسعية في المنطقة، ومهما قيل عن تصرفات الحركات المسيحية للكفاح ضد التسلط التشادي في بلادهم، فان قوات دبي هي التي ارتكبت جرائم كبيرة بحق المواطنين هناك دون ريب، وهذا محل التقاريرالدولية والتي تسعى حاليا الى كشف ملابسات الاحداث وتحميل المسئولية للطرف المسئول، ولا اشك ان المؤل هو دبي شخصيا.. انتهى الكاتب..
هذه آراء الخبراء والكتاب الفرنسيون حول القضية في افريقيا الوسطى وارتباطها بتشاد خلال عشر سنوات، ولكن لنا ايضا تعليق وليس تحليلا يمكن ايجازه في الاتي:
1. لقد دفعت السياسة التشادية المفرطة في افريقيا الوسطى الى تمرد المواطنين وتطرفهم تجاه كل ماهوتشادي ومسلم ومحاربته بكل السبل عبرالمليشيات المحلية.
2. احدثت التطورات هناك جملة من التناقضات والالتباس لدى شعب افريقيا الوسطى حول التشاديين كشعب وكسياسة، بحيث انهم لا يفروق بين الاثنين في ظروف يعتبرونها صعبة للغاية جراء التعاطي التشادي السياسي مع الازمة والتقليل من شانها مدى عقد..
3. ان آراء المحلليين الفرنسيين كان واضحا لاتنقصه تفسيرات، وان جزءا كبيرا من قيادات الحزب الاشتراكي الحاكم في باريس، ومن حول الرئيس هولاند طالبه في قصر الاليزيه التفكيرملياً في التعامل السياسي بحزم مع نظام انجمينا حول ادارة ازمة في افريقيا الوسطى، وبهذا جاء التدخل العسكري الفرنسي في بانغي عبر مهمة اوسانغاري طارئة تحت الغطاء الاممي، وتقريرها مستقبلا نشر حوالي(10)الاف جندي رغم الاعتراض التشادي في مجلس الامن،.
4. وفي خضم الاحداث الجارية صدر تقريرا فرنسيا متضمخاً اعده فريق من الخبراء الفرنسيين والافارقة حول تجاوزات دبي الداخلية تحت عنوان(الدكتاتورالذي يستحيل ترميمه في تشاد)، هذا التقريرلم ياتي من فراغ ومواكبا للاحداث هناك، خاصة وانه صدر خلال ازمة افريقيا الوسطى، وانه يعبر عن الموقف الفرنسي تجاه سياسة دبي الداخلية تحديدا، وربما تلك مبادرة غريبة واستثنائية، اذا استصحبناها بتوجهات المحللين الفرنسيين والكتاب اعلاه، فاننا قد نعرف السبب دونما عناء سياسي للتفسيرات.
5. من الاشياء التي قد تثير وتشد انتباه المرء، فهي ان ازمة بانغي وانجمينا قد طغى عليها الجانب الديني- اسلام ومسيحية-، ولااحد يذكر معاناة التشاديين هناك عبرالتقاريرالدولية الافيما ندر، رغم ان بعضهم هرب من جحيم الازمة الى البلاد، ولااحد يتحدث عنهم وفق تقارير دولية حصيفة، الافي الداخل التشادي والمساعدات التي هي الاخرى مداعاة للخسرية!!.
6. ان نظام دبي، وبحسب الوجهات الفرنسية الحالية، فانه ليس حليفا يكمن التعويل عليه في المستقبل ومهما فعل، وان سياسة فض الحلف معه، او التخلص منه تبقى مسألة وقت ريثما ترتب باريس اوضاعها في القارة الافريقية، وفي تلك التطورات، فان نظام دبي، وكما يحلو للفرنسيين وصفه بالمرتزق والعميل الدكتاتوري المتمرد عليهم في افريقيا الوسطى، فان حسم التمرد الافريقي لدى باريس يحمل في طياته توجهات خبرائهم السياسيون والاعلاميون، او ممن يحيطون بالرئيس هولاند في قصر الاليزيه، وان سياسة دبي في المنطقة ربما تضع باريس حد لها وعما قريب.
7. وان نظرة شعب افريقيا الوسطى الى تشاد قد لاتتغير بين ليل وضحاها، وان حدث تغيير ما، انه لا يتم الا بتنحي ادريس دبي عن السلطة في تشاد والذي تسبب سياسيا في معاناتهم سنين عددا، ولكي ياتي من بعده اناس اخرون لتبريرالموقف، فانه يحتمل قبولها او رفضها، وعند مخيلة شعب افريقيا الوسطى تلك الاحداث ما هي الا مؤامرة تشادية واضحة ضد بلادهم واحتلالها، وبذلك خلقت سياسة دبي في خارج تشاد عداوات كبيرة من الشمال ليبيا والجنوب افريقيا الوسطى، ولا يمكن ان ينسى السودانيون قصة دافورمهما كانت صيغة الصلح مع دبي ومنسوبيه، وان نيجيريا ايضا تنتظر اللحظات الحرجة للنظام، وكون نيجيريا قوة اقليمية لاتستعجل في اصدار الاحكام المسبقة تجاه نظام دبي وعلاقته مع جماعة بوكوحرام المتطرفة، رغم علم النجيرون المسبق ان اكبر قياداتها ومملوليها هم في انجمينا، ومنهم محافظ مايدوغري السابق محمد الشريف ساس، هذا اذا ما قضننا الطرف عن الوزيرالسابق في حكومة دبي، وهو داعم اساسي وبشكل واضح وجلي للجماعة،،
|
|
|
|
|
|