|
كيف دخل الصادق المهدي التاريخ في يوم الأثنين 20 يوليو 2015 ؟ الحلقة الرابعة (4-6) بقلم ثروت قاسم
|
06:29 AM Aug, 17 2015 سودانيز اون لاين ثروت قاسم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
Facebook.com/tharwat.gasim mailto:[email protected]@gmail.com
1- يوم الأثنين 20 يوليو 2015؟
بعد ثلاثة شهور من صدور أمر القبض الأشهر في مارس 2009 ، وبالتحديد في يونيو 2009 ، ( نجر ) السيد الإمام كلمتي ( محكمة هجين ) ، كحل توافقي لمشكلة أمر قبض محكمة لاهاي الذي رفضه الرئيس البشير ومعه معظم الشعب السوداني .
كحل توافقي لمشكلة محكمة لاهاي التي ربما أثرت على الإستقرار في السودان ، تبنى الإتحاد الأفريقي وتبعه مجلس الأمن فكرة السيد الإمام العبقرية ( هذا التوصيف ليس من عندياتي وإنما من الوسيط أمبيكي ) لعقد محكمة هجين لمحاكمة الرئيس البشير في الخرطوم . حسب فكرة السيد الإمام ، كان من المؤمل أن تضم محكمة الهجين قضاة سودانيين وقضاة دوليين يعينهم الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن ومحكمة لاهاي .
رفض الرئيس البشير فكرة محكمة الهجين ، بل إستهجنها ، وإعتبرها إساءة لشخصه الكريم . ولكن تبنى فكرة السيد الإمام الاتحاد الافريقي ومجلس الامن ، وطبقها الإتحاد الأفريقي في محاكمة رئيس تشاد السابق حسين هبري ، التي بدأت محاكمته بواسطة محكمة هجين ، عين قضاتها الأتحاد الأفريقي ، في داكار في السنغال في يوم الأثنين 20 يوليو 2015 .
إعتبر المحللون إنها اول محكمة هجين في التاريخ البشري ، تُحاكم متهم بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية ، وجرائم حرب ، وجرائم تعذيب ، بواسطة قضاة يتم إختيارهم ، بواسطة منظمة إقليمية يُفترض فيها الحياد ، من عدة دول ، ليكونوا محكمة هجين ، تعمل وفق القانون الدولي واحكامه .
يزمع الاتحاد الافريقي تكوين محاكم هجين في جمهورية افريقيا الوسطى ، وساحل العاج ، وغينيا ، ومالي ، وجنوب السودان لمحاكمة المتهمين بأرتكاب جرائم ضد الأنسانية ، وجرائم حرب ، وجرائم تعذيب ، وإبادات جماعية .
شكراً السيد الإمام على فكرتك العبقرية التي تبناها المجتمع الدولي ، ولكن مزاميرك لا تطرب للأسف بعض أخوانك ، كما أطربت الأتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي ، والفضاء العام الدولي .
وهكذا الحال حتى مع الرسل والأنبياء !
الم تقل الآية 112 في سورة الأنعام :
( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً ، شياطين الأنس والجن ، يُوحي بعضهم إلى بعض زُخرف القول غروراً ، ولو شاء ربك ما فعلوه ، فذرهم وما يفترون ) .
في المحصلة ، خلد يوم الأثنين 20 يوليو 2015 السيد الإمام وهو في هجرته السنوية ، كمبتكر ومبدع بل كشكول من العبقريات !
حقاً وصدقاً دخل السيد الأمام التاريخ لأنه صاحب الملكية الفكرية ، ومالك براءة الإقتراع لفكرة ومفهوم ومبدأ ( محاكم الهجين ) ، كما إعترف بذلك أمبيكي .
ولكن قديماً كان في الناس الحسد ؛ فمنهم من يبخس السيد الإمام أشياءه ،ولا يرى في فكرة ( محاكم الهجين ) أي عبقرية ، بل يجدها أمراً عادياً ، مقدور عليه حتى من العوام .
مما يذكرنا بحكاية بيضة كولومبوس ؟
2- بيضة كولومبوس ؟
كما ذكرنا في مقالة سابقة ، بعد اكتشاف كولومبوس لأمريكا ، إستصغر نبلاء أسبانيا فعلته حسداً منهم ، وإدعوا أن أيا منهم يمكنه وبسهولة الوصول الى أمريكا .
في مأدبة عشاء جامعة أقامها الملك احتفاءاً بكولومبس ، ردد النبلاء مقولاتهم في تصغير وتسفيه عمل كولومبس ، ومقدرة أي منهم على صنعه .
طلب كولومبوس بيضة دجاجة ؛ وسأل كل واحد من النبلاء أن يُوقف البيضة على رأسها فوق طاولة ؟
حاول كل واحد من النبلاء ... وفشلوا جميعهم .
أخذ كولومبوس بيضة الدجاجة ؛ وعفص رأسها شيئا ؛ ثم أوقفها علي راسها المعفوص فوق الطاولة .
قال النبلاء :
نحن أيضا ً نستطيع فعل ذلك.
أجاب كولومبوس بهدوء:
ولماذا لم تفعلوا ؟
هذه هي متلازمة ( بيضة كولومبس ) !
يعيش السيد الإمام متلازمة ( بيضة كولومبس ) كل يوم في حياته مع الحساد والمنكفئين . وللسيد الإمام مع هؤلاء وهؤلاء ( بيضات ) و ( بيضات ) ؟
3- أفكار السيد الإمام وإشاراته الهادية ؟
ينتج مصنع السيد الإمام الأفكار المتجددة الأصلية والأصيلة على مدار الساعة ، و24 على 7 ، كما نوضح مثلاً لا حصراً في النقاط أدناه ، وفقط وحصراً خلال سنة هجرته المنتهية في يوم السبت 6 أغسطس 2015 :
اولاً :
+ يكتب السيد الإمام ( نداءً لاستنهاض الأمة ) ، وينشره في عمان ( الأردن ) في يوم الأحد 15 مارس 2015 ، في إجتماع جامع لمنتدى الوسطية العالمي ، فيصير وثيقة المنتدى الأساسية ، ويتبناه علماء المسلمون من لاغوس في نيجيريا إلى فاس الما وراءها ناس ، ويعمل على هديه الجميع .
ثانياً :
+ يقترح السيد الإمام لنادي مدريد عقد مؤتمر مدريد 2 للسلام في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب ، فيتبنى نادي مدريد إقتراحه الواعد ، ويعكف السيد الإمام على الإعداد للمؤتمر بعد لقاءات مارثونية ، خلال شهر يونيو 2015 ، في فلورنس في ايطاليا وفي بروكسل في بلجيكا مع قادة نادي مدريد من الرؤساء السابقين .
ثالثاً :
+ في يوم الثلاثاء 21 يوليو 2015 ، يكتب السيد الإمام مسودة وثيقة الخلاص الوطني للنظام الجديد ، بسياسات جديدة ، وهياكل جديدة ، ووجوه جديدة ، فتصير رؤية إستراتيجية ومشروع وخريطة طريق مكملتان للرؤية ، وتدرسها قوى المستقبل الوطني بهدف الوصول للتحول الديمقراطي الكامل والسلام العادل الشامل .
سوف تتم مناقشة وثيقة الخلاص الوطني ، في الإجتماع الذي دعا له الوسيط أمبيكي في اديس ابابا يوم الجمعة 21 أغسطس 2015 ، لبعض مكونات تحالف قوى ( إعلان باريس ) .
رابعاً : + يواصل السيد الإمام ، حتى وهو خارج السودان ، الإشراف على عقد ( الورش التخصصية ) ضمن نشاطات حزب الأمة وكيان الأنصار ، فتصير المرجعية الحصرية لدراسة المشاكل السياسية والاقتصادية والإجتماعية وإيجاد الحلول الناجعة لها ، حتى صار يُكنى ب ( ابو الورش ) .
خامساً :
+ يقترح السيد الإمام ( منبر هايدلبرج ) و ( منبر برلين ) للحوار الوطني الجاد بمستحقاته ، فيتبناه الإتحاد الأروبي ، وترفضه حكومة الخرطوم ، وربما رجع له القوم في حال فشل وساطة أمبيكي ، التي بدأت تلفظ انفاسها بإصرار النظام على عقد الحوار في الخرطوم في إطار لجنة السبعتين المرفوضة من قبل تحالف قوى ( نداء السودان ) .
سادساً :
+ يقترح السيد الإمام ( محاكم الهجين ) فتتلقف الفكرة الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ، ويفعلها الأتحاد الأفريقي في محاكمة حسين هبري ، رئيس تشاد السابق في السنغال في يوم الاثنين 20 يوليو 2015 ، وتصير ( محاكم الهجين ) آلية افريقية يطبقها الإتحاد الأفريقي في بعض دول القارة لمحاكمة الطغاة بجرائم الحرب ، جرائم ضد الإنسانية ، جرائم التعذيب ، وجرائم الإبادات الجماعية .
سابعاً : + يبتكر السيد الإمام مفردة ( ارحل ) ، ومفردات ( إعتصم ، أضرب ، إنتفض ) فتصير شعارات الإنتفاضة الشعبية القادمة .
ثامناً :
+ إبتكر السيد الإمام فكرة ( منتدى الصحافة والسياسة ) كمنتدى يتم عقده في داره في الملازمين بصفة دورية ، ليكون حلقة وصل بين قادة الصحافة وقادة السياسة ، في مجال الفضاء العام في السودان .
وفي يوم الأربعاء 5 اغسطس 2015 ، تم عقد الدورة ( 91) للمنتدى في غياب السيد الإمام خارج السودان ، مما يؤكد إستدامة وحيوية المشروع حتى في غياب هاديه السيد الإمام .
في هذا السياق ، إقترح السيد الإمام فكرة تطوير المنتدى ليصير مؤوسسة مدنية غير ربحية ذات نظام أساسي ، وتدار بطريقة ديمقراطية ، معتمدة على تمويل اعضائها ، ويتم تسجيلها كشخصية إعتبارية .
هل سمعت ، يا حبيب ، بمشروع كهذا حتى في الدول المتحضرة حيث الصحافة حرة والسياسة ديمقراطية ؟
فكرة عبقرية من رجل عبقري في بلد عبقري يسكنه اناس عباقرة فجروا في يوم الاربعاء 21 اكتوبر 1964 اول إنتفاضة شعبية وسلمية وغير مستنصرة بالأجنبي بعد الحرب العالمية الثانية .
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم ، واهلها مصلحون .
( 117- هود )
في هذا السياق ، يمكن أن نُذكر بإقتراع للسيد الإمام لم يسبقه عليه أحد منذ أن قال معصوم للمعصوم ( إقرأ ) .
في ديسمبر 2001 ، إبتكر السيد الإمام مفهوم صندوق الإنتخابات لإنتخاب أمام ومؤسسات كيان الأنصار ، في أول تجربة ديمقراطية في كيان ديني في التاريخ الإسلامي .
وهل نسيت ، يا هذا ، إن السيد الإمام هو من إبتكر مفردة ( الفجر الجديد ) فتبنتها الجبهة الثورية السودانية ، كشعار لوثيقتها الأساسية في كمبالا في يناير 2013.
3- خاتمة :
يتوزع شربوت السيد الإمام المنعش اللذيذ على كناتيش القوم ، كجراد منتشر ؟
قوة السيد الإمام الناعمة وإشاراته الهادية تجعل من مؤوسسات حزب الأمة وكيان الأنصار خلايا نحل لتفعيل رؤى السيد الأمام ، وإنزال أفكاره لأرض الواقع .
يحاكي السيد الإمام ربان السفينة الذي لا يكاد طاقم السفينة يشعر بأي عمل ملموس له ، وبدونه تغرق السفينة ؟
الطيبون الذين يتسآلون عن جدوى تواجد السيد الإمام في الخارج ربما وجدوا في نشاطات السيد الإمام المذكورة في هذه المقالة من عدة حلقات ( لكثرة وتعدد نوعية النشاطات ) آيات لقوم يتفكرون .
ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، وإن هم إلا يظنون .
نواصل مع السيد الإمام في الحلقة الخامسة ...
أحدث المقالات
- رئاسة الجمهورية وعقدة جنوب السودان بقلم د. تيسير محي الدين عثمان 08-17-15, 04:32 AM, تيسير محي الدين عثمان
- محن الشيوعيين ... وذبح الرسل 2 بقلم شوقي بدرى 08-17-15, 04:29 AM, شوقي بدرى
- الشوايقة والجعلية تدوسهم "العرب"ية (معابثة باهزوجة سودانية قديمة معدلة) بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-17-15, 04:27 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الإرهاب والتطرف ... أزمة مصطلحات ومفاهيم (1) بقلم جمال عنقرة 08-17-15, 04:25 AM, جمال عنقرة
- زهر الرياض ....شعر الطيب النقر 08-17-15, 04:23 AM, الطيب النقر
- الوسط المفترى عليه بقلم دكتور محمد زين العابدين عثمان 08-17-15, 01:39 AM, محمد زين العابدين عثمان
- فارس في جب الضياع– الحاج خليفة جودة - سنجة 08-17-15, 01:34 AM, الحاج خليفة جودة
- فرسان ليهم طريق – الملك آدم أركاب 08-17-15, 01:32 AM, آدم أركاب
- هل انتفاضة العبادي زوبعة في فنجان؟ بقلم عبدالرحمن الراشد 08-17-15, 01:30 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- القبول للجامعات ظلم للوطن ولطلاب بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان 08-17-15, 01:29 AM, محمد زين العابدين عثمان
- الصنم الذى هوى بقلم نورين مناوى برشم 08-16-15, 10:43 PM, نورين مناوى برشم
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (2 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-16-15, 10:40 PM, محمد وقيع الله
- النظافة الشخصية والعامة بقلم عواطف عبداللطيف 08-16-15, 10:38 PM, عواطف عبداللطيف
- من أجل سلام السودان واستدامته بقلم نورالدين مدني 08-16-15, 10:36 PM, نور الدين مدني
- ان انسى لا أنسى (1) بقلم د. عبدالكريم جبريل القونى 08-16-15, 10:34 PM, عبدالكريم جبريل القونى
|
|
|
|
|
|