|
كيس القمامة ويوم القيامة ! عبد المنعم سليمان
|
إذا لم تكُن تعرف عن (الباشبازي) شيئاً ، فدونك موقع الأمم المتحدة على شبكة الانترنت ، يأتيك بالخبر اليقين ، هو مصطلح شائع في أفغانستان يعني (لعب الغُلمان) ، الذين يتم إختطافهم وإغوائهم وهم لا يزالون أطفالاً ، ويحتجزون كملكية خاصة لـ (مالك) مُحدد ، يبيعهم بعد ذلك لكبار قادة حركة طالبان وأمراء الحرب وقادة المليشيات الإسلامية الأخرى ، حيث يستخدمونهم لأغراض اللهو ، وتتلخص مهمة (الباشبازي ) في (الرقص) والترفيه لقادة الحرب ولجنودهم ، حسب الطلب ، وكثيراً ما يكون نفوذهم مؤثراً لقربهم من مراكز السلطة .
وحتى لا يتجشم القارئ عناء البحث لمعرفة هذه الممارسة الشاذة والشائعة سأُحِيله إلى (باشبازي) آخر ماثل بيننا ، ومن لم يُرفه عنه "الصوارمي خالد سعد" فإنه مظلوم مظلوم .
"الصوارمي" هذا ليس له تأثير "كوثر" غلام الخليفة هارون الرشيد ، ولا طلاقة لسان "والبة" غلام الشاعر أبونواس ، ولا حكمة "اليسباديس" غلام سُقراط الحكيم ، وإنما هو شاب عادي بلا قدرات ، لا يملك أية ميزات شخصية أو عسكرية تؤهله لما وصل إليه من مناصب ، ولا تُعرف عنه أي مزايا سوى أنه تربى في مرابي الكذب والخداع وبزّ جميع رفاقه في هذا المضمار متفوقاً عليهم ببراعتة في إجادة الرقص – حسب الطلب ايضاً - فنال رضا مملوكه المُحب للهو والعبث والراعي الرسمي للرقص والراقصين في البلاد ، فأسبغ عليه برتبة عقيد وعينه ناطقاً رسمياً للقوات المسلحة .
الأسبوع الماضي كنت أطالع السيرة الذاتية للعقيد "أحمد محمد علي" التي أوردتها الصحف المصرية بمناسبة انتهاء فترة عمله كناطق بإسم الجيش المصري ، وحقيقة هالتني تلك السيرة العسكرية الباذخة ، وإليكم منها قطوفاً فقط : (بكالوريوس علوم عسكرية من الأكاديمية البريطانية "ساند هيرست" ، ماجستير علوم عسكرية من كلية القادة والأركان ، دورة كلية القادة والأركان البرية بأمريكا ، دورة كلية الدراسات العسكرية المتقدمة بأمريكا ، ماجستير علوم وفنون عسكرية بأمريكا ، دورة متقدمة في الفرق الحتمية الخاصة بسلاح المشاة ، دورة كبار القادة بكلية دفاع حلف الناتو بايطاليا ، دبلوم عالي في اللغة الإنجليزية من معهد الدفاع الأمريكى للغات .
لست بصدد المقارنة بين السيرة الذاتية للناطق الرسمي بإسم (جيشنا) وبين سيرة الناطق الرسمي للجيش المصري ، فلا تجوز المقارنة تأدباً واحتراماً لسيرة الرجال ، ولكنني أوردها تحدياً للرجل الذي أطلب منه التوقف عن كتابة هذا الكم السخيف من البيانات الركيكة الكذوبة ، وأن يستعيض عنها بإيراد سيرته الذاتية كي نباهي ونتباهى بها بين (الناطقين) الرسميين !
وحتى لا أُكتب ضمن زمرة الجناة والمُتهكمين على سيرة الناطق الرسمي باسم (قواتنا) الباسلة ، سأورد حديثه الأخير بعد فضيحة الملحق الإداري بمكتب الملحق العسكري التي ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض عليه بمطار القاهرة أثناء محاولته تهريب (175) ألف دولار داخل (كيس قمامة) ! وبعد لت وعجن وسقطات وزلات حشرها في بيانه المسجوع ، لم يجد "الصوارمي" ما ينفيه سوى القول بأن (الكيس الذي كانت فيه النقود ، ليس كيس قمامة بل هو الكيس العادي الذي أعتاد السودانيون أن يحملوا فيه أغراضهم).
وكأن الموضوع خلاف حول (الكيس) هل هو كيس قمامة أم كيس آخر ، وليس عن الطريقة غير القانونية والممنوعة والمُخجلة لنقل الأموال عبر الدول !
ثم أني أسال ، وأنا في هذا المقام من الجاهلين لا الهازئين ، عن ذلك الكيس العادي الذي اعتاد السودانيون أن يحملوا فيه أغراضهم كما قال "الصوارمي" ، فأسال : هل إتفق السودانيون شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً على (كيس) مُعين يحملون فيه أغراضهم ؟! وإذا كان السودانيون جميعهم قد اتفقوا على تعريف (القمامة) كما ألمح البيان ، فلماذا اختلفوا حول (وثبة) رئيسه إذاً ؟
كنت على وشك الإحباط وكانت آمالي ستتبدد من طول أمد التغيير ومشقة البقاء في هذه الحياة بالقرب من أمثال الصوارمي ومشيره ، ولكن خبراً نشرته صحيفة (القبس) الكويتية تزامن مع بيان "الصوارمي" ، أنعش آمالي مُجدداً ، حيث أوردت الصحيفة نقلاً عن الفلكي المصري "أحمد شاهين" المُلقب بـ "نوستراداموس" العرب ، عن إقتراب (يوم القيامة) على كوكب الأرض ، بعد أن قامت القيامة بالفعل على كوكب المريخ ، قائلاً : إن وكالة (ناسا) سجلت منذ ستة أعوام ، شروق الشمس على المريخ من مغربها ، لتؤكد قيام الساعة على الكائنات الموجودة هناك ، متوقعاً قيام الساعة على الأرض بعد أعوام قليلة .
شخصياً لا أتشكك في حديث وتوقعات "نوستراداموس" العرب ، بل تجدني داعما لها بقرائن أخرى ، وأقول له : وبمثلما أن إحدى علامات الساعة هي (ظهور الأعور الدجال) فإن أرض السودان تفوقت عليها بعلامتين أخريين : حيث ظهر على أرضها ( الأعرج الدجال والغلام المُحتال) .
[email protected]
|
|
|
|
|
|