|
كيـــــف يــــــــــــــذ هـــــــــــبــــــــــو ن؟
|
مما لا يدعو لشك باءن الشعب السوداني قد عان كثيرا من توالي و تتابع الانظمة الدكتاتوريةواخرها نظام الجبهة الاسلامية القمعي.الذي قام بالاستيلاء علي السلطةبانقلاب30 يونيو المشؤم بعد ان قام با اجهاض الديمقراطية الثالثةوحل كل الاحزاب والتنظيمات السياسية وصادر كل الحريات ,وقتل معها كل طموحات الشعب السوداني الذي كان يتطلع الي نظام ديمقراطي يكفل له كل الحقوق والحريات ولا يرضي ان يعيش تحت ظل نظام استبدادي شمولي .حيث نجد ان ان نظام الجبهة الاسلامية ينظر الي السودان (كعرب اسلامي ) وبذلك يكون قد قام بالقضاء علي كل الثقافات الغير عربية الاخري برغم من ان السودان بلد متعدد الاديان والاعراق (الديانات الافريقية,وثنيون ,مسيحيون,مسلمون) حقوق الانسان في اختيار عقيدته لا يخضع للاغلبية والاقلية لانه حق انساني وهم لا يفهمون هذه الحقبقة ويحاولون بحكم الاغلبية المسلمة فرض رؤاهم الدينية المتشددة علي الديانات الاخري ووصل ذلك الي درجة الحرب وهذا هو حال الانظمة الشمولية. يستخدم نظام الجبهة الاسلامية وسائل مختلفة لتحويل التنوع الاثني والديني في البلاد الي دولة شموليةلغتها العربية واساس موطنتها الفكر الاسلامي الراديكالي.ولتحقيق هذا الطموح قام النظام الحاكم بحرب تحت مسمي الجهاد ضد كل المدنيين الذين يرفضون برنامجه(افراد او جماعات) ويتمثل الضحايا الرئيسيون في لهذ الجهاد في الغالبية المسيحية واللا دينية في الجنوب وجبال النوبة والانقسنا,وادت الحرب ضد هذه المجموعات الي قتل وتشريد العديد من المواطنين ومعانات قطاعات لا حصرلها من السودانيين الذين لايوالون الحكومة,تمارس السياسات الوحشية ضد المجموعات التي المسلمة في الشمال التي تخالفها افكارها,حيث اتبعت السلطة الحاكمة منذ استيلاءها علي الحكم بقوة السلاح سياسة اتسمت بالتشدد وعدم التسامح تجاه خصومها والذين لا يدينون برؤيتها المتشددة. وجري التعبير عنها باشكال عدة تمثلت في العمل السكري وانتهاك حقوق الانسان في شرق السودان واخرها الابادة الانسانية التي يعيشها انسان دارفور اليوم. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو من اين جاءت هذه السياسات البشعة, وما هو اصلها الثقافي الذي استمدت منه! ان من اهم معالم النظام الحاكم انعدام الثقافة الديمقراطية,(وقلة الحريات الجماعية والفردية ) وتجربة طويلة في ممارسة العنف,وقهر الراي الاخر,واقصائه والتنكيل باصحابه. الجدير بالذكر(والذكري كما نعلم تنفع المؤمن) ان الجبهة الاسلامية قد اكملت خمسة عشر عاما, وبعبارة اخري خمسة عشر عاما خصما من امكانياتنا وطموحاتنا واعصابنا,بل حتي مختططاتنا الشخصية الصغيرة.فسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله والحمد لله علي كل حال .ورغم سطوة المشروع اللئيم القائم علي الاهلاك والاذي والانحراف وشرور واطماع النفس البشرية,فالامة السودانية باقية..فالنيل يجري واهلنا رغم مصيبتهم لازالوا احياء.. يتزوجون ويتناسلون ثم يموتون حسب مواقيتهم المعلومة, وهم كذالك لا زالوا في غدوهم ورواحهم ان بكو وحزنوا قالوا استغفر الله العظيم ,وان ضحكوا وسعدوا قالوا استغفر الله ايضا, هذا ما لاحظه الرجل الفذ ابن تلك القرية الواقعة عند منحني النيل.....والطيب صالح هو الذي قال ايضا(( من هؤلا؟ ومن اين جاءوا؟ ولماذا يفعلون هكذا؟)) وهي اسئلة ذات دلالات خطيرة.. بقيت بالا اجوبة كاملة حتي اليوم, والاسئلة لا تخص الجبهة الاسلامية بقدر ما انها تعنينا نحن و تقلب مواجعنا كثيرا خاصة اذا ما اضفنا اليها ذالك الشق الاساسي الهام كــيف يــذهـــبون حتي لانخرج عن ملة شعبنا وخطة العام القائم علي الصبر والمصابرة والتأمل والتقييم والمراهنة علي حركة التاريخ اللولبية وقدرات ومعجزات تتحقق دوما متي ما اذن المولي بذالك. وقد نلاحظ منذ حين مضي ان السودانيين جميعا في زمن الغربة والارتحال والتساؤل الي اشارات مهمة ومبهمة:بالله كيف وصلت الجبهة الاسلامية الي السطة؟ هل هو الانقلاب والخديعة ,ام الغفلة والتساهل ام انها مشكلة سودانية الاصل جذورها عميقة وملابساتها معقدة, وما هو سر بقائهم حتي الان هل هم اقوياء ام ضعفاء؟ فاءن كانوا اقوياء فأين مكمن قوتهم؟وان كانوا ضعفاء فأين مكمن ضعفهم؟ وكم حجم الثروة التي اغتنموها من حر مالنا ومستقبل اطفالنا, وهل لهذا السبب وحده_ اتساع الثروة_ صار هؤلا وحوشا,فيماكان الازهري والمحجوب و عبد الخالق مؤطي الكنف السياسي ومسالمين ايضا, ام هل المصيبة برمتها تكمن في الايدلوجيا اسلاما كانت ام كونفوشية ام ماركسية !!!!!!!! ويالهول الايدلوجيا في بلد رقيق الحال كا السودان....
بقلم /نورالين عبد الله الحاج احمد
القاهرة
|
|
|
|
|
|